سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / «احزاية» الخوارزمي
1 يناير 1970
04:35 ص
«الحزاية» في لغتنا الجميلة هي القصة، والخوارزمي هو قصير النسب، كما يقول العرب عن المعرفة الذي لا يحتاج لتعريفه إطناب، إنما نعني في هذا المقام «مركز الخوارزمي للتدريب على الحاسب الآلي» التابع لنائب مدير جامعة الكويت للشؤون الأكاديمية المساندة، و«الحزاوي» كثيرة فقد كانت الأم قديماً تروي على أبنائها قبل النوم «احزاية» وهم حول «الدوه»، وبين حرارة «الدقه» إلى أن يغطوا في هدوء.
ولكن «احزاية» هذا المركز فريدة لنوع ما. لهذا المركز مدير قد عين من مدة طويلة وقد تولى الإشراف على هذا المدير نواب عدة لمدير الجامعة، ولكن أتى نائب لمدير الجامعة قبل عامين فما عمل ذلك النائب إلا أنه قام بتجميد هذا المدير، أعني مدير «مركز الخوارزمي»، دون أي سبب أو مخالفة أو تقصير، وعين نائباً عنه وأعطى له اختصاص مدير «الخوارزمي»، وكلما كتب له المدير مذكرة أو استفساراً ضرب بجميعها عرض الجدار، وأفضى إليه بقبول وظيفة خبير كما يفهم لصبغة الخبراء في هذه الأيام، لكن هذا المدير لم يوافق وانتظم في مكتبه لمدة عامين دون أن يوكل له عملاً، ودون إبداء أي سبب من نائب مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية المساندة. وانتهت فترة انتداب هذا النائب وعين بدلاً منه الدكتور أحمد سامي المنيسي نائباً لمدير الجامعة للشؤون الأكاديمية المساندة الذي أحضر مدير «مركز الخوارزمي» الصابر والمحتسب لما محص به من أذى، وتفهم ما حدث له وأنصفه ورده في مكانه لإدارة هذا المركز، إنها «احزاية» مؤلمة لا يمكن أن تشعر العين بالكرى، ولا الأذن بالاستقرار عندما تنصت إلى أحداثها، عكس ما تشعر به النفس عندما تستمع إلى «حزاوي» الأم لأطفالها وهم ينامون في استقرار. نسأل الله لأبناء ديرتنا الحبيبة الاستقرار والألفة والشعور بالطمأنينة والابتعاد عن الظلم والرزوح تحت طائلة الاستبداد، ودعواتنا للدكتور المنيسي بالتوفيق ولمدير «مركز الخوارزمي» المنتصر بالصبر والعمل الدؤوب، ولأبناء هذه الديرة الحبيبة الخير العميم.
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي