انطلاق الدورة الخامسة على «خشبة الدسمة» برعاية الوزير محمد العبدالله
«ثنائي الأعماق»... يفتتح «المهرجان العربي لمسرح الطفل»
| كتب مفرح حجاب |
1 يناير 1970
05:07 م
برعاية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ محمد العبد الله المبارك الصباح، الذي أناب عنه الأمين العام للمجلس المهندس علي اليوحة انطلقت مساء أمس الأول، على مسرح الدسمة، الدورة الخامسة للمهرجان العربي لمسرح الطفل، وسط حضور كبير من وسائل الإعلام والمهتمين بالمسرح، وأعضاء من السلك الديبلوماسي المعتمدين في الكويت وجمهور حاشد من الأطفال الذين ملأوا قاعة المسرح، فضلاً عن حضور كل من الأمين العام المساعد للمجلس الوطني لقطاع الفنون الدكتور بدر فيصل الدويش والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة محمد العسعوسي، ووزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي وشخصية المهرجان الدكتورة سهام الفريح.
تضم فعاليات المهرجان، الذي يستمر من 13 إلى 20 مايو الجاري، عروضاً مسرحية من دولة الكويت والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية تونس، بالتوازي مع مجموعة من الورش المسرحية التي تقدمها نخبة من خبراء مسرح الطفل المعروفين على مستوى الوطن العربي.
استهل الأمين العام للمجلس الوطني المهندس علي اليوحة الفعاليات بافتتاح معرض «صغيرك سفيرك» المقام في ساحة المسرح على هامش المهرجان، والذي يضم بين جنباته مجموعة من الصور والمجسمات المبهجة بزينتها من الألوان والتصاميم، فضلاً عن ملصقات الأعمال المسرحية للدورات السابقة من المهرجان، ومجموعة من صفوف رياض الأطفال التي تهتم بالقصص والحكايات عن المسرح، كما كان هناك حضور مميز في المعرض لمسرح العرائس والشخصيات الكرتونية والكوميدية التي أضفت أجواء من البهجة في نفوس الأطفال الذين احتشدوا بالمعرض، حيث استمتع الجميع بالعروض التي قدمت أثناء الافتتاح.
بدأ الحفل في قاعة المسرح بعزف السلام الوطني لدولة الكويت، ثم أطل الفنان محمد الحملي والفنانة سارة عبدالله على خشبة المسرح ليرحبا بالحضور، قبل أن يُلقي الأمين العام المساعد لقطاع الفنون الدكتور بدر فيصل الدويش كلمة أكد فيها «أن وجود مبدعين من أرجاء الوطن العربي يشاركون في احتفالنا بهذا المهرجان إنما يمثل هدفاً مشتركاً وقيمة جمالية تطرز غاية تكوين مجتمعاتنا وتحقق الهدف المشترك في إنشاء جيل ثابت ومتماسك يمثل الثقة والقدرة على التعبير نحو الأفضل»، معرباً عن «أن المسرح هو نقطة التلاقي ومجهر الرؤية الواضحة لتلاقي الأفكار والأهداف وفق ما تحتاج إليه مجتمعاتنا للوصول إلى الغد المشروق المأمول»، ولافتاً إلى «أن الأطفال يمثلون قرابة نصف سكان الوطن العربي، ما يزيد من أهمية المسرح بالنسبة إليهم، في المجال الفني والتربوي والإبداعي والتعليمي بهدف غرس مفاهيم التنشئة الثقافية والاجتماعية والنفسية في وجدان أطفالنا»، ومشيداً بـ «اهتمام دولة الكويت بمسرح الطفل، وبهذا المهرجان الذي وُجد ليستمر، بوصفه جزءاً من جهود دعم هذه الشريحة من فلذات أكبادنا الذي سيقودون مستقبل البلاد».
وبعدما تنقل الدويش بين قضايا شتى أنهى كلمته بإعلان الكُتاب الفائزين بجوائز هذا العام المسرحية، حيث فاز بالجائزة الأولى هاني عبد الرحمن القط من جمهورية مصر العربية عن مسرحية «التيجان الذهبية»، واستحق الجائزة الثانية فالح حسين العبدالله من جمهورية العراق عن مسرحية «سور البستان والفتى حسان»، في حين فازت بالجائزة الثالثة أسماء صلاح أحمد منصور من الجمهورية اليمنية عن مسرحية «الضفدع لا يأكل النمل».
