| د. تركي العازمي |
لا تعتقد بأن الأزمة التي ستواجهها الإنسانية محصورة في الجانب السياسي... إن مثلث الاقتصاد، الإعلام والسياسة، يحتاج لمن يفهم جوانبه. فأنت عندما تمتلك الاقتصاد والإعلام المؤثر، فمن الطبيعي جدا أن تكون لسياستك تأثير على سياسات الآخرين وحقوقك تصل إليك وأنت في وطنك.
قد قيل في الأثر إن لكل زمان دولة ورجال، والأزمة الإنسانية من جانبها الثقافي تتمثل في كونها تتقدم في التكنولوجيا، وتتقدم ببطء بالحكمة والتدبر وبسط مبدأ المساواة والعدل وتكافؤ الفرص.
وما تراه من حولك إقليمياً، إنما هو صراع اقتصادي بحت، فمجموعة الكبار تبحث عن الهيمنة على الثروات الطبيعية، وبالتالي توزع الأدوار على أثر هذا القاسم المشترك ونحن الخاسر... وعلى الصعيد المحلي لوحظ شغف الكثير من أبناء جلدتنا في تحسين أوضاعهم المالية والوصول إلى الثراء بأي وسيلة.
تدخل على مواقع التواصل الاجتماعي وتشعر بأن الحرب آتية... و«الربع» محلياً جل اهتمامهم منصب على ضرب بعضهم البعض، حتى أصبحت قنوات تخدم أجندات محددة وكل خصص له مكافأة تختلف من مغرد/شخصية واخرى، حتى أضحت الاستعانة بالفاشينستات، وسيلة من الوسائل المستخدمة.
هذا فقط تقديم لما يدور من حولنا وطبيعة الزمان الذي نعيشه، والموضوع الذي أود طرحه محصور في التساؤل عن المتسبب/الجانب المقصر الذي أوجد حالة التيه التي نعيش فصولها: هل هي الحكومة أم المجلس أم نحن كمواطنين؟
مثلما للوضع الإقليمي والعالمي مثلث: الاقتصاد? الإعلام والسياسة، يوجد على المستوى المحلي/المجتمع، مثلث في غاية الأهمية بالنسبة للعملية الإصلاحية، وأركانه: الحكومة (جهة تنفيذية)، مجلس الأمة (تشريع ورقابة)، ونحن من يقع على عاتقنا واجب غفل أم تغافل البعض عنه، وهو مهمة اختيار أعضاء مجلس الأمة لضمان الجودة في التشريع والقوة في الرقابة.
وهناك ركن مشترك بين المثلث العالمي/الإقليمي والمحلي وهو الإعلام، فالإعلام مهمته تجيير الأرضية المناسبة لتمرير ما هو مخطط له.
لندع الشأن الإقليمي/العالمي لرجاله المختصين، وإن كانت ملامح توجهاته واضحة نظراً لارتفاع مستوى الثقافة لدى جموع الناس وإن كان بعضهم يبحث عن مصلحته ولا ينظر سوى لمستوى قدميه، حتى وإن كان مقتنعا بما تطرحه الطبقة المثقفة لأن البعض يتبع شعار «الحكومة أبخص»!
مهما كانت المبررات يبقى الثابت والملاحظ ان نسبة الوعي قد ارتفعت في شكل كبير جداً، وفي المقابل ما زالت الحكومة على النهج القديم نفسه... وللتدليل، نجد مع كل قضية فسادا أو خطأ في إدارة مؤسسة ما يقابلها من رفض وتعليقات ساخرة من قبل جمع كبير من المغردين وعبرموقع «سناب شات».
كيف لنا التعامل مع هذا التغيير؟
محلياً، يجب أن نبحث عن الأفضل عند اختيار أعضاء مجلس الأمة، ويجب أن يتحد المغردون لتشكيل جبهة تثقيفية تنويرية تدفع بإزالة اللبس الذي يقع فيه البعض عند الاختيار وعلى الحكومة أن تختار الكفاءات.
إن أصلحنا حال بعضنا البعض واخترنا خير من يمثلنا وأحكمنا الرقابة على الأداء، فطبيعي جداً أن تخرج لنا قرارات إصلاحية من الجانب الحكومي وطبعا هذا يتطلب إسنادا إعلاميا.
الشاهد ان دورة الأيام تقول ان المرحلة التي نعيشها محاطة بمخاوف عدة ولن تستقيم الحال إلا بإصلاح الفرد، الأسرة، المجتمع، عبر التعليم أولاً وعبر إنشاء تكتلات إصلاحية جديدة بعيدة عن الأوجه المألوفة التي خيل لنا انها معارضة وأن يكون الوطن ورقيه وازدهاره، الهدف الأسمى، وغير هذا «لا تدور»... الله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi