محمود... وصالح «بقيت ملاحظة»
| القاهرة - من حسين المطيري |
1 يناير 1970
01:47 م
يصادف اليوم الذكرى السنوية الأولى لوفاة «أستاذي» المستشار السابق في القسم الرياضي، وكاتب زاوية «بقيت ملاحظة» المغفور له الزميل محمود صالح، وشاءت الصدف أن أكون في مصر حيث وافته المنية، لأكتب هذه السطور.
«أبوهشام»، لقد فارقت الدنيا بعد مسيرة حافلة من العطاء في «مهنة المتاعب»، وما زال اسمك «محمود» عالقاً في أذهان غالبية القائمين على الرياضة، فهم يعلمون جيداً أنك كنت «صالح» طوال مشوارك المهني، مطالباً بتطبيق القانون والعمل به، كاشفاً محاولات «المتنفذين» لعرقلته وإشاعاتهم عن تعسف حكومة الكويت في حق الرياضيين.
ومهما كتبنا من كلمات رثاء، وسطّرنا حروفاً حزينة، لن نوفيك حقك نظير ما قدمته من نصحٍ وجهد وتفانٍ في سبيل النهوض بالرياضة الكويتية.
لقد غرست فينا حب المهنة والبحث عن كل ما هو جديد لتقديم مادة دسمة ومفيدة للقارئ.
لم يتغير شيء يا «أبوهشام»، فرياضتنا ما زالت موقوفة، والوضع مستمر على ما هو عليه، على الرغم من أن «الشاب» خالد الروضان الذي كنت تمتدحه وترى أنه يستحق أن يكون وزيرا للشباب أصبح وزيراً بالفعل، لكن وللأسف الشديد لا يزال «المتنفذون» حجر عثرة أمام كل من يسعى إلى رفع الإيقافالذي لطالما آلمك.
تذكرت كلامك عندما قلت لي يوماً إن الكل يفهم رياضة «السياسي والاقتصادي والفني والصايع والمثقف والممثل والأُمي». هذا ما نعاني منه اليوم، فالكل يفتي ويتدخل في ما لا يعنيه.
لقد زادوا الأزمة الرياضية تعقيداً، ولو أنهم ابتعدوا وتركوا الرياضيين الحقيقيين يحلون المشاكل لانتهت المشكلة في وقت قصير.
ما نشاهده اليوم في رياضتنا يا «أبو هشام» هو مجموعة من «تجار الحروب» الذي يتصدّرون المشهد لأنهم يستفيدون من إطالة أمد الأزمة، ولو انتهت سريعاً، ما كانوا ليكسبوا شيئاً وانتهت صلاحيتهم. لذا، هم لم يكتفوا بقطع أي اتصال لإصلاح ومعالجة الخلل، بل انهم يزيدون النار حطباً.
بات كل من من اراد إنهاء الأزمة، بحسن نية، منبوذاً ومعرّضاً للهجوم والإبعاد، كما حدث مع وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب السابق الشيخ سلمان الحمود الذي أُرغم على تقديم استقالته بعد أن سدّت جميع الأبواب بوجهه، ولم يجد يداً تمتد له لتؤازره وتسانده.
الحياة مستمرة يا «أبوهشام»، والأحوال تتبدل، ولا شيء يدوم، فكما رحلت أنت، سنرحل نحن، ويأتي جيل من بعدنا يُكمل المسيرة.
بإذن الله لن تتغير مبادئنا، فنحن مع الحق ومع قانون بلدنا الذي نصطفّ أمامه سواسية، على عكس عدد من الدول التي تعيش تعييناً وحلاً وربطاً وتدخلاً في شؤون الاتحادات والأندية الرياضية، بيد أنها لا تعاني ولا تتعرض للإيقاف أو حتى للتهديد به، إلّا نحن في الكويت!
تغمدك الله أستاذنا بواسع رحمته وأسكنك فسيح جناته.