حصار مشدد على البلدة القديمة في القدس

«الأقصى» بلا صلاة لليوم الثاني

1 يناير 1970 06:13 م
واصلت السلطات الإسرائيلية، امس، لليوم الثاني إغلاق المسجد الأقصى في القدس الشرقية بشكل كامل، ومنعت أداء الصلوات فيه ورفع الأذان في مآذنه، فيما لا تسمح للمصلين أو حتى للإمام بالدخول إليه، غداة عملية إطلاق نار استشهد فيها ثلاثة فلسطينيين وقتل عنصران من الشرطة الإسرائيلية.

ومنذ أول من أمس، تفرض الحكومة الإسرائيلية حصاراً مشدداً على البلدة القديمة في القدس، إذ تمنع الفلسطينيين من غير سكان البلدة من دخولها.

ونصب جنود اسرائيليون الحواجز العسكرية على كل المداخل المؤدية للبلدة القديمة ومحيطها، حيث مُنع أي فلسطيني لا يحمل عنوان هويته البلدة القديمة من الدخول أو الخروج. كما فرضت السلطات الاسرائيلية غرامات مالية على التجار الذين يفتحون أبواب محالهم داخل الأسوار.

وقال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري: «لليوم الثاني تمنع الحكومة الإسرائيلية الصلوات في المسجد الأقصى، وتمنع رفع الأذان من مآذنه، وتمنع أئمة وخطباء المسجد من دخوله»، مضيفاً «هذه إجراءات غير مسبوقة منذ الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس العام 1967، ونحن نرفض هذه الإجراءات الإسرائيلية وندعو إلى التراجع عنها فورا».

وأكد أن «إسرائيل تسعى إلى عقوبات جماعية والتنكيد على المواطنين في معيشتهم، وما يجري غير مبرر على الإطلاق»، مضيفاً «نستنكر إغلاق المسجد الأقصى وإغلاق البلدة القديمة وإغلاق الشوارع المؤدية إلى المسجد والبلدة».

وأوضحت دائرة الأوقاف الإسلامية أن «سلطات الاحتلال وبعد تدخل أردني سمحت للشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى بالدخول الى المسجد بعد منتصف الليل وقام بجولة برفقة أربعة من حراس الاوقاف لتفقد المسجد وغرف الأوقاف تحت رقابة مشددة من الشرطة».

وتجري السلطة الفلسطينية والحكومة الأردنية اتصالات مع الأطراف الدولية للضغط على إسرائيل من أجل إعادة فتح المسجد، ولكن لم تثمر تلك الاتصالات أي نتيجة حتى الآن.

وذكرت الحكومة الإسرائيلية ان الإغلاق سيتم حتى اليوم حيث ستعقد جلسة تقييم قبل إعادة فتحه تدريجيا.

كما رفضت حكومة بنيامين نتنياهو الموقف الذي تبنته الحكومة الأردنية في شأن التطورات في المسجد الأقصى والقدس.

وكانت الحكومة الأردنية طالبت إسرائيل بفتح المسجد الأقصى أمام المصلين، وعدم اتخاذ أي إجراءات من شأنها تغيير الوضع التاريخي القائم في القدس والمسجد الأقصى.

وأمس، حذر وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الاردنية وائل عربيات إسرائيل من مواصلة اغلاق المسجد الاقصى «بحجة احتواء العنف والتوتر»، مؤكداً أن «هذا الأمر يشكل حدثا خطيراً «لم يشهده المسجد الاقصى منذ أكثر من 800 عام».

من جهتها، أكدت حركة «حماس» أنها «تنظر بخطورة بالغة إلى إقدام حكومة الاحتلال على إغلاق المسجد الأقصى ومنع الأذان والصلاة فيه».

ودعا الناطق باسم الحركة فوزي برهوم الشعب الفلسطيني إلى «تصعيد انتفاضة القدس المباركة والاشتباك مع العدو وقطعان المستوطنين على محاور التماس والدفاع عن الأقصى، وكسر كل معادلات الكيان الصهيوني مهما بلغت التضحيات».

وفي إطار الردود المنددة بإجراءات الاحتلال، دانت منظمة التعاون الاسلامي بشدة إغلاق المسجد الاقصى ومنع إقامة صلاة الجمعة فيه.

واعتبرت في بيان ان «هذا الاجراء يعد جريمة وسابقة خطيرة وعدوانا صارخا على المقدسات وحقوق وحرية الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية».