| سعد بن ثقل العجمي |
أحببت في هذا المقال أن أضع مقتطفات من مقال بديع للأخ المبدع عبدالله الضحيك، وكنت قد تشرفت بالجلوس معه الأسبوع الماضي فذكر لنا نتفاً من هذا المقال، فأحببت أن أشرك القراء الأعزاء معي في هذه الفوائد الجميلة فالى المقتطفات.
***
عاش العرب في البوادي والفلوات، وتحيط بهم السباع والوحوش والحيوانات والطيور، فكانوا لا يذمون ولا يمدحون ولا يضربون الأمثال الا بها.
ومن هذه الحيوانات الجمال التي دجَّنها الفينيقيون ما قبل الميلاد، فأحدثت ثورة هائلة في عالم المواصلات والتجارة، التي تجلب من آسيا وأماكن كثيرة في ذاك الزمان والى وقت قريب.
وهو الحيوان الأثير عند العربي، القريب من حياته والحامل لمتاعه، والمحبب اليه استخرج منه أحلى الألفاظ وأرقاها في العربية ومازالت الى اليوم فقالوا:
جميل - وجميلة - والجمال - وجمل
(حسن خلقا وخلقا)... فهو في نظره الجامع لأكمل الصفات، واسمه هذا معروف منذ أن كان العرب ضمن الأسرة السامية
وهو في العبرية GIMAL
الناقة... وهى أنثى الجمل أكثر مكانة عند الأعراب للفائدة المجتناة منها، في ألبانها وأوزارها وأولادها.
فمنها قالوا: أنيق - وأنيقة - والأناقة - تأنق في الأمر (تجود).
ولست أغفل عما ذكر الأب انستساس الكرملى، أن العرب اشتقوا أكثر من خمسة آلاف كلمة من الابل، ونذكر منها على سبيل المثال:
العقل: التي هي بالأصل مأخوذة من عقال البعير، لأنها تعقله عما لا ينبغي
والاحباط: هي الأخرى مشتقة من الحبط، وهو عندما يمتلئ بطن البعير من الكلأ فلا يستطيع الخلاص منه، وكذلك التواتر وكلمة شارد ووارد وغيرها الكثير من الكلمات.
من عجائب الإبل
قال الامام الرازي في تفسيره 31/157:
كنت مع جماعة فضللنا الطريق فقدموا جملا وتبعوه فكان ذلك الجمل ينعطف من تل الى تل، ومن جانب الى جانب حتى وصل بنا الى الطريق بعد زمان طويل، وقد كدنا نهلك لولاه، فتعجبنا من قