حروف باسمة
ذكرى العيد وأمل في إشراقته
| سلطان حمود المتروك |
1 يناير 1970
07:59 ص
أقبل العيد جميلاً بعد انقضاء شهر الله الكريم الذي فيه قضى المسلمون أوقاتاً ملؤها الصلوات وتلاوة القرآن الكريم والدعوات بالخير والشكر لله الكريم على فضل نعمه الكثيرة التي وسعت ارجاء كل شيء.
في العيد ذكريات جميلة اعتاد عليها أهل هذه الديرة الحبيبة.
فقديما كان الناس يستعدون للعيد استعدادات كثيرة وللاطفال مساحة كبيرة من المرح حيث تنصب ألعابهم الخاصة في برايح متعددة وفرجان كثيرة وهم يتمتعون بتلك الألعاب البهيجة وإذا ما اتت صبيحة يوم العيد فإن بعد صلاة العيد لريوقه نكهة مميزة من الكيك والخبز والحليب المهيل حيث تقدمه الام لأبنائها وهم يستبشرون عندما يتلقون العيدية من والدهم وبعد ذلك يتوجه الوالد الى ديوانه كي يستقبل المهنئين من ابناء الفريج والأهل والاصدقاء.
والكل في فرح وسعادة وسرور ولم يزل اصحاب هذه الديرة الحبيبة يستقبلون العيد بأصالة كأصالة اجدادهم بما تلقوا منهم من تراث اصيل.
فحري بالجميع ان يتواصل في هذا العيد المبارك وان يسأل الابناء عن امهاتهم وآبائهم ويصل الاصدقاء اصدقاءهم وذويهم لأن الرحمة تزل على القلوب الرحيمة وان يجعلوا من يوم العيد يوما للتواد ونبذ الخلافات وتصفية القلوب وتهدئة النفوس حتى يكون هذا اليوم رحمة متصلة بشهر الرحمة الذي انقضى بالخير والسداد باذن الله.
ونتأمل في يوم العيد مئات الآلاف من الاطفال المهجرين والنازحين والذين هم تحت خط الفقر لا يستطيعون ان يمتلكوا اقل شيء يعينهم على سد رمقهم في ظل ازيز الطائرات ودوي القنابل في اصقاع مختلفة وهم يفتقدون الامن والامان والاطمئنان ويقعون تحت طائلة العنف والحصار.
عزيزي القارئ
عيد سعيد مبارك
نسأل الله ان يعيده على أهل هذه الديرة الحبيبة وهم يرفلون بأثواب من السعادة والأمن والطمأنينة والسلام والتكاتف والتعاون من اجل بناء صرح امهم الكويت التي تقلهم ارضها وتظللهم سماؤها وهم يجدون من اجل البناء ووحدة القلب.
ذكريات العيد كثيرة في الزمن الجميل من اهمها:
غداء العيد ذلك الغداء المميز الذي يكون في ضحى العيد في الديوانيات حيث يتجمع على سفرته الاصدقاء والاهل والجيران في بشر وحبور.
عيد سعيد مفعم بالخير والهناء لجميع المسلمين والابناء ديرتي الحبيبة.
وما لنا إلا ان نقرأ ما قاله الاديب عبدالله سنان يرحمه الله في هذا الصدد:
اخي هيئ الطابخون الغدا
فهات السماط ومد اليدا
اخي اقبل القوم في رقصة
اذا اكتشفوا في الجفان الجدا
جلسوا عليها بلا رحمة
فصارت هباء وصارت سدا
اخي اين طاست الزبدتين
لنروي الغليل ونجلي الصدا
وفتش على قهوة طعمة
مهيلة تنعش الاكبدا
فإن مات منا شهيد بها
فقل ذاك بالتخمة استشهدا
عساكم من عواده