سمو رئيس الوزراء: التصدي للتحديات الأمنية يأتي على رأس أولويات الحكومة
1 يناير 1970
09:49 ص
شدد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك اليوم الاثنين على أن التصدي للتحديات الأمنية يأتي على رأس أولويات الحكومة، موضحا أن استتباب الأمن يحقق الاستقرار والتنمية الاقتصادية.
وقال المبارك في حوار مع برنامج «أصحاب السلطة» الذي يبثه تلفزيون المجلس إن «التحدي الأمني هو الأساس فإذا استتب الأمن تحقق الاستقرار» مؤكدا أن تحقيق الاستقرار الاقتصادي «يتطلب حماية أمنية».
وذكر أن الجيش الكويتي يحمل عقيدة قتالية دفاعية وفقا للدستور ويخوض تدريبات مع قوات دول عربية وغربية تتمتع بالخبرة والمعرفة، مشيرا إلى القوات الكويتية المشاركة ضمن قوات درع الجزيرة «وهي قوات دفاعية عن الكويت ودول الخليج».
وأضاف أن القوات المسلحة تشهد حاليا تقدما كبيرا إذ «استكملنا القوات البرية وهي قوات ضاربة» موضحا أنه خلال توليه حقيبة وزارة الدفاع تم «دعم قدرات الوزارة بميزانية تعزيز تقدر بنحو عشرة مليارات أثناء فترة توليه حقيبة وزارة الدفاع».
وحول إيقاف التجنيد الإلزامي إبان توليه وزارة الدفاع قال المبارك إن «الجيش لم يكن مستعدا له ولم يكن الأمر مخططا لذلك طلبت إلغاءه وإعادة دراسته» مؤكدا على حاجة الجيش لكثافة عددية «لكن ليس بهذه الطريقة إذ كيف سأتعامل مع دكتور جامعة أو طيار».
وأشار إلى سعيه الحثيث خلال تلك الفترة لعمل حوافز للجنود والضباط لاسيما أن القوات المسلحة مهنة طاردة لأنها متعبة وإذا أخطأ أي فرد يتعرض لمحاكمة عسكرية.
وبشأن التطورات في الوطن العربي أوضح المبارك أن تعبير سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في شأن موجة الربيع العربي حقيقي وصحيح والموجة بالفعل «وهم إذ أصبح عالمنا العربي فوضى تأثرت بها الشعوب».
وأكد المبارك أنه من غير الوارد المساس بجيب المواطن لمواجهة الأوضاع الاقتصادية، مشيرا إلى وجود هدر في الدولة في مجالات كثيرة يجب التعامل معه والدولة مسؤولة عنه.
وقال إن الدولة تعاني هدرا بالكهرباء والماء وفي أمور كثيرة «ونعمل قدر الإمكان للتخفيف منه وفي وقت ما يجب أن نقدم تضحيات ونترك العادات السيئة لوقف هذا الهدر».
واستذكر مقولة الأمير الراحل الشيخ عبد الله السالم «إذا طال اللحاف مددت رجلي» مضيفا «واليوم لازم نقصرها لأن اللحاف بدأ يقصر».
وشدد على وجوب التعامل مع مظاهر الهدر الموجودة في الدولة، مؤكدا أنه «من غير الوارد أن نمد أيدينا إلى جيب المواطن».
وأشار أيضا إلى الهدر الموجود في مهمات الوفود والبعثات للخارج من علاج لمن لا يستحق وغيره، إضافة الى ما يتعلق بميزانيات الحكومة حيث تم خفضها بنسبة 49 في المئة مضيفا أنه قام أيضا بتخفيض ميزانية «الهدايا والسفرات».
وحول التنمية في البلاد أضاف المبارك أن الكويت تشهد كل أسبوع تدشين صرح تنموي بقيادة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد مثل البنك المركزي ومشروع المطار ومستشفى الأحمدي وجسر جابر إضافة إلى أشغال الطرق والشوارع وتجديدها.
وأوضح أن هناك إنجازات مستمرة تمضي وفق ما هو مخطط وكثير من المشاريع تم الانتهاء منها أما المشاريع القادمة «فنقوم بدراستها مثل المدينة الذكية في شرق مدينة سعد العبدالله» مشيرا الى أن «هذه المشاريع التنموية ستساعد ميزانيتنا وتعزز الدخل النفطي».
وأعرب المبارك عن ثقته بالشباب الكويتي الذي حقق إنجازات في جميع المجالات.
وقال إن «ثقتي بالمواطن الكويتي كبيرة وشبابنا يحققون إنجازات في الرياضة والعلوم والاكتشافات العلمية».
وأضاف «إنني متفائل أيضا بصندوق المشاريع الصغيرة الذي سيتم إعادة النظر فيه ولا بد من دعم أفكار الشباب ودعم اهتماماتهم لتحقيق تنمية البلد» موضحا أن القطاع الخاص ينافس القطاع العام في دعم الاقتصاد.
وأشار الى حرصه على متابعة آراء الشباب بمواقع التواصل الاجتماعي، مبينا أنه يجب على أي شخصية عامة تتقلد منصب مسؤول تحمل الآراء والانتقادات بصدر رحب.
وذكر المبارك أن كونه شخصية عامة يجب عليه تحمل جميع الآراء والانتقادات الموجهة إليه بالقول «رحم الله من أهدى لي عيوبي».
وأكد المبارك الحرص على تعاون السلطتين التشريعية والتنفيذية وان تكون العلاقة بينهما متوافقة مع ما جاء في الدستور.
وقال إن المادة 50 من الدستور هي التي تحكم العلاقة بين السلطتين، موضحا «نحن حريصون على صلاحيات السلطة التنفيذية وعدم تداخل أي سلطة على الأخرى وهذا الهدف الذي نسعى له قدر الامكان وان تكون العلاقة مبنية على الثقة».
وذكر «نحمد الله أننا توفقنا كثيرا في أن تكون علاقتنا مع رؤساء مجلس الامة علاقة طيبة وحريصون على أن تكون متوافقة مع ما جاء في الدستور فنحن أعضاء بالمجلس بحكم وظائفنا».
وحول المساءلة السياسية أجاب سموه أنه «بالنسبة للمساءلة السياسية فهناك أمور فنية لا بد أن تترك للمختصين وفي الكويت لنا طريقتنا وأسلوبنا بالعمل».
وأعرب المبارك في هذا الصدد عن الثقة «الكبيرة بالعقلاء والحكماء» مشددا في الوقت ذاته على وجوب «وجود تدرج في المساءلة السياسية».
وعن آلية اختيار وترشيح الوزراء والمعايير الموضوعة لذلك أكد المبارك أن اختيار الوزراء ليس بالأمر السهل لأن العمل الوزاري «طارد ولا يتحمله أي شخص» مشيرا الى أن الاختيار يقوم على أساس الإلمام بالإدارة والسياسة وأن يكون الشخص ذا سمعة جيدة ومرغوبا شعبيا.
وأضاف أن المسؤول يجب أن يتحمل مسؤوليته مع الالتزام بالدستور واللوائح والمذكرات التفسيرية «وهو ما نلتزم به ونقوم به».
وبشأن أولويات السلطتين أوضح أن التحدي الأمني هو الأساس وإذا استتب الامن تحقق الاستقرار وانطلاقا منه تتحقق التنمية الاقتصادية، مضيفا أن أولويات مجلس الأمة الاسكان والصحة وذلك ما تبنته السلطة التنفيذية.
وبسؤاله عن بداية العمل بالدستور والسنوات الأولى لدخول الديموقراطية في الكويت إبان فترة الأمير الراحل الشيخ عبد الله السالم أجاب المبارك أن الدستور «مفخرة لنا ويدل على بعد نظر الشيخ عبد الله السالم» مضيفا بالقول «كانت هناك تعليمات من الشيخ العود بأن الديموقراطية كانت مهمة للتقدم».
وحول النظام الانتخابي وفق الية الصوت الواحد أكد أن سمو الأمير له نظرة تسعى لتمكين جميع أطياف الشعب الكويتي من التمثيل بمجلس الأمة.
وقال إن التجربة أثبتت صحة ذلك حيث مكن الصوت الواحد قبائل وفئات كثيرة من الوصول إلى مجلس الأمة.
وأوضح المبارك أن «مفهوم الصوت الواحد أتى برغبة أميرية بعد تجربة وسمو الأمير له نظرة تسعى لتمكين جميع أطياف الشعب الكويتي من التمثيل بمجلس الأمة» معتبرا أن الصوت الواحد «نظرة حكيمة لسمو الأمير».
وحول ما عرف بوثيقة شباب الاسرة التي كانت في مرحلة ما بعد الغزو العراقي مباشرة قال: «عندما عدنا للكويت كانت هناك أسئلة هل ستتم الانتخابات ووضعنا مفاهيمنا وأمنياتنا وهذه كانت فقط للأسرة وكان يجب أن لا تتسرب لكنها تسربت».
وأضاف أن أهم ما جاء بالوثيقة عدم التدخل في الانتخابات «ولم نرد أن يتدخل أبناء الأسرة في الانتخابات» موضحا أن تسريب الوثيقة كان أمرا خاطئا.