رواق

دراما رمضان

1 يناير 1970 02:27 م
«أطيب التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات»...

لا أعرف إن كانت هذه العبارة لا تزال متداولة حتى يومنا هذا بين المهنئين، ولا أعرف من ابتكر هذه الجملة التي تستخدم للتهنئة في المراسلات الرسمية، ويكتبها من لا يعرف معناها بمن فيهم كاتبة هذا المقال التي لا تعرف حتى هذه اللحظة معنى اليمن الوارد فيها وارتباطها باليمن الذي وصف بالسعيد رغم عدم وجود بوادر سعادة عليه.

يحل رمضان وتحل التهنئة فيه وبينهما دراما لا تنتهي في مسارين: دراما تلفزيونية وأخرى واقعية،

أما الدراما الواقعية فهي تنقسم إلى نوعين صباحية ومسائية، دراما الصباح في الدوام، والدوام لله ينشغل الموظف برمضان عن الشغل إن كان فيه شغل أصلاً ويبرر الحالة «المالي خلقية» التي ترافقه طيلة العام بالصوم، والصوم منها براء وفي المساء الموظف الذي «ماله خلق» يصبح له «خلق ونص» إذ تبدأ الجولة الماراثونية بين البيوت والديوانية للتهاني والتبريكات يرافقها «أكشخ» أنواع الدراعات وهي الزِّي الرمضاني الرسمي الذي صُمم بهدف الستر، وخرج عن هدفه ليحقق أي شيء إلا الستر، والله يستر علينا كما يرافق الجولة ألذ أنواع الحلويات واللقيمات المسماة نسبة لكلمة لقمة أو تصغيراً لها فخرجت عن معناها وقيمتها عندما سُميت قيمات مع الزمن الذي فرض الرجيم مرافقاً للسفرة العامرة فصار حال الصائم كحال عادل إمام في مسرحية «شاهد ما شافش حاجة» يشخط شوية ويهدي شوية.

أما الدراما التلفزيونية فتنقسم إلى دراما خليجية وعربية يتنافسان فتخرج الأولى من المنافسة خالية الوفاض، وليس في ذلك انحياز للوافدين اتهم به مجدداً إلا أن المنافسة الأصعب هي تلك المقارنة الإجبارية التي نعقدها في عقلنا الباطن بين دراما زمان ودراما الآن وتسحبنا إلى مقارنة أخرى بين رمضان زمان ورمضان الآن، ولا نعي أن الزمان لا يرجع لنرجع زي زمان...

وكل رمضان ودراما رمضان بكل أنواعها بخير وكل عام وأنتم بخير...

reemalmee@