تقرير
تحقيق المساواة بين السود والبيض ... لا يزال بعيد المنال
1 يناير 1970
06:51 ص
شيكاغو - ا ف ب، د ب ا - ان كان انتخاب اول رئيس اسود للولايات المتحدة، اثار موجة فرح وتأثر عارمة بين الاميركيين السود، الا ان تحقيق مساواة حقيقية بين السود والبيض في هذا البلد، لا يزال يبدو هدفا بعيد المنال، رغم ان نتيجة استطلاع للرأي، اظهرت ان فوز باراك أوباما حمل غالبية الأميركيين على الأمل بتحسّن العلاقات بين الأعراق.
ويرى كونراد ووريل، احد مؤسسي حركة «الجبهة الوطنية السوداء الموحدة»، ان انتخاب اوباما يشكل «حدثا تاريخيا على طريق اسقاط الحواجز العرقية في الولايات المتحدة». لكنه اضاف انه لم يتضح بعد ما اذا كانت «هذه اللحظة من التاريخ تقودنا الى تغيير فعلي
في سلوكنا وطريقة تصرفنا حيال بعضنا البعض».
واعتبر الاستاذ في جامعة نورث ايسترن في ايلينوي، ان ازالة العواقب الاجتماعية الموروثة عن حقبة الرق والتمييز العنصري مهمة ملقاة على عاتق السود انفسهم.
وحذر اوباما نفسه في الخطاب الذي القاءه ليلة انتخابه، الثلاثاء، ان «هذا الفوز لا يشكل بحد ذاته التغيير الذي ننتظره». وقال مخاطبا حشدا من 240 الف مؤيد تجمعوا للاحتفال بانتصاره، ان التغيير «لا يمكن ان يحصل ان عدنا الى ما كانت عليه الامور من قبل. وهذا التغيير يمكن ان يحصل من دونكم».
ورأى رون هيلسون، وهو من سكان شيكاغو السود، ان انتخاب اوباما هو مصدر امل لكن شرط ان يحتفظ السود بالتفاؤل الذي احياه فيهم فوز مرشحهم. وقال هيلسون، الذي شاهد في احيائه وضمن مجموعته من السود عائلات دمرتها المخدرات واحياء حولتها العصابات الى ميدان حرب حقيقي ومدارس باتت مهجورة بعدما رحل البيض الى الضواحي، «آمل ان يستمر ذلك لأبعد من اليوم او غد او الاسبوع المقبل».
واعتبر مارك سوير، من مركز الدراسات العرقية والاثنية والسياسية في جامعة لوس انجليس، انه ان كان يترتب على كل واحد بذل جهود لتغيير حياته وحياة مجموعته، الا انه يتعين ايضا معالجة هذه المشكلات البنيوية. وقال ان المسألة تكمن في معرفة ما اذا كان اوباما «سينجح في وضع سياسة قادرة على معالجة المشكلات الهائلة على صعيد عدم المساواة» القائمة حاليا.
ولفت جيمس روكر، مؤسس مجموعة الدفاع عن الحقوق المدنية «كولور اوف تشاينج» (لون التغيير)، الى ان الخطورة في رئاسة اوباما تكمن تحديدا في ان وصوله الى سدة الرئاسة الاميركية قد يحجب التفاوت الذي لا يزال قائما بين السود والبيض. واوضح: «بعد وصول اسود الى اعلى المراتب واكثرها رمزية، اعتقد ان العديد من الاميركيين البيض سيقولون لانفسهم انه لم يعد لدى الاميركيين السود من سبب يدعوهم الى التذمر». لكنه تابع ان «المشكلة هي انه لا يزال هناك تمييز في السكن وجرائم عرقية ونسبة من السود تفوق البيض في السجون وعدم تكافؤ في التعليم. كل هذا لا تزيله انتخابات».
وقال القس آل شاربتون، احد ابرز وجوه حركة الحقوق المدنية ملخصا المسألة، «الموضوع لم يعد موضوع العنصرية على طريقة اعضاء كلو كلوكس كلان الملثمين، بل هو موضوع عدم التكافؤ وتحقيق التغيير الذي صوتنا من اجله». وذكر انه «بعد قيام كونغرس ديموقراطي الى حد بعيد ووصول رئيس اسود، اذا لم نتمكن الآن من اقرار قوانين تصلح النظام التربوي ونظام السجون، فهذا سيدل بكل بساطة على عدم كفاءتنا».
الى ذلك، تبين في استطلاع أجرته صحيفة «يو اس آي توداي» بالاشتراك مع مركز «غالوب» وشمل 1036 أميركياً منذ فوز أوباما في الانتخابات، أن ثلثي المستطلعين يتوقعون تحسّناً كبيراً في العلاقات بين البيض والسود في المستقبل.
وقال ثلثا المستطلعين السود، ان الولايات المتحدة ستتمكّن في يوم من الأيام من حلّ المشاكل العنصرية.
واعتبرت «توداي» أن نتيجة الاستطلاع بيّنت ارتفاعاً كبيراً عما جاء في استطلاع أجري قبل 5 أشهر، وأعرب فيه نصف السود فقط عن أملهم في تحسّن العلاقات بين مختلف الأعراق.
وقال المدافع عن الحقوق المدنية روجر ويلكنز، ان انتخاب أوباما ونتائج الاستطلاع تعكس تغيّر الولايات المتحدة.
وأضاف: «لم ينتخب باراك نفسه وانما انتخبه الأميركيون وأظنّ ان الكثيرين يقولون نحن لسنا عنصريين كما كنا نظن».