«اسألوا دنيا بطمة عن سبب اتهاماتها المسيئة لي... ولا أكنّ أي ضغينة أو كره تجاهها»
محمد عساف لـ «الراي»: مواقفي خطر على حياتي... ولا أخاف
| بيروت - من هيام بنوت |
1 يناير 1970
01:53 م
الناس الكحيانة والتعبانة هي التي صنعت النجوم
ألبومي الجديد يضمّ 12 أغنية بلهجات متنوّعة
يتحضّر النجم الفلسطيني محمد عساف لإطلاق ألبومه الجديد في عيد الفطر، بعدما طرح أغنية واحدة منه بعنوان «ما وحشناك» التي حققت نجاحاً كبيراً واحتلّت المراتب الأولى على مستوى العالم العربي.
عساف الذي تشغله قضية فلسطين وشعبه، أكد في حديثه الى «الراي» أنه ينتمي إلى هذه القضية وهو سيظلّ متمكساً بها ويتحدث عنها حتى آخر يوم من حياته، لافتاً إلى أنه «لا يمكن لأحد أن ينتزع مني قضية وطني الذي يعاني منذ أكثر من 70 عاماً أو أن يوقفني عن الدفاع عن حقوق شعبي ووطني بطريقة سلمية وإنسانية، وهذه المسألة لا علاقة لها بالسياسة». وفي الوقت الذي يعلم أن هذه المواقف تشكل خطراً على حياته، أكد أنه لا يخاف، معتبراً أنه عندما يدافع عن قضيته، فإنه يدافع عن قضية إنسانية.
من ناحية أخرى، أشار عساف إلى أنه لا يعرف سبب هجوم دنيا بطمة عليه، مشيراً إلى انه يؤمن بالمنافسة الشريفة، ولكنه لا ينظر الى نفسه على انه ينافس كبار النجوم.
• تعبّر عن مواقفك الوطنية دائماً وقد شاركتَ أخيراً في تحدي «الحرية والكرامة». ألا ترى أنك من خلال مواقفك الداعمة لقضية أرضك وشعبك تعرّض حياتك للخطر خصوصاً أنك تدخل وتغادر فلسطين باستمرار؟
- كي أكون واضحاً، أنا فنان يحبّه الكثيرون عبر العالم، ولكنني إنسان ينتمي إلى قضيته ووطنه وهذا الكلام قلتُه منذ اليوم الأول الذي تخرّجتُ فيه من برنامج «Arab Idol» ومازلتُ متمسكاً به حتى اليوم، وسأظل كذلك حتى آخر يوم في حياتي. ولا يمكن لأحد أن ينتزع مني قضية وطني الذي يعاني منذ أكثر من 70 عاماً أو أن يوقفني عن الدفاع عن حقوق شعبي ووطني بطريقة سلمية وإنسانية، وهذه المسألة لا علاقة لها بالسياسة. أعتزّ بفني ولديّ جمهور عريض في كل أنحاء العالم وفي وطننا العربي، ولكنني ابن فلسطين وابن المعاناة وهذا شيء أعتزّ به وأنا أقوم بواجبي الإنساني تجاه شعبي ووطني.
• ألا يشكل هذا الأمر خطراً على حياتك، لأنك فنان ومواقفك تؤثر في الأجيال؟
- طبعاً. ولكنني لا أخاف، لأنني عندما أدافع عن قضيتي فإنني أدافع عن قضية إنسانية، ولا أتدخل في السياسة والحرب. أنا أؤدي رسالتي كإنسان معروف وأتوجه إلى الشباب العربي وإلى شعبي لتوعيتهم لقضية فلسطين وقضايا أمّتي التي تشغلني وتشغل كل إنسان عادي. أنا لا أتحدث من منطلق أنني شخص له علاقة بالسياسة أو سفير نوايا حسنة، بل حالي كحال أي مواطن في الشارع.
• عندما تَسمع مَن يقول لك، لماذا لا تتّحدون كفلسطينيين تجاه قضيّتكم قبل أن تطلبوا من الآخرين أن يقفوا معكم، كيف يمكن أن تردّ؟
- يوجد في فلسطين انقسام سياسي، ولكن ليس هناك شعبان فالشعب الفلسطيني واحد. الفصائل الفلسطينية مختلفة سياسياً ولكلٍّ منها استراتيجية، ولكن الهدف واحد وهو فلسطين، ونحن أيضاً هدفنا فلسطين.
• في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها غالبية الدول العربية، هل ترى أن الفنانين يقومون بالدور المطلوب، وكيف تنظر إلى الفنانين الذين اعتادوا على هذه الظروف وعلى الحروب ولا يهتمّون إلا بالفن؟
- يفترض بالفنان أن يكون أكثر شخص يشعر بأخيه الإنسان، وأن يرفض الظلم. نحن الفنانين نغنّي ونوصِل إحساسنا للناس، ولا يفترض بنا أن نعيش من أجل المصالح والمال والشهرة. الناس «التعبانة والكحيانة» والتي تذوق الأمرّيْن بسبب الخلافات في بلادها هي التي صنعتْنا، فهل يعقل أن نكون بعيدين عن همومها؟
أعتقد أن الفنان الذي لا يهتمّ لأمور الناس ليس إنساناً، وأتكلم من منطلق إنساني وليس سياسياً. ليس مطلوباً من الفنان أن يتحدّث في السياسة وأنا لا أفعل ذلك، ولكن شعبي وقضيتي مسألتان تخصّاني، وأنا أتحدث باسم كل إنسان حرّ في هذا العالم وباسم كل إنسان عربي يعرف القضية الفلسطينية، لأنها القضية التي توحّد كل العرب حولها. أما بالنسبة إلى ما يحصل في الدول العربية، فهو شأن داخلي لكل بلد، وأنا لا أفهم في السياسة ولا أجيد التكلم فيها.
