المدرسة ثنائية اللغة أقامت حفل تكريم وداعياً لمديرها بحضور وزيري التربية والإعلام

«البيان» ودّعت جهاد سعد الدين: ممتنون لمسيرة العطاء والإخلاص

1 يناير 1970 01:25 ص
محمد العبدالله: خير معلم ومدير وصاحب حق لم يملّ عنه تحت أي ضغط

محمد الفارس: استطاع أن يلامس بعقله وقلبه ولسانه قلوب جميع الطلبة وهذا سر النجاح

لولوة الملا: تفانى في خدمة الطلبة من دون حساب للوقت والجهد حتى لو كان على حساب صحته وأسرته

مي العيسى: ساهم بكفاءة في نجاح النظام ثنائي اللغة بما يملك من قدرات تعليمية وإدارية

لطيفة المطوع: اهتم بكل ما هو مفيد للطلبة وحرص على راحة زملائه

ممثل الخريجين: لم يكن مديراً فحسب بل نموذجاً للقائد
كانت مدرسة البيان ثنائية اللغة بكادريها الإداري والتعليمي وخريجيها وأولياء أمورهم، على موعد مع وقفة وفاء في حفل وداعي جرى في أجواء مؤثرة لمدير المدرسة الأستاذ جهاد سعد الدين، وسط حضور حاشد ممن ترك فيهم طيب الأثر، معبرين عن امتنانهم لكل ما قدمه من علمه ووقته وجهده، وذلك بحضور وزير التربية والتعليم العالي الدكتور محمد الفارس، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله.

وأنهى الأستاذ جهاد مسيرة حافلة بالعطاء في الميدان التربوي، حيث جاء إلى المدرسة مدرسا للرياضيات، ثم تولى منصب مدير المرحلة الثانوية، قضى خلالها 26 عاما من عمره، كان واضحا وجليا أنه ترك فيها مواقف عظيمة في نفوس طلابه وأوليائهم ومن عملوا معه.

وفي هذه المناسبة قال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله عقب انتهاء الحفل «عاصرنا الأستاذ جهاد كأولياء أمور في مدرسة البيان، وكان خير معلم ومدير، وخير من يمثل أولياء الأمور أمام الطلبة، وهو إنسان صاحب حق لم يمل تحت أي ضغط»، مردفا «لحظة الوداع لا شك حزينة علينا جميعا، لكن سيكون للأستاذ جهاد إسهامات كبيرة في المستقبل».

ومن جهته، فضل وزير التربية والتعليم العالي الدكتور محمد الفارس أن يوجه كلامه من القلب للقلب للأستاذ جهاد، فقال «عرفت الأستاذ جهاد منذ 18 عاما، منذ دخول ابنتي لمدرسة البيان، وجمعتنا لمدة طويلة نقاشات معه في كثير من القضايا المصيرية من وجهة نظر أولياء الأمور»، لافتا إلى أن «ليست فقط العلاقة المهنية التي جمعتني مع الأستاذ، فلقد جسد العمل التربوي والعلاقة بين الأب والمعلم وأبنائه الطلبة وكان خير مثال على ذلك، واستطاع أن يلامس بعقله وبلسانه وبقلبه قلوب جميع الطلبة، وهذا سر نجاح أي تربوي، وخير دليل على ذلك هو ما شاهدناه من انعكاس وثورة في قلب كل طالب ممن تربى على يديه».

ووصف الأستاذ جهاد سعد الدين عمله في مدرسة البيان برحلة حياة حيث قال «في هذه الرحلة رافقتني عائلتي وكل أصدقائي من طلبة وأولياء أمور وعاملين، وما زلت على تواصل مع جميع الطلبة منذ دفعة 1996، أول دفعة تخرجت بعد تعييني، وإن هذه الحفلة اقنعتني بالفعل انه إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وأنتم الكرماء».

وأضاف «عملت على تطوير المدرسة وتهيئة الطلبة للجامعات من خلال بناء شخصية الطالب، بأنشطة منهجية داخل وخارج المدرسة وحتى خارج الكويت، وأجمل فتراتي فيها حين كنت مدرسا، فوجودي بين الطلبة أجمل من وجودي في المكتب، وأعتز بكل الطلبة الذين علمتهم».

وتوجهت رئيسة الجمعية الثقافية النسائية، لولوة الملا بكلمتها للأستاذ جهاد ممثلة أولياء الأمور، حيث قالت إن «من خلال متابعتي الشخصية تعرفت على مدى حب هذا المربي الفاضل للبيان وتفانيه في خدمتها وخدمة طلبتها من دون حساب للوقت والجهد، حتى لو كان ذلك على حساب صحته وأسرته»، مستطردة «جاء الأستاذ جهاد من أسرة تربوية، ولد في الكويت وتعلم في مدارسها، وواصل مسيرة والديه في التعليم، ليعطي الكويت ومدرسة البيان 26 عاما من الجهد والإخلاص والمحبة».

من ناحيتها، أكدت المدير العام السابق لمدرسة البيان، مي العيسى أن الأستاذ جهاد ساهم بكفاءة واقتدار بنجاح النظام ثنائي اللغة بكل ما يملك من قدرات تعليمية وتنظيمية وإدارية، مؤكدة «نودعه وكلنا إحساس بالخسارة وعدم الرضا بسبب إنهاء خدماته بالطريقة والأسلوب غير المدروس، الأمر الذي نتج عنه استياء ورفض من قبل العاملين والطلبة وأولياء أمورهم».

وعبرت رئيسة مجلس الآباء والمعلمين سابقا، لطيفة المطوع عن امتنانها للأستاذ جهاد، لاهتمامه بكل ما هو مفيد وممتع للطلبة، وحرصه على راحة ونفسية الزملاء من المعلمين والمعلمات، مؤكدة أنه ومن عمل معه في البيان من مدرسين وإداريين لسنوات طويلة هم من صنعوا البيان.

ولم يتمن أستاذ اللغة العربية للمرحلة الثانوية في المدرسة، ناصر حلس، أن يقف موقف الوداع من زميله وصديقه الأستاذ جهاد، فقال «كان يربت على كتف الطلبة فيشعرهم بعاطفة الأبوة، وفي الوقت ذاته كان صاحب الموقف الحازم الذي لا يتهاون فيه بالنظام والقانون»، مبينا«أما عنا نحن العاملين في المدرسة، فقد منحنا الأستاذ جهاد الثقة والطمأنينة، وكان الدرع التي تحمينا وقد تكلف الكثير مقابل ذلك، فخلال وجوده نمت المدرسة وازدهرت وحققت أعلى المراتب وأصبحت الأكثر تميزا بين مدارس الكويت».

وباسم الخريجين، ألقى الطالب محمد المعجل خريج مدرسة البيان لعام 2016 كلمة في وداع أستاذهم، فأكد«لم يكن ناظرا أو مديرا فحسب، بل كان دائما نموذجا للقائد، كان يعمل معنا ولا يكتفي بالقيادة، حيث ترك فينا أثرا، لدرجة اعتقدنا معها أن الأستاذ سيظل للأبد، ويتصف بصفة الخلود، ولكننا اليوم نواجه الأمر الواقع بوداعه للأسف».