نفحات من عبق الشهر الفضيل

شهر كريم هلّ على مشارق الارض ومغاربها والمسلمون يستبشرون بقدومه، هو شهر الله رمضان الكريم الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.

ما اجمله من شهر وما اطيب ايامه وما ابهى لياليه، يجدّ المسلمون فيه بالعمل والاخلاص والابتهال، فهم يستعدون من قبل ان يقدم عليهم بكثير من الامور ولكل بلد تراث وعادات اعتادوا عليها قبل قدوم الشهر وفي اثنائه. ومن تراث اهل هذه الديرة قبل قدوم الشهر الفضيل انهم يحتفلون بيوم القريش ولا يتحقق هذا اليوم إلا اذا احتفل به في اليوم الثلاثين من شهر شعبان.

فهو يتحقق في الشهر الوافي ولا يكون في الشهر الهافي، وهم يقولون اليوم القريش وباجر نطوي الكريش.

ويكون احتفالهم بوجبة غداء منوعة يدور حول سفرته افراد العائلة في بيوتهم وليس كما يحتفل به في هذه الايام اثناء الدوام الرسمي وفي غير موعده حيث تتعطل أعمال الناس وتنصب البوفيهات الفاخرة عجيب!!

بعض تصرفاتنا في هذه الايام عزيزي القارئ، لم نزل في عبق ايام هذا الشهر الفضيل نستذكرها عندما يهلّ الشهر يقولون: اهلا رمضان ابو القرع البيديان، مشيرين في ذلك الى وجبة التشريب هذه الأكلة المحببة مع الفطور، وترى الناس قنوعين وعندما تخرج في الفريج قبيل ان تثور الواردة ترى الصحون تنتقل بين البيوت نقصه من الفطور تتبادلها الاسر، وهي في اطمئنان واستعداد لسماع الواردة ايذانا ببدء الافطار، وترى الناس في اعمالهم يجدون في هذا الشهر الفضيل لأن العمل من الايمان ورمضان هو شهر العمل والعبادة ولا تكون إلا في وقتها وقراءة القرآن الكريم في أوقات معينة والصلاة في وقتها ولا يؤخرون اعمال الناس وهم يقراؤون القرآن اثناء العمل او يتركون اعمالهم فترة طويلة ليؤدوا صلاة الظهر.

كنا قديما على محدودية ما نملك فإن كل شيء متوافر ولا نجد مَنْ يفتعل الازمة في اللحوم او نجد مَنْ يهرع لاقتناص بعض المواد الغذائية كما نجد البعض الآن يهرعون الى بعض الجمعيات التعاونية وكأن القحط قادم.

شهر فضيل فيه الخير وديرة طيبة تعمر بالخير وفيها خير كثير ونجد ولائم الافطار تنتشر في كثير من الاماكن خلال هذا الشهر الفضيل.

فلنجعل هذا الشهر شهرا للعمل والابتهال وتدبر القرآن الكريم والاصرار على ان نحافظ على هذه الديرة وان نتذكر بأن أناساً كثيرين في هذه الدنيا يأتون تحت صنوف من الظلم والاستبداد والتشريد والقمع ولا يجدون لقمة من العيش تسد رمقهم.

فلنشكر الله على نعمه الكثيرة علينا

إذا كان شكري نعمة الله نعمة

عليّ له في مثلها يجب الشكر

فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله

وإن طالت الأيام واتصل العمر

عساكم من عواده.