| د. تركي العازمي |
أسعدنا اختيار الكويت عضواً غير دائم في مجلس الأمن الذي جاء في شهر رمضان المبارك، ونتمنى أن يكون للكويت دور دولي في التخفيف من التوترات السياسية وتحقيق الأمن والاستقرار في الدول العربية والإسلامية والعالم أجمع... ونبارك لحضرة صاحب السمو قائد العمل الإنساني وولي عهده الأمين والشعب الكويتي هذا الإنجاز، والشكر موصول لكل من ساهم في حصول الكويت على هذا المقعد المهم متمنيا من الله أن يديم الأمن والاستقرار على الجميع.
وفي رمضان، وبينما نحن نستقبل عبارات التهنئة? برزت على السطح خلافات بين الأشقاء في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر واليمن، وفي عالم السياسة تعد الخلافات أمراً متوقعاً لكن لم نتوقع أن تصل إلى حد قطع العلاقات.
نحن مواطنو الكويت ومنظومة دول مجلس التعاون والدول العربية، نعلم علم اليقين بأن هناك أطرافاً تبحث عن بث السموم والتفرقة بيننا، وبالتالي تستدعي الضرورة أن نترك الأمور لأولياء الأمر وقادة دول مجلس التعاون والدول العربية لحل الأمور.
إن ما يحزنني، ذلك الانحراف السلوكي السلبي الذي اتخذه بعض أحبتنا وأخذوا يتبادلون الأخبار والتعليقات التي قد يكون لها الأثر السلبي.
يقول الفيلسوف نعوم تشومسكي «عامة الشعب لا يعرفون ما يجري ولا يعرفون حتى إنهم لا يعرفون»! وهنا وعلى المستوى الشخصي، أرى ان المشكلة تكمن في انسياق البعض وراء تحليلات تعرض في مواقع التواصل الاجتماعي، كثير منها يفتقد للدقة والأمانة في العرض لأسباب مجهولة.
لذا? وبما اننا في شهر رمضان المبارك، نذكر الجميع بالحديث الشريف «من إحسان إسلام المرء ترك ما لا يعنيه»... فالقضية وتفاصيلها لا يعلم عنها الكثير ولا تعني الكثير، فلماذا نسمح لأنفسنا بالخوض فيها: سؤال نطرحه للجميع؟
مما تقدم? يبقى الفرد أياً كان منصبه أو مستوى إدراكه السياسي ومعرفته ببواطن الأمور وخلفيات الخلاف الحاصل، أمام واجب اجتماعي بحت، وهو أن ننأى بأنفسنا عن ما يعرض، وندعو المولى عز شأنه أن يصلح الحال، وأن تظل دول مجلس التعاون الخليجي والعربي والإسلامي متماسكة ولاسيما ان دولنا تمر بظروف في غاية الحساسية، وتستدعي الضرورة الدفع بكل وسيلة توصل إلى رص الصف والتلاحم بروح أخوية في ما بين بعضنا البعض.
هذا واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والله نسأل أن يهب ولاة الأمر الحل الأمثل لاحتواء الخلاف وعودة العلاقات إلى حال أفضل من السابق... والله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi