اجتهادات

المال ورمضان والله المستعان!

1 يناير 1970 01:03 م
91 مخالفة رصدتها فرق التفتيش الميدانية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، والمسؤولة عن متابعة جمع التبرعات الخيرية في شهر رمضان المبارك، وفقاً لما جاء على لسان الوكيل المساعد للتنمية الاجتماعية.

جاء ذلك من خلال 397 جولة ميدانية قامت بها، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ هذا الحجم الضخم من المخالفات، فمن خلال حسبة بسيطة نجد أنه في كل خمس جولات، هناك مخالفة واحدة!

وإذا ما تتبعنا نوع المخالفات، لوجدنا من ضمنها وجود أكياس نقدية لجمع التبرعات، وأشخاصاً يجمعون تبرعات من غير ترخيص، وهويات مزورة لمن يقوم بجمع هذه التبرعات، بالإضافة إلى العثور على صناديق داخل المساجد للتبرع النقدي. هذا ما كشفته فرق التفتيش الميداني، وربما ما خفي كان أعظم! فماذا ستكون النتيجة لو زادت حجم تلك الجولات الميدانية؟

لا أعتقد أن هذه المخالفات بالأمر الهين الذي قد يمر مرور الكرام، فرغم التشديد والرقابة غير المسبقة التي تقوم بها كل من وزارة الشؤون والأوقاف والداخلية كذلك، إلا أن مسلسل التلاعب على الدين وكسب تعاطف الناس باسم الإسلام، والاستفادة من موسم الشهر الفضيل والتودد استغلالاً وتعظيماً للوازع الديني والالتفاف على القانون والضحك على الذقون، وسيلة هؤلاء المفضلة في جمع المال لأسباب لا يعلمها إلا الله!

لا أدعي أن كل من ساهم وشارك في جمع الزكاة والصدقات هم كذلك، ولكن أتساءل هنا: لماذا خالف هؤلاء اللوائح والقوانين المنظمة لعملية جمع التبرعات في شهر الخير إلا لغرض في نفس يعقوب؟ وأين ستذهب هذه الأموال ومن سيستفيد منها؟ وهل يعلم أي منا إن كانت تلك الأموال ستذهب لدعم الإرهاب أو لنشر الفكر الديني المتطرف؟ ولماذا لا يحال هؤلاء المخالفون على النيابة العامة ليأخذوا جزاءهم من العقاب جراء ما فعلوه؟ وما إلى ذلك من الأسئلة. ولنؤكد بعد ذلك، أننا لن نستغرب إذا اكتشفنا في يوم من الأيام أن أحد مصادر تمويل التطرف يأتي من الكويت!

***

من المحزن حقاً أن نرى مفهوم التخطيط غائباً عن وزارات ومؤسسات الدولة، فتصريح وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور محمد الفارس عن مبنى الوزارة الجديد، طامة كبرى بكل ما تحمله هذه الكلمات من معانٍ. فمبنى الوزارة استغرق منذ تصميمه حتى التاريخ المتوقع لاكتمال إنشائه 14 عاماً فقط لا غير!

لو توقف الأمر على ذلك لكان الأمر هيناً وفقاً لمعاني الإنجاز في وزارات الدولة المختلفة، لكن الأدهى والأمر أنه وبعد كل هذه الفترة الطويلة، أعلن الوزير أن المبنى لن يستوعب جميع موظفي الوزارة! والحجة في ذلك أن الحاجة قبل 14 عاما اختلفت عن الآن!

فاللهم ارزقنا مسؤولين لا يعملون ليومهم كأنهم يموتون غداً، وبصيرتهم أبعد من مدة مكوثهم في كرسي المنصب المجيد. والله المستعان!

Email: [email protected]