جون ماكين... بطل حرب فيتنام

1 يناير 1970 09:32 ص
واشنطن - اف ب - يأمل جون ماكين الذي يتقدم عليه المرشح الديموقراطي باراك أوباما في استطلاعات الرأي، في الوصول الى البيت الابيض وانقاذ شعبية الجمهوريين رغم تراجع شعبية حزبه بعد ثماني سنوات من حكم جورج بوش.
واذا انتخب رئيسا في الثانية والسبعين، سيكون الرئيس الاكبر سنا الذي يدخل البيت الابيض. وفي هذه المرحلة من الاضطرابات من حربين وازمة مالية عالمية، يحاول ماكين اقناع الناخبين بتجربته في مواجهة خصمه الديموقراطي الذي يصغره 25 عاما.
وماكين العضو في الكونغرس منذ 1983 في شكل شبه متواصل، من مخضرمي السياسة، وجد باستمرار الطاقة التي تدفعه الى مقدم الساحة.
ولد في 1936 وهو يتحدر من عائلة عسكرية خدمت الولايات المتحدة منذ الاستقلال في القرن الثامن عشر. وهو احد ابطال حرب فيتنام، فقد وقع صاحب الرقم العسكري 624787 في الاسر خلال حرب فيتنام وظل اسيرا لمدة خمس سنوات في سجن «هيلتون هانوي» حيث تعرض لمختلف انواع التعذيب والعزل. ويقول ان «بلدي انقذني ولا استطيع ان انسى ذلك. سأقاتل من اجله حتى النفس الاخير».
ولا يزال ماكين حتى اليوم يحمل ندوب تلك الحرب، فمشيته متثاقلة ويجد صعوبة في رفع ذراعيه. كذلك يحمل وجهه آثار سرطان الجلد الذي شفي منه في 2000 والذي يمنعه من اي تعرض للشمس مع ان الشمس حارقة في اريزونا الولاية التي يمثلها في مجلس الشيوخ منذ 21 عاما.
ولا تزال تجربته العسكرية تحكم بعضا من سلوكه في المضمار السياسي. فمنتقدوه يأخذون عليه تعاطيه في السياسة بعقلية الرجل العسكري.
وماكين الذي انتخب بسهولة في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، لم ينجح فعليا في القيام بحملة. وتضرر خصوصا بالازمة المالية التي حمل الديموقراطيون الجمهوريين مسؤولية وقوعها.
وفي 15 سبتمبر يوم افلاس مصرف «ليمان براذرز»، قال ان «اسس الاقتصاد الاميركي متينة»، وهذا التصريح يلاحقه الى اليوم.
ويدرك ماكين ان فرصته الوحيدة للفوز هي ابتعاده عن بوش الذي تراجعت شعبيته الى مستويات قياسية، لذلك يذكر باستمرار بانه كان من اوائل الجمهوريين الذين انتقدوا البيت الابيض لاجتياحه العراق بعدد غير كاف من القوات.
وهو اليوم يؤكد ان الجيش سيبقى في العراق حتى النصر و«مئة سنة اذا اقتضى الامر» وانه «يفضل خسارة الانتخابات على خسارة الحرب».
وقال لأوباما خلال مناظرة تلفزيونية «لست الرئيس بوش»، بعدما ذكره المرشح الديموقراطي بانه ايد تسعة من عشرة مشاريع قرارات لادارة بوش. كما يؤكد باستمرار انه كان معارضا للادارة المنتهية ولايتها في قضايا عدة تبدأ بمعتقل غوانتانامو وتنتهي بالتغيرات المناخية.
وهو رجل قناعات اكثر منه رجل حزب، ويدير ظهره احيانا للبرلمانيين الجمهوريين، لا بل حتى لجورج بوش نفسه، خصمه في الانتخابات التمهيدية الحزبية في العام 2000.
وقد تخلى عنه معظم شخصيات الحزب الجمهوري مثل وزير الخارجية السابق كولن باول مما دفعه الى التعلق في نهاية حملته بـ «جو السباك» الذي اعتبره بطلا في شركة صغيرة ستدمرها السياسة الاقتصادية للديموقراطيين برأيه.
ومعروف عن ماكين انه قادر على العمل مع زملاء لا ينتمون الى الاوساط ذاتها.
فقد وضع مع ادوارد كنيدي ابرز رموز اليسار الاميركي مشروع قانون لم ير النور كان سيسمح بتصحيح اوضاع نحو 12 مليون مهاجر مقيم بطريقة غير قانونية. وهو كذلك من الجمهوريين القلائل الذين يهتمون بقضية الاحتباس الحراري.
ومع ذلك، يبقى ماكين محافظا صلبا على صعيد كل المسائل الاجتماعية شأنه في ذلك شأن حاكمة الاسكا ساره بالين التي اختارها مرشحة لمنصب نائب الرئيس.
وقد شاهد اخيرا النسخة الاخيرة من سلسلة مغامرات انديانا جونز حيث يؤدي الممثل هاريسون فورد دور عالم التاريخ المغامر، وعن هذا الفيلم، قال ماكين، «احببته فعلا، ففي النهاية العجوز ينتصر».