سياح مسلمون يتضامنون مع المقدسيين ويرفضون دخول «الأقصى»

5000 من القوات الإسرائيلية في القدس تحسباً لـ «النفير العام»... في «يوم الغضب»

1 يناير 1970 06:12 م
لليوم الخامس على التوالي، واصل المقدسيون وموظفو الأوقاف الإسلامية، أمس، اعتصامهم أمام أبواب المسجد الأقصى المبارك، رفضاً للدخول إليه عبر البوابات الإلكترونية التي وضعتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أبوابه.

جاء ذلك وسط دعوات فلسطينية للنفير العام اليوم الجمعة والخروج في الشوارع وأداء الصلاة في الميادين والساحات العامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، نصرةً للقدس والمسجد الأقصى، الذي يتعرض لإجراءات إسرائيلية وحصار مشدد منذ الجمعة الماضي.

وقررت شرطة الاحتلال نشر أكثر من 5000 شرطي وجندي في أنحاء مدينة القدس، اليوم، تحسباً لمسيرات الغضب، فيما تخطط لوضع كاميرات مراقبة تكشف وجوه «المشتبهين» داخل الأقصى.

وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه سيبقي على خمس كتائب في حالة تأهب بما في ذلك في الضفة الغربية.

ويصر المقدسيون على أداء صلواتهم الخمس عند بابي المجلس والأسباط، رغم إجراءات الاحتلال التعسفية، والانتشار المكثف لعناصر الشرطة والوحدات الخاصة، وكذلك قمعهم والاعتداء عليهم، مؤكدين استمرار اعتصامهم حتى إزالة البوابات الإلكترونية.

ورغم القمع المتواصل بحق المصلين المعتصمين، إلا أن أعدادهم تزداد يومياً، بمشاركة شخصيات دينية ووطنية وأعضاء كنيست عرب، بالإضافة إلى مشاركة مسلمين من تركيا وأميركا وجنوب آسيا وغيرها، والذين أعلنوا تضامنهم مع المقدسيين ورفضهم لتلك البوابات.

ورغم التوتر الشديد الذي تشهده القدس والمسجد الأقصى المبارك، إلا أن شرطة الاحتلال تواصل السماح للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى، وتدنيسه.

وبهذا الصدد، أفاد مسؤول العلاقات العامة والإعلام بالأوقاف فراس الدبس أن ثلاث مجموعات من المستوطنين اقتحمت، أمس، المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، وبحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.

وأشار إلى أن هؤلاء المستوطنين نظموا جولات في أنحاء متفرقة من باحات المسجد، وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم ومعالمه.

وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية أصدرت قراراً بإغلاق جميع المساجد في أحياء وقرى وبلدات القدس، اليوم الجمعة، والتوجه لأداء صلاة الجمعة أمام أبواب الأقصى، رفضاً للبوابات الإلكترونية.

كما دعت المرجعيات الدينية والقوى الوطنية للتوجه إلى المسجد الأقصى، بدلاً من الصلاة في جوامع القرى والأحياء.

وفي السياق نفسه، أدى آلاف المصلين المقدسيين صلاتي الفجر أمس والعشاء أول من أمس على عتبات البلدة القديمة وعند أبواب «الأقصى».

وأفادت معلومات أن قوات الاحتلال وقبل نحو 30 دقيقة من موعد صلاة الظهر، أمس، منعت دخول المواطنين الى القدس القديمة لمنع التوافد إلى أبواب «الأقصى»، واضطرت مجموعات من المصلين لأداء الصلاة على أبواب القدس القديمة.

وفي حين أعلن اتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية في فلسطين عن إطلاقه موجة إذاعية بعنوان «اغضب للقدس والأقصى»، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية قادة الدول العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتهم، وعقد قمة طارئة، والتحرك العاجل للتصدي لـ«الإرهاب الصهيوني، والعدوان على الأقصى».

وكان لافتاً انضمام العشرات من المسلمين من جنسيات مختلفة للصلوات التي أقيمت في باب الأسباط، من أتراك ومليزيين ومن اندونيسيا ومن دول شرق آسيا جاؤوا كسياح الى الأراضي المقدسة لزيارة المسجد الأقصى، إلا أنهم شعروا بواجبهم في التصدي لإجراءات الاحتلال.

ورغم أنهم لا يتحدثون أو يفهمون اللغة العربية، إلا أنهم يتفاعلون مع الدعاء ويذرفون الدموع بخشوع، ويشاركون في التكبيرات والوقفات.

في سياق متصل، استشهد شاب فلسطيني، أمس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة تقوع شرق مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن «الشاب محمد حسين تنوح (26 عاما) استشهد عقب اطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار عليه».

وحسب شهود عيان، أطلق جنود الاحتلال أربع رصاصات على الشاب بدعوى محاولة تنفيذه عملية طعن، وشوهد مضرجا بدمائه على الأرض.