• انتهيتَ من ألبومك الجديد وطرحتَ منه أغنية واحدة. فمتى ستطرحه في الأسواق؟
- اخترتُ أن أطرحه في عيد الفطر كي ينال حقه.
• لماذا لا تعتمد مبدأ «السنغل» كما يفعل جميع الفنانين؟
- سبق أن طرحتُ أغنية «ما وحشناك» قبل نحو شهرين وهي احتلّت المراتب الأولى. لا شك في أن نجاح «السنغل» يكون كبيراً والأضواء عليه تكون أكبر، ولكنني مع مبدأ الألبوم لأن فيه تنوّعاً كما أنه مهمّ في رصيد الفنان.
• جمهورك كبير وعلى امتداد العالم العربي، فما اللهجات التي ستقدّمها في الألبوم؟
- الألبوم يضم 12 أغنية بلهجات متنوعة، وقد ركزتُ على اللون الشامي، كما اعتمدتُ توليفة غريبة. هناك أغنيات عالمية ستكون موجودة في الألبوم، حيث تعاونتُ مع فرقة عالمية معروفة، بالإضافة إلى دويتو مع الشاب فوديل، وهذه المرة الأولى التي أعلن فيها عن هذا التعاون. كما سأقّدم أغنيات رومانسية، الدبكة والكلاسيكية.
• كثيرون راهنوا عليك، خصوصاً أن انطلاقتك كانت صاروخية حيث أحييتَ نحو 60 حفلة في السنة التي تخرّجتَ فيها من «Arab Idol». هل تشعر بأنك تحقق أهدافك كما رسمْتَها منذ تخرّجك من البرنامج؟
- الحمد لله. الخطوات التي بدأتُ بها عبر إدارة أعمالي و«mbc» و«بلاتينيوم»، كان لها دور كبير في انتشاري وفي الترويج للحفلات التي أحييتُها والأغنيات التي قدمتُها. دائماً أراقب موقعي وتواجدي على الساحة سواء من خلال حفلاتي التي يكون جميعها «sold out»، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، التي أعتبرها بمثابة استفتاء. كما أبحث عن التجديد والتطور دائماً وكذلك عن التنوّع، وهذا الأمر سيَظهر بوضوح في ألبومي الجديد، لانني لا أحب اللون الواحد واعتماد طريقة واحدة في الغناء. أحاول أن أشتغل على أكثر من صعيد، فأسمع إلى مَن يحيطون بي، وأكون حريصاً في اختيار «السنغل» والأغنيات والفريق الذي يساعدني ونوعية الحفلات ومكانها والتي أعتبرها من الأمور المهمة. فأنا لا أغنّي في «الكلوبات»، بل أختار الأمكنة التي أغني فيها ونوعية الحفلات. وما يميّزني أيضاً هو الموضوع الإنساني بصفتي سفيراً للنوايا الحسنة، الأمر الذي فرض عليّ واقعاً معيناً.
• يُعرف عنك أيضاً «لسانك الدافئ» كما يقال باللهجة اللبنانية، فأنت لا تأتي على سيرة زملائك بالسوء حتى لو هوجمتَ من قبلهم؟
- لم آتِ أبداً على سيرة أيّ من زملائي في يوم من الأيام.
• مع أنك لم تردّ مرة واحدة على دنيا بطمة ولكنها لا تكفّ عن مهاجمتك، ولا نعرف السبب الذي يدفعها إلى الهجوم عليك بين فترة وأخرى؟
- اسألوها! أنا حتى لم ألتقِ بها سوى مرة واحدة فقط، ولا توجد بيننا علاقة أو أي نوع من التعامل تستطيع من خلاله أن تحكم عليّ، وما إذا كنتُ جيداً أو سيئاً. «الله يسهّل عليها» وأنا كبني آدم «موضوع الحكي مش جَوّي» وأعتبره من المواضيع الفارغة التي لا تهمّني، بل أهتمّ بالمواضيع التي تعود بالفائدة على الفن والإنسانية.
• وثمة مَن يستغرب ويقول إنكَ لست حتى منافِساً لها، فأنت رجل وهي امرأة، ولونك الغنائي يختلف عن لونها ولا يوجد أي قواسم مشتركة بينكما. هل توافق على ذلك؟
- اسألوها، والله العظيم لا أعرف. أنا أُسأل عن هذا الموضوع دائماً، ولكنني لا أكنّ أي ضغينة أو كره تجاهها، ولا أعرف السبب الذي يجعلها توجّه إليّ الاتهامات المسيئة.
• هل يمكن القول إنك تنافس في شهرتك ونجوميتك فنانين كانوا أعضاء في لجنة التحكيم التي قيّمت صوتك؟
- لا أجيد اللف والدوران، النجوم الذين يعملون منذ أعوام طويلة في الفنّ نكنّ لهم كل الاحترام ولديهم تاريخهم الفني وأغنياتهم ونجوميتهم، وهم محبوبون ومنتشرون أكثر مني وهذا أمر واضح. ولكن بالنسبة إلى موضوع المنافسة، فإن المنافسة الشريفة «شيء حلو» والكل يعتزّ بها. أحترم كل فنان أَقْدم مني، وأنا موجود على الساحة منذ 5 سنوات فقط ومازلتُ «ابن اليوم» ولا يمكن أن أنظر إلى الآخرين على أنني أنافسهم. كل فنان لديه لون معيّن و«ستايل» معين وحياة مختلفة عن الآخر، وهذه الأمور لها اعتبارها.