بدورها ألقت شخصية المهرجان الدكتورة سهام الفريح كلمة أعربت فيها عن سعادتها باختيارها شخصية الدورة الخامسة من عمر المهرجان، لأن الطفل هو المستقبل لهذا البلد ولأي من المجتمعات، وقالت: «لقد استحوذ هذا الكائن الصغير على شعوري ووجداني، فعملت جاهدة لوضع بعض الأسس التي تهدف إلى حمايته وصونه، وعلينا نحن الكبار أن نعمل جاهدين لنهيئ له الحياة الآمنة المستقلة في ظل أسرة متماسكة»، مشيرة إلى أن التحصيل العلمي لم يكن محطتها الوحيدة، بل استوقفتها محطات أخرى كان لها الأثر الكبير في حياتها العامة، أهمها العمل الإنساني الذي يملأ النفس سعادة وغبطة كلما زدت فيه انغماسا.
وأضافت الفريح: «لقد استقيت خبراتي في هذا الجانب من رموز وقامات كان لها دور كبير في الحركة الفكرية والإنسانية ليس في الكويت فحسب، وإنما على مستوى الوطن العربي، من بينهم جاسم القطامي يرحمه الله»، مستطردةً: «تبلورت لديّ فكرة إنشاء جمعية تعمل على حماية الطفل من الانتهاكات فكانت الجمعية الوطنية لحماية الطفل، وهي الأولى في أهدافها بالكويت»، ومنوهة بأن الجمعية قامت بمجموعة من الأنشطة والأعمال كإقامة الدورات والندوات ونشر الوعي عبر وسائل الإعلام المختلفة من أجل تمليك المتصلين بالطفل القدرات والوسائل في كيفية حمايته وصونه من كل أذى«. واعتبرت الفريح أن للمسرح دوراً كبيراً في تنمية معارف الطفل وقدراته واهتماماته وتنمية ذائقته الفنية والأدبية وترسيخ القيم والأخلاق بانسيابية من دون مباشرة من خلال استغلال العناصر التشويقية»، داعيةً «المسرحيين والمتخصصين في هذا الفن إلى تقريب التراث العربي لذهنية الطفل بأسلوب يعتمد على الحقيقة دون تشويه».
بعد ذلك كشف الفنان محمد الحملي النقاب عن أعضاء لجنة تقييم العروض، وهم: الدكتور حجاج سليم من سورية، الدكتور أحمد نبيل من مصر، إبراهيم سالم من الإمارات، الدكتور جبار خماط من العراق، والطفل عذبي الكندري من الكويت.
«ثنائي الأعماق»
بعد ذلك كان الجمهور على موعد مع العرض الافتتاحي «ثنائي الأعماق» من إعداد وإخراج الفنان محمد الحملي الذي اقتسم بطولته مع كل من عبدالله الخضر ونورة العميري وناصر البلوشي وكوكبة أخرى من الفنانين، وهو من العروض التي طغت عليه البهجة والألوان والخيال، إذ يدور حول مجموعة من الأسماك تعيش في المحيط أبرزهم «القرش والزوري» يعيشان معاً ثم يكتشفان أن هناك سمكة هامور دخلت من الخليج إلى المحيط وتتبعها غيمة سوداء في البحر، يظنان أن الهامور هو من أفسد عليهما البيئة، غير أن المفاجأة ستكون كبيرة عندما يكتشفان أن الإنسان هو مَن يقف وراء هذا التلوث.
العرض شهد حضور حشد كبير من الأطفال كانوا يعزفون لوحات استعراضية كالأمواج على الخشبة، كما أن تغليف جدران المسرح بالشاشات العملاقة شكل نقلة مهمة في متعة الفرجة المسرحية، وجعل هناك رؤية بصرية غنية بالتقنيات التي أصبح يتشوق إليها الأطفال فضلاً عن الرسوم المتحركة عند استدعاء عملاق المحيط، لتتحقق حالة مسرحية يسودها الإبهار، تلقى الأطفال خلالها قيمة الحفاظ على البيئة من التلوث بشكل غير مباشر، حيث وظف الحملي العناصر كلها من أزياء وموسيقى وإضاءة ليقدم عرضاً يليق بافتتاح المهرجان، ليبدو الحملي بإمكاناته الإبداعية ورؤيته الفكرية كأنه متخصص في افتتاح وختام المهرجانات.