ولي رأي

طريق السماء لن يُغلق

1 يناير 1970 04:05 م
المسجد الأقصى مغلقة أبوابه في وجه المصلين، سعياً من الصهاينة لاقتسامه زماناً ومكاناً، بين اليهود والمسلمين، وشوارع القدس ساحات معارك بين الفلسطينيين العزل وجيش إسرائيل المدجج بأحدث الأسلحة، والشهداء يتساقطون، بينما أعراب يدعون الجهاد، يتقاتلون بشراسة وحقد على أراضي الخلافتين الأموية والعباسية، ويخربون بيوتهم ويمسحون كل أثر حضاري للإنسان في بلدانهم.

معارك بإدارة ومشورة شرقية على الأرض وغطاء جوي غربي، جريمة نكراء باسم الدين، وجيوش تزعم العروبة تقتل شعوبها وتقصف مدنها، معطية ظهرها لإسرائيل مع ادعائها أنها ستحرر فلسطين منذ نحو السبعين عاماً.

أما أهل القضية من زعماء المنظمات الفلسطينية من المرحوم أحمد الشقيري، الذي وعد بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وإلقاء اليهود في البحر، إلى مختاري ما تبقى من فلسطين الضفة الغربية وقطاع غزة، محمود عباس وإسماعيل هنية، مروراً بالأبوات: أبو عمار، وأبو إياد، وأبو نضال، وأبو الهول، وأبو جورجينا، وما أدراك ما جورجينا، والسيد المجاهد على ساحات كرة القدم جبريل الرجوب، ومستشار الهريبة محمد دحلان، فقد باعوا جميعاً القضية الفلسطينية بمال المساعدات والمعونات الدولية، وتفرقوا بصراع لا ينتهي على النفوذ والألقاب.

ولكن الإعلام الدولي أرانا نوعية من الفلسطينيين الذين لا يزالون على العهد، بعثوا فينا أمل العودة مثل ذاك الشيخ المقدسي الذي هاجم وهو أعزل مجموعة من الجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح فخافوا منه وأردوه شهيداً، راسماً لنا بدمه خريطة التحرير. وتلك العجوز التي تقدمت موكب جنازة ابنها الشهيد وهي تهتف وتزغرد فخراً بابنها وعمله، صور أرغمت إسرائيل على التخلي عن خطواتها الأخيرة بتهويد الأقصى.

أما تلك الميليشيات الطائفية والجيوش الحزبية والمنظمات الصورية فلا محل لها في التاريخ.