وافته المنية أمس ويوارى جثمانه عصر اليوم في «الصليبخات»
علي البريكي... وداعاً
| كتب فيصل التركي |
1 يناير 1970
09:59 ص
«لا يقاس الفنان بعمره بل بعطائه، وأنا راضٍ عن نفسي».
هذا أبرز ما قاله الفنان القدير علي البريكي، الذي وافته المنية صباح أمس، وسيوارى جثمانه الثرى عصر اليوم في مقبرة الصليبخات، تاركاً إرثاً فنياً كبيراً بعد رحلة فنية طويلة، قدم خلالها عشرات الأعمال الخالدة مع عمالقة الفن الكويتي، منذ مطلع الستينات من القرن الماضي وحتى قبل وفاته بسنوات قليلة، كما جسد البريكي أدواراً عدة، لاسيما شخصية الشاعر الكبير فهد العسكر، وغيرها من الشخصيات التي لا تزال عالقة في أذهان الجمهور.
ولد الفنان علي ناصر محمد صقر البريكي في الكويت، وهو من مواليد العام 1938، متزوج وله خمسة أولاد. بدأ حياته المهنية مصوراً في قسم السينما ثم انتقل إلى مطبعة الحكومة، بعد ذلك عمل في إدارة المسرح في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، قبل أن يتولى منصب مشرف على مسرح الدسمة وعلى مسرح كيفان إلى أن تقاعد.
في الستينات، التحق بمعهد التمثيل، إلا أنه انقطع عن الدراسة فيه في نهاية السنة الثانية، وفي العام 1960، وأثناء زيارة الفنان القدير زكي طليمات إلى مدرسة الصديق المتوسطة لمشاهدة مسرحية «سر الحاكم بأمر الله»، الفائزة بالمركز الأول في مسابقة وزارة التربية، اختار علي البريكي وصديقه جعفر المؤمن للمشاركة في مسرحية «صقر قريش» مع «فرقة المسرح العربي»، فاعتبرت هذه المشاركة تدريباً لهما على الوقوف على خشبة المسرح.
عند تأسيسها كفرقة حكومية في العام 1961، أصبح علي البريكي عضواً في «فرقة المسرح العربي» ثم شارك بعد ذلك بعضوية جديدة عندما تحولت إلى قطاع أهلي واستقال منها في 18 أكتوبر 1976، علماً أنه شارك معها في مسرحيات «صقر قريش»، «ابن جلا»، «مضحك الخليفة»، «آدم وحواء»، «عشت وشفت»، «محكمة الفريج»، «اغنم زمانك»، «الكويت سنة 2000»، «من سبق لبق»، «حط الطير... طار الطير» و«امبراطور يبحث عن وظيفة».
وبعد استقالة البريكي من «فرقة المسرح العربي» في السبعينات، عمل في القطاع الخاص وأسس «فرقة المسرح الجديد» مع خالد النفيسي وغانم الصالح وأسد محمود، فقدم مسرحية يتيمة بعنوان «بيت بو صالح».
أما آخر مسرحية شارك فيها، فكانت «صوت الزمن» (28 فبراير 1994) مع «فرقة مسرح الخليج العربي».
ومنذ الستينات، تعاون الفنان علي البريكي مع كل من لطفي عبد الحميد، إسلام فارس، أحمد سالم، مهند الأنصاري، خالد الرندي وغيرهم من مخرجي الإذاعة في أعمال درامية تاريخية باللغة الفصحى من أبرزها: «كواكب حول الرسول»، «نجوم القمة - الكويت كلمة السلام» و«نافذة على التاريخ».
وتلفزيونياً شارك البريكي في أعمال درامية من بينها: «الرحيل» (سباعية)، «فهد العسكر» (ثلاثية)، «أسطورة الصحراء»، «ثقوب في الثوب الأسود»، «دنيا الدنانير»، «الإخوة الثلاثة»، «لعبة الأيام»، «ألوان من الحب» و«إنهم يكرهون الحب». كذلك، شارك في مسلسلات من إنتاج عربي مشترك و صورت خارج الكويت من بينها «رمال وآمال» - مشترك مع الأردن، «الوعد»، إضافة إلى برنامج تربوي مع مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك.
أما أحدث المشاركات الدرامية التلفزيونية فهي: مسلسل «الصقرين»، «الخديعة» الذي يقع في 15 حلقة، مدة كل حلقة ساعة، تتمحور أحداثها حول قضايا اجتماعية تؤرق المجتمع الكويتي، وكذلك شارك في مسلسل «التنديل» مع عبدالحسين عبدالرضا ومسلسل بدوي «وعد لزّام».
سعد الفرج: لم أجد أطيب من أبي راشد
«عشت وشفت»... لم أجد أطيب من الفنان الراحل!
هكذا استذكر الفنان القدير سعد الفرج مآثر ومناقب رفيق دربه الفنان علي البريكي، موكداً أنه التقى الراحل في كثير من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، لاسيما مسرحية «عشت وشفت» التي كتب من خلالها الفرج شهادة ميلاده في الوسط الفني، في حين تولى البريكي دور البطولة فيها.
الفرج كشف في تصريح خاص لـ «الراي» عن بعض المواقف التي جمعته مع البريكي على مدى أكثر من 50 عاماً، معتبراً الأخير من أطيب الشخصيات التي قابلها في حياته، «فلم يؤذ أحداً قط، بل كان متسامحاً ومتصالحاً».