بيان مرتقب لـ «داعش» عن مصير زعيمه... والعبيدي والجميلي الضابطان من عهد صدام أقوى مرشحين لخلافته
مدير «المرصد السوري» لـ «الراي»: البغدادي حيّ
| كتب أحمد زكريا |
1 يناير 1970
12:49 م
أكد مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن «عدم صحة الرواية الروسية المتعلقة بمقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي»، في حين أفاد مصدر محلي في محافظة نينوى العراقية، امس، بأن «داعش» نشر تعميما مفاجئا في معظم مساجد تلعفر غرب المحافظة، يدعو فيه عناصره لترقب بيان مهم في شأن زعيمه.
وفي تصريح لـ «الراي» قال عبدالرحمن، أمس «سبق وتم قتل الكثير من قادة التنظيم ولم يؤثر ذلك عليه، لكن المؤكد ان 2017 سيكون نهاية التنظيم في سورية وستنتهي سيطرته على مناطق داخل أراضيها رغم ان مقتل البغدادي لن يكون له علاقة بانهيار التنظيم».
وشدّد على ان «الإرادة الدولية موجودة لإنهاء تنظيم داعش في غضون هذا العام، وقد ينتهي في الرقة وتبقى فلول منه في دير الزور».
وعن أماكن تواجد البغدادي وقادة التنظيم، أجاب عبدالرحمن: «قادة الصف الأول في التنظيم متواجدون في المنطقة الحدودية بين العراق وسورية، وقد يكون البغدادي متواجداً في أي مكان آخر والمرصد لا يملك معلومات حول هذه القضية فهي أمر متعلق بالاستخبارات الدولية».
ونقلت قناة «السومرية» عن مصدر محلي في نينوى (رويترز، «روسيا اليوم»)، أن «تنظيم داعش أصدر تعميما مفاجئا مع ساعات الصباح الأولى في غالبية مساجد تلعفر غرب نينوى إضافة إلى مقراته الرئيسية، يدعو من خلاله إلى ترقب بيان مهم في شأن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي». أضاف المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه، أنه «لم يعرف طبيعة البيان الذي ينوي داعش إذاعته لكن هناك حالة إرباك واضحة، وكأن الحديث عن مقتل البغدادي أصبح حقيقة»، متوقعا أن «تتم إذاعة الخبر أو نفيه خلال الفترة المقبلة».
هذا وتداولت وسائل إعلام عدة مصير البغدادي في الآونة الأخيرة، حيث رجح بعضها مقتله بغارات روسية فيما تكهنت أخرى بأنه ما زال على قيد الحياة ويتنقل ما بين الأراضي العراقية والسورية.
كما أكدت «السومرية» امس، أن «ثلاثة من نخبة قادة داعش في تلعفر،بينهم رئيس ديوان الجند في التنظيم قتلوا بقصف جوي استهدف اجتماعا لهم في أطراف القضاء». أضافت أن «القصف أسفر عن مقتل العديد من مرافقي القادة الثلاثة»، مبينة أن «المضافة التي عقد فيها الاجتماع تعرضت إلى القصف مرتين».
ويعد تلعفر أحد الأقضية الكبيرة في محافظة نينوى ومن أهم معاقل التنظيم، وهو تحت سيطرة «داعش» منذ 2014.
وإذا تأكدت أنباء وفاة البغدادي، فمن المحتمل أن يخلفه أحد أكبر مساعديه الاثنين وهما ضابطان سابقان في جيش صدام حسين.
ولا يرى خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية مرشحا واضحا لخلافة البغدادي لكنهم يعتبرون إياد العبيدي وعياد الجميلي أقوى المرشحين رغم أن من المرجح ألا يحظى أي منهما بلقب «الخليفة».
وأكدت وزارة الدفاع الروسية الأسبوع الماضي ان البغدادي قتل على الأرجح في ضربة جوية في سورية، ونقلت وكالة «انترفاكس» للأنباء عن برلماني روسي رفيع المستوى، ان احتمالات مقتله تقترب من 100 في المئة.
لكن جماعات مسلحة تقاتل في المنطقة، ومسؤولون أميركيون يقولون إنه لا يوجد دليل على وفاته وعبر مسؤولون كثيرون في المنطقة عن تشككهم في التقارير عن وفاته.
ويتولى العبيدي وهو في الخمسينات من عمره «وزارة الحرب» في التنظيم الارهابي، بينما يرأس الجميلي وهو في الأربعينات الوكالة المسؤولة عن الأمن في التنظيم. وذكر التلفزيون العراقي الرسمي في أبريل أن الجميلي قتل لكن ذلك لم يتأكد حتى الآن.
وكان الاثنان انضما إلى حركة التمرد في العراق في 2003 عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة والذي أطاح بصدام حسين.
وأصبح الاثنان أهم مساعدي البغدادي منذ مقتل نائبه «أبو علي الأنباري» و«أبو عمر الشيشاني» وزير الحرب السابق في التنظيم و«أبو محمد الجولاني»، مسؤول الدعاية في ضربات جوية العام الماضي.
وصرح هشام الهاشمي، الذي يقدم المشورة لبضع حكومات في الشرق الأوسط في شؤون التنظيم «الجميلي يعترف بأقدمية العبيدي ولكن ليس للبغدادي خليفة معلن، لذلك حسب الظروف من الممكن أن يكون أي منهما الخليفة».
وقال فاضل أبو رغيف، وهو خبير في شؤون الجماعات المتشددة «هم لا ينتسبون لنسب الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) وليس لأحد منهم ضلوع في العلوم الشرعية. كما أن أحد الشروط أن يكون عنده أرض تمكين».وأعلن الهاشمي: «على الخليفة أن يكون له أرض للتمكين يحكمها بمقتضى الشرع الإسلامي، وإذا لم يتوافر هذا فإن خلفه يكون فقط أمير وليس خليفة».
ويحتاج اختيار الزعيم الجديد للتنظيم الارهابي، إلى موافقة «مجلس شورى الجماعة» المؤلف من ثمانية أعضاء. ومن المستبعد أن يجتمع الأعضاء الثمانية لدواع أمنية وسينقلون آراءهم عبر رسل.
في المقابل، أعلنت مصادر عسكرية وأمنية عراقية أن «القوات المشتركة ستقتحم وسط المدينة القديمة في الموصل، بعد وصول وحدات من الشرطة الاتحادية والجيش قرب ما تبقى من جامع النوري، فيما تعمل قوات خاصة على جلاء المدنيين إلى مناطق آمنة».
وأفادت بأن «كل ما تبقى لتنظيم داعش نحو 500 متر مربع وسط المدينة القديمة، يتحصن في داخلها أقل من 200 متطرف من ضمنهم قناصة وانتحاريون، ومعهم كميات من المتفجرات ومدافع هاون، هذه المعلومات هي آخر ما توصلت إليه قيادة العمليات العسكرية التي أمرت بوقوف قواتها على خط تماس واحد مع جهاز مكافحة الإرهاب لاقتحام قلب المدينة القديمة».
وأعلنت قنوات تلفزيونية فرنسية في بيان امس، إن مراسلتها فيرونيك روبير توفيت في باريس بعد إصابتها في انفجار بالموصل الأسبوع الماضي.