رأي قلمي

ملكة شائعة وأخرى راقية...!

1 يناير 1970 01:36 ص
التقليد ملكة شائعة، والنقد ملكة راقية، لذلك نرى الكثير من الناس يقبلون المبادئ كما تأتيهم على علاتها بقدر شيوعها وانتشارها، ومن دون غربلة أو تمحيص، أو يكون عن طريق التربية التي تلقّاها الفرد من أسرته، وذلك لاشتراك السواد الأعظم من كل مجتمع وفي كل زمان، في حد وسط من التصورات والمنطقيات.

ونقد الآخرين يظل أسهل من نقد النفس، لأن الإنسان حين ينتقد نفسه يقوم بدور الحجر والنحّات في آن واحد. ولقلة ممارسة النقد والمراجعة لدينا فإن قليلاً من الأفكار تبقى كما هي حتى لو تعرضت لأي نقد سطحي تتقلب وتهتز وتنسف من قاموس حياتنا حتى وإن كانت قائمة بعملها التطويري. والغريب أن لدينا بعض الأشخاص أو التيارات أو المنظمات أو المؤسسات لا ترضى عن نقد أي عمل أو فكر، وهي دائما ما تنتقل من إخفاق إلى إخفاق أكبر منه من دون أن يكون ذلك الإخفاق حافزاً لها للتأمل والمراجعة، وذلك لامتلاكها مناعة من نوع خاص ضد آلام التجربة وإخفاقاتها المتكررة.

غالبا ما نرى هؤلاء يدّعون التحضر ومواكبة العصر بثوراته الإنسانية والتكنولوجية، وهم ما زالوا في بدائيتهم يرفضون نقد أفكارهم وغربلة عاداتهم وأطباعهم المكتسبة. ما نشاهده اليوم من تصرفات بعض الأشخاص أو تعامل بعض المؤسسات والمنظمات والتيارات في طريقة تعاملهم السطحية والتقليدية مع أنفسهم ومع الآخرين، خير دليل وشاهد على ما بدأنا به من سطور، وهذا كله بسبب رفض المراجعة والنقد بدءاً بالأفكار وانتهاءً بالسلوك.

إن إظهارالعيوب لتصحيحها والمحاسن لتعزيزها، تكون بمثابة جوائز وحوافز للتجدد والابتكار والخروج من قوالب التقليد، بل تساندنا بتقديم أفكارأصيلة بقوالب متحضرة ومتجددة تساعد المجتمعات على النهوض من كبوتها.

[email protected]

mona_alwohaib@