| د. تركي العازمي |
كان لي لقاء قصير مع وزير التربية وزير التعليم العالي د. محمد الفارس، نقلت إليه بعض القضايا التي تهم التعليم العام والعالي ووجدت منه استقبالاً طيباً يشكر عليه.
الآن وبعد أن ظهرت نتائج المرحلة المتوسطة، أرغب في إيصال رسالة وصلتني من بعض أولياء الأمور إلى معالي وزير التربية، وجاء فيها: وزير التربية... «ولدي راسب». وقد بعثت الرسالة لوكيلة التعليم العام الأخت الفاضلة فاطمة الكندري.
يقولون، أولادهم رسبوا... طيب من يعوضهم من عام مضى من عمرهم بلا ذنب اقترفوه؟
صحيح إن بعضهم قد قصر ويستحق الرسوب عن جدارة لكن لدينا تساؤلات عدة:
أولا: إلغاء الفترتين... كيف وبأي منطق تمت الموافقة عليه؟
ثانيا: وضع 40 درجة أعمال بيد المعلم تسبب في رسوب الكثير جدا من الطلبة؟
ثالثا: عدم تفاعل إدارة المدرسة مع البيت وعدم توفير دروس تقوية عزز الميل إلى الدروس الخصوصية.
وأخيرا: نظام كفايات وغيره من التجارب مثل السبورة الذكية? الفلاش ميموري? آي باد: لماذا من الأساس تمت الموافقة عليها؟
كنت اقترحت في السابق أخذ أحد النماذج التعليمية الناجحة وتطبيقها بعيدا عن دراسات وتجارب تزيد من تدهور المستوى التعليمي ناهيك عن ضعف الرقابة على التعليم التجاري الذي أصبح مكشوفا و«على عينك يا تاجر» وهو أقرب بالوصف لـ «الدكاكين الجامعية» التي حذرنا منها.
أعلم ان الوزير الحالي قد تسلم تركة كبيرة من الملفات من ضمنها ما ذكرناه أعلاه وأضف إليها تركة وزارة التعليم العالي التي يقال عنها «يا لطيف»، ولنا في حديث الدكتورة نورية العوضي لـ «الراي» قبل أيام والتي قالت فيها «خطوة كبيرة للوراء ... العودة إلى قوائم 2013 للجامعات البريطانية»، وهو قرار مفاجئ اتخذه وزير التربية السابق د. بدر العيسى.
وقس على هذا اعتماد شهادات الطلبة لدى التعليم العالي الذي يتأخر كثيرا مع «الطلبة الغلابة» ويمر سريعا مع الآخرين إضافة إلى الجامعات الخاصة التي تحتاج إلى رقابة فاعلة.
نحن في الصحافة والإعلام بوجه عام نعتبر المرآة التي يستطيع القيادي عبرها البحث في مكامن الخلل لدى الإدارات التابعة له وبالتالي يصبح بالإمكان رسم إستراتيجية خاصة بتصحيح الوضع، وإن كان البعض لديه حساسية مفرطة من الوسائل الإعلامية فهذا لا يعطينا الحق بتجاهل الدور الإعلامي وإن كان البعض يسيء أو ينقل الصورة بشكل مغاير فتستطيع الجهة المعنية مشكورة إرسال توضيح فكلا الطرفين له دور مهم في عرض الانطباعات فالجهة الرسمية تعمل وفق منظومة ولوائح والإعلامي ينقل ما يستقبله من وقائع دون تجنٍ أو مبالغة حسب ما تقتضيه أخلاقيات المهنة.
لذلك? نحن نتمنى من وزير التربية وزير التعليم العالي أن يوجد بصمة تصحيحية عاجلة لإنقاذ التعليم بشقيه العام والعالي والخاص فخسارة طالب لعام رسب فيه أو لم يتم هعتماد شهادته لا يمكن تعويضه وهو ضرر معنوي قبل أي تقدير آخر ونتوسم خيراً في الوزير الفارس... والله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi