تحقيق / مع أوائل حبات المطر تهافت الشباب على رياضتهم المفضلة فـ «التواير» جديدة و «الماكينة» و «الجير» على كيفك

... الحق لا يطوفك... التقحيص والاستعراض!

1 يناير 1970 05:59 م
|كتب فهد مياح|
مواتر وبانشيات وسيارات من مختلف الانواع اخرجها المطر من مكامنها، لتحتفل به على طريقتها الخاصة، ليس بالطبل والمزامير، وانما بحركات بهلوانية يعرفها شباب الكويت بالتقحيص والتشفيط، حيث يستعرضون بمركباتهم، التي عملوا على تجهيزها قبل موسم الامطار خصيصا لهذا الغرض، لتعزف الاطارات سيمفونية الخطر، وسط آهات المتجمهرين، الذين يلهبون احاسيس المستعرضين ليدفعوهم إلى مزيد من الحركات.
هؤلاء الشباب حولوا ساحات المدارس في الجهراء إلى حلبات لاستعراض مهارات التقحيص والتشفيط، تهافت اليها الشباب بمركباتهم في غياب ملحوظ لرجال الامن، ونصبوا السيرك وتجمهر حولهم المشجعون، وسمعنا اصوات انفجارات هائلة، المشهد بدا وكأن حربا اندلعت، لكن علمنا ان بعض الشباب يعبر عن فرحته بالمطر بتفجير الاطارات حتى ان احدهم قال «لا يعدل رأسي الا تفجير الاطارات الاربعة».
الشباب لا يلومون انفسهم على هذه الهواية الخطرة بل اعتبروها من قبيل التعبير عن الفرحة بالمطر، الذي ينتظرونه من العام إلى العام، مطالبين الحكومة بتخصيص اماكن يمارسون فيها رياضتهم المحببة... والى التفاصيل:
خالد لطيف يقول: «سعادتي في هذه الليلة لا توصف ابدا واعتبر نفسي اسعد شاب على وجه الارض عندما اخرجت الموتر من البخّار بعدما مضى عليه اكثر من ستة شهور لكي يشاهده الناس وهو يصول ويجول في ساحة المدرسة».
واضاف: «الله سبحانه وتعالى منّ علينا بنعمة المطر الذي نفتقده ويفقده الكثير من الشعب الكويتي وخاصة اهل الحلال الذين يرعون الغنم والابل، في المناطق الصحراوية».
بينما يعبر جاسم العنزي «عن سعادته بتفجير تايرين من سيارته (الجي تي)، مؤكدا بان لا يعدل رأسه الا تفجير الاربعة تواير وكل هذا تعبيرا عن الفرحة التي نفتقدها نحن الشباب، ونريد ايصال اصواتنا إلى المسؤولين لعمل رابطة متكاملة لهذه الفئة بعيدا عن المنطقة لكي يتسنى للشباب التعبير عن فرحتهم بالمطر وابراز المهارات الاستعراضية بالسيارة».
وتمنى العنزي «بان تكون الرابطة في محافظة الجهراء، والمنطقة العاشرة حيث ان معظم الهواة للاستعراض والتقحيص يتواجدون في هذه المناطق وحتى لا تكون هناك حجة لرجال الامن والمرور باصطياد سيارات السبورت والاستعراض في كل مكان وكل شارع».
في حين ان حمد الخضر الذي بدأ عليه نشوة الفرح (قال) ان «امتلاء ساحة مدرسة ثانوية الجهراء بالمطر جعلت الشباب يتنقل من رصيف إلى آخر لكي يشبع ناظره من الاستعراضات والحركات التي تقوم بها بعض السيارات التي كلنا نفتقدها ولم نرها منذ زمن طويل».
واوضح الخضر ان لديه «سيارة من نوع ZX280 وعندما رأيت بان السماء قد ارشقت ساحة المدرسة بالمطر وبدأ الوضع يستدعي النزول إلى الساحة والتعبير عن هذه الفرحة لكن الـZX لم تشتغل لان الاطار الخلفي فارغ، فقلت لنفسي بان اليوم سوف اكون احد المتجمهرين والمتفرجين وفي المرة الثانية اكون احد فرسان هذه الساحة بجانب الـ ZX».
اما فيصل الخالدي فيؤكد ان «هذا اليوم هو يوم عالمي بالنسبة له وان هذه الليلة سوف ينتظر آخر قطرة مطر تنزل على منطقة الجهراء لاننا نعرف ان هذا المطر يأتي ويختفي مرة اخرى لذا لابد ان نعوض هذه الليلة بالاستعراضات».
ويضيف «انه بكل صراحة جهزت الموتر قبل شهر وانفقت عليه ما يقارب 200 دينار وذلك فقط بانتظار الفرج من الله على هذه الساحة التي لم تخدش شوارعها بتواير السيارات والاستعراضات منذ زمن».
وتمنى الخالدي «بألا يتوقف المطر خاصة في هذه الايام لانني اريد كل الشباب ان يشاهدوا موتري ويتمتعوا به وهو يستعرض في الساحة».
ويحكي أحمد العدواني «انني منذ الصغر وانا مولع بهواية الاستعراض عندما كان والدي يشتري لي بعض السيارات الصغيرة التي تعمل على الريموت كنترول وانا متمسك بهذه الهواية التي مازالت تجري بدمي واعتقد انها ستجري حتى عندما اتزوج (وهذا بلا أبوك ياعقاب)».
وذكر ان «الاستعراض الحالي هو مجرد فرحة بقدوم المطر وانما «الشغل العدل» والجيد هو عندما يأتي موسم الامطار حينئذ نذهب إلى الشارع الاصفر الواقع على طريق السالمي في البر عندما يتجمع الطين مع الماء وتصبح الارض «سكيتي» وتبقى السيارة تستعرض وحدها».
ويصف صاحب السيارة الانيقة سعد العاصي فرحته بالقول «وجودي في هذه الليلة وفي هذا المكان لمشاركة اصدقائي وربعي للتعبير لمشاركتهم في حثهم بقدوم المطر، الذي نفتقده منذ زمن بعيد، وانها فرصة للتعبير عن مشاعر البهجة».
واشار إلى انه «بالرغم من ان سيارتي ليست للاستعراض والتقحيص ولكن لابد لي ان انزلها إلى الساحة وذلك لسببين الاول لاني اشتاق الاستعراض منذ فترة طويلة والسبب الثاني اريد من المتجمهرين ان يشاهدوا سيارتي المميزة لكي يعرفها كل سكان اهل الجهراء خصوصا الشباب المستعرضين في الساحة».
بينما يطالب سالم الفضلي «المســـؤولين سواء في الداخلـــية او الهيئة العـــامة للـــشــباب والريــاضة بان يتم تطـــوير هذه الرياضة بشكل جميل وايجاد البديل الافضل والمناسب من ساحات المدارس والمناطق الداخلية والدوارات، وتخصيص مكان للقيام بمثل هذه الاســـتعراضات».
واكد ان «وجود هذه الاستعراضات في الساحات يسبب الازعاج لاهالي المنطقة وتعرض حياة مرتادي الطريق إلى الخطر بسبب الحوادث او انفلات بعض الاطارات على المتجمهرين، او احتراق بعض السيارات بسبب التشفيط المتزايد».
في حين أحد المتجمهرين ويدعي محمد الظفيري خالف الجميع من متجمهرين ومن مستعرضين عندما أكد ان «الشخص الذي يستعرض ويشفط، هل يعرف ويدرك ماذا يفعله، وانه من الممكن وبكل سهولة ان يتسبب في ضرر لنفسه ولغيره وممكن ان يزهق الأرواح ويعرض بعمله هذا حياة البشر إلى الخطر».
وتمنى الظفيري من الشباب الذي يهوون ويحبون هذه الاستعراضات ان «يتوجهوا إلى المناطق الصحراوية ويأخذوا راحتهم بدلا من الاستعراض داخل المناطق وتعريض حياة الآخرين للخطر والله يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه».
«تواير جدد ومكينة وجير على كيفك والدنيا من أجمل ما يمكن فلماذا لا تريدني ان استعرض واقحص؟»، هذه الكلمات جاءت على لسان الشاب حمود الشمري الذي اصر على سحق هذه التواير الجديدة، بالاستعراض والتشفيط، واذا وصل الحد بالسير على الرنجات اقحص وليس عندي مشكلة».
واضاف ان «هذا اليوم جميل ورائع ولا بد من التعبير به عن سعادتنا بعد غياب طويل للمطر، ولا نريد من اي جهة منعنا او انها توفر لنا المكان البديل، الذي نأخذ راحتنا به بالاستعراض والتشفيط».
اما الزعيم وقائد الـ GMC فقد اتى من اخر الدنيا عندما اتصل به أصدقاؤه وقالوا له «الحق لايطوفك التقحيص والاستعراض»، مشيرا إلى انه «ادى الرسالة وانطلق مسرعا باتجاه الساحة المعروفة لدى الجميع في اوقات المطر».
واعتبر الزعيم ان «هذا اليوم من الايام التي نجد سعادتنا فيها بعد هطول الأمطار وهذه الفرحة بالاستعراض ليست مجرد تضييع وقت وانما هي تحد بين الشباب بل انها فرحة للمطر الذي كلنا نتمناه ان ينزل علينا من قبل هذا اليوم».
فيما رأى قائد البانشي سلمان المطيري ان «هذا هو اليوم المناسب لاخراج البانشي والاستعراض به في ساحة المدرسة بعدما كان مخبأ في المخزن بسبب عدم نصب المخيمات في هذه الفترة وان الليلة هذه ليلة جميلة بجوها الرائع الممطر».
وقال ان «هذه متعتي بقيادة البانشي عندما يكون الجو ممطرا والارض ممتلئة بالماء في السابق وفي وقت موسم البر كانت هوايتي صعود الاماكن المرتفعة والجبال اما الان فنستعرض بالساحات القريبة من المدارس والى حين ابتداء موسم البر ننقل هذه الهواية إلى جبال الصحراء.