جمعني الأسبوع الماضي لقاء عمل مع أحد الإخوة «الإنكليز» من العاملين في مجال الاستثمار والتطوير العقاري. أخونا (الإنكليزي) دائم التردد على الكويت، وفي كل زيارة له كنت حريصاً على أن أتجول معه لأطلعه على الأماكن السياحية والترفيهية في الكويت، كالأفنيوز وسوق المباركية والأبراج والشريط الساحلي وغيرها.
ولأن معالمنا السياحية والترفيهية (على قدنا)، ولأني مللت من (الفرارة) مع أخونا الإنكليزي، فقد كان العلاج الأخير لقضاء الوقت معه هو تعليمه شرب (الشيشة) لعل وعسى أن يشترك معي في هوايتي المفضلة، فكان لي ما أردت، وأصبح في كل زيارة له للكويت يحرص على الاتصال بي لقضاء وقت الفراغ معه في أحد المقاهي!
تحدثنا خلال لقائنا، وعلى وقع صوت الشيشة، عن الأحداث الأخيرة التي هزت بريطانيا بعد التفجير الذي استهدف إحدى الحفلات الموسيقية في مدينة مانشستر العريقة، وكذلك حادثة دهس المشاة عند جسر لندن وما تبعها من طعن للمارة في سوق بورو القريب منه، والذي نتج عنها جميعاً مقتل أكثر من 27 شخصاً وفقاً للأخبار المعلنة.
بدا التأثر واضحاً على صديقنا الإنكليزي، فذكر لي أنهم مصدومون مما حدث بعد أن كانت بريطانيا وحتى وقت قريب في معزل عن أهداف المتطرفين ومقاصد الإرهابيين وهجمات الجماعات الإسلامية، وأنه إذا استمرت مثل هذه الهجمات، فإن بريطانيا اقتصادياً وسياحياً وأمنياً حتماً ستتأثر وبقوة!
ولأن الحديث أخذ الجانب الديني والسياسي، لم أكن قادراً على الرد المباشر باللغة الإنكليزية لما ترسب لدى صديقنا من أفكار - أو بمعنى أصح أوهام- حول ارتباط الدين الإسلامي بالإرهاب.
وفي الوقت نفسه، لم أكن مستغرباً من اعتقاد صديقنا بأن الإرهاب والمسلمين اسمان لا يفترقان، لأن الإعلام الغربي سعى وبقوة على تغذية عقول المتلقين بهذه المعلومات الواهية، فكان لها ما أرادت!
عدت سريعاً إلى مقال قديم كتبته عن هذا الموضوع بالتحديد، وحاولت أن أترجمه سريعاً بمساعدة العم «غوغل» لأقدمه لصديقنا الإنكليزي، لعل وعسى أن يغير فكرته، وكان محور المقال حول أسئلة واضحة وهي هل كل المسلمين إرهابيون، أو أن كل الإرهابيين مسلمون؟
كانت الإجابة عن السؤال الأول أنه لو كان كل المسلمين إرهابيين لمنع الدين الإسلامي من دول العالم أجمع، ولوجدنا كذلك جميع المسلمين وأنا معهم يا صديقي «الإنكليزي» نقاتل ونفجر ونهدد ونسفك الدماء ونقتل في جميع أنحاء العالم، وبمعنى أصح لن تجدني معك هنا لشرب (الشيشة)!
أما بالنسبة إلى السؤال الثاني فقد أوضحت له أنه قد يرى مرتكبو الجرائم الإرهابية أنهم مسلمون، لكن واقع الحال يقول إن أفعالهم ليست لها أي علاقة بالعقيدة الإسلامية الصحيحة وليس لها أي سند في القرآن والسنة!
وأوضحت له وفق لما جاء في مقالي «أنه إذا فرضنا جدلاً أنهم مسلمون قولاً وفعلاً، إلا أنهم ليسوا الوحيدين الذين ارتكبوا أعمالاً إرهابية في العالم. فمثلا، كشف تقرير صادر عن وكالة يوروبول المسؤولة عن الأمن في أوروبا، أن الغالبية العظمى من الهجمات الإرهابية ارتكبت من قبل الجماعات الانفصالية المتشددة التي ليست لها علاقة بالإسلام، وفقا لما نشرته قناة روسيا اليوم. ففي عام 2013 وحده، كان هناك أكثر من 150 هجمة إرهابية، اثنتان منها فقط بسبب دوافع دينية»!
أتمنى في الختام أن أكون قد وفقت في توضيح الأمر له هداه الله!
Email:
[email protected]