«العربي» في جديدها تطير إلى سرقسطة الأندلسية

1 يناير 1970 03:40 م
صدر العدد الجديد من مجلة «العربي» (نوفمبر2008)، متضمنا عددا من الموضوعات المهمة، بينها ملف عن الترجمة ولقاء الحضارات وفيه يتم تناول الموضوع عبر ثلاث رؤى: «المترجم من منظار مغاير» لنعمة الله ابي راشد، «العقل وماساة الترجمة» لرامي الجمل، و«تعريب الفلسفة» للدكتور جورج زيناتي.
يتناول الدكتور سليمان العسكري رئيس التحرير في افتتاحية العدد موضوع المستجدات والتحديات في الثقافة العربية مشيرا إلى عدد من المستجدات على الساحة الثقافية العربية وما تتسبب فيه من تحديات داعيا لتأمل بعض ما شاع من فرضيات تتعلق بتناول العرب لظاهرة العولمة بوصفها مخططا غربيا يبتغي القضاء على ثقافات العالم، على الرغم من أن تجارب الدول الناهضة في آسيا قد طوعت العولمة لصالح نهضتها، ووازنت بينها وبين الحفاظ على خصوصيتها الثقافية في الوقت نفسه.
وتطير «العربي» في هذا الشهر إلى مدينة سرقسطة الإسبانية عبر استطلاع موسع كتبه ابراهيم فرغلي وصوره سليمان حيدر عن المدينة ذات الطابع الأندلسي، والتي تجمع عددا كبيرا من الآثار الأندلسية وبينها قصر الجعفرية، إضافة إلى آثار الحقب المختلفة للمدينة التي تعرف بأنها «عشيقة الحضارات»، وحاول الاستطلاع استشراف مستقبل المدينة الناهضة بقوة، من خلال لقاءات العديد من الشباب من سكانها.
كما ألقى الاستطلاع الضوء على احتضان سرقسطة لأكبر معرض عن المياه والتنمية في العالم والذي استمر على مدى ثلاثة شهور وضم أجنحة للدول من أرجاء العالم، اهتمت جميعا بإبراز قضية المياه وأهمية ترشيد استهلاكها، من جهة، وعرض دور المياه في تطور ونهضة الدول في أرجاء العالم، خصوصا في منطقة الخليج العربي؛ التي تعتبر من أكثر الدول اهتماما بإنشاء محطات تحلية وتقطير المياه، وبينها دولة الكويت التي شاركت بجناح مميز لاقى اهتماما جماهيريا كبيرا، وثناء من منظمي المعرض والمسؤولين في سرقسطة.
وأجرى أشرف أبو اليزيد حوارا موسعا مع الكاتب المغربي عبد الهادي التازي تناول،من خلاله، المحطات الرئيسة في حياته، أستاذا وكاتبا ومؤرخا، إضافة إلى عمله الديبلوماسي لسنوات، إضافة إلى آرائه في العديد من قضايا العصر الراهنة في الثقافة، وفي عدد من الظواهر الاجتماعية المهمة.
يضم العدد ،أيضا، مجموعة كبيرة من المقالات والموضوعات المهمة وبينها مقالة للدكتور أحمد ابو زيد عن التكنولوجيا والثقافة الرقمية، بينما تناول جمال غيطاس موضوعا عن «إنترنت المستقبل للأشياء لا للإنسان»، وكتب د.علي حسين عبدالله عن خبرته في زيارة موقع التجربة العلمية الرائدة التي تحاول استعادة الانفجار الكبير عبر جهاز «سيرن العملاق» في سويسرا.
في الذكرى الثانية لوفاة عميد الرواية العربية نجيب محفوظ يكتب الحبيب الجنحاني عن محفوظ بوصفه نموذجا للالتحام بين الكاتب والمدينة، ويكتب عبد العزيز محمد عن المؤرخ السوداني محمد إبراهيم أبو سليم.
يضم العدد استطلاعا آخر عن مكتبة الكونغرس الأميركية التي تعد المكتبة الكبرى في العالم، عبر جولة موسعة في أرجاء المكتبة العملاقة كتبه الدكتور خالد عزب.
ويتناول كامي بزيع حنا موضوعا عن «الحمام الشعبي كما يظهر في الف ليلة وليلة» باستعراض طبيعة ودور الحمامات الشعبية في الثقافة الشعبية العربية. بالإضافة إلى الأبواب الثابتة: حيث تكتب سعدية مفرح عن الشاعر علي محمود طه، في زاوية شاعر العدد، وقصص على الهواء التي اختارها في هذا العدد الكاتب المغربي مبارك ربيع، وثقافة إلكترونية التي تتناول قراءة الأدب إلكترونيا عبر التعريف بالمواقع المهتمة بالأدب على شبكة الإنترنت، وغيرها من الزوايا والموضوعات.
وفي ملحق «العربي العلمي»، الذي يوزع مع المجلة تتوزع مجموعة من الموضوعات العلمية المهمة، بينها موضوع عن تجربة الانفجار الكبير الأوروبية في سويسرا والتي يأمل العلماء من خلالها اكتشاف الطريقة التي تكون بها الكون، وغيرها من الموضوعات.