| د. تركي العازمي |
تعرفون قصة الخليفة المستعصم مع هولاكو الذي دخل بغداد وقتل العلماء والتجار والقضاة وأبقى المستعصم حياً كي يصل إلى أماكن كنوزه. وبالفعل قام المستعصم بإرشادهم إلى مخابئ الذهب والفضة والنفائس وكل المقتنيات الثمينة، وأرشدهم إلى نهر مطمور من الذهب المتجمد... وضحك هولاكو عندما بكى المستعصم على عرض الجواري الحسان ولم يبكِ على أموال جمعت لقرون عدة، وذهبت في ليلة واحدة.
نستخلص من هذه القصة التي تناقلها الكثير عبر المواقع، أن المال يذهب وكل شيء فوق هذه الدنيا فان، ونحن وإن كنا نرى أن البعض قد وضع جل اهتمامه على حسابات في الكم والكيف لبلوغ الثراء بأي وسيلة، نستغرب من تجاهل الغلابة من السواد الأعظم ممن نخشى أن تخرج دعوة مظلوم من أحدهم!
نحن عموم الناس لا نبحث عن مال ولا نريد سوى ما يكفينا للعيش الرخاء الذي نص عليه الدستور الكويتي، وكل ما نطالب به هو: تعليم محترم? خدمات صحية على مستوى راق? وتطبيق للقانون يساوي بين فئات المجتمع الكويتي وكل فرد عامل مجد بعمله يتم تكريمه
ومن لا يستحق يقال له «استرح» وأرح عباد الله.
ملاحظة للتدليل: في إحدى كليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، هناك شعب دراسية تم إلغاؤها لطلبة خريجين، وعندما ذهب الأساتذة لعميد الكلية مطالبين بفتح الشعب وأنهم على استعداد للتدريس من دون مقابل، تم رفض الطلب، وبالتالي حرم الطلبة من فرحة التخرج!
وملاحظة أخرى: يذهب المريض للعلاج بالخارج وتشكل له لجنة ويتم رفض الطلب بحجة توافر علاج له بالكويت، بينما هناك حالات مشابهة تم اعتمادها «من فوق»، وعندما يذهب المريض للعلاج بالخارج وتتحسن حالته ويطالبهم بحق استرداد ما صرفه على حالته الصحية، يتم رفض طلبه.
وملاحظة ثالثة: وكيل وزارة التربية يصدر قراراً بوقف النقل لرياض الأطفال (...) وللعلم «كفايات» لا يرفع من مستوى التعليم!
إنني وغيري الكثير والجميع يعلم بهذه الحقيقة ونحن نقولها بكل شفافية «لا تحاسبونا على الفلوس وتطالبونا بالتقشف»... طبقوا القانون علينا ولا تستثنوا أحداً، وامنحوا أبناءنا تعليماً وخدمات صحية متقدمة فكل شيء فانٍ، وأصحاب القرار هم المسؤول الأول والأخير عن تردي الأوضاع في كثير من مؤسساتنا، ونحن لا نملك سوى توجيه النصيحة... والله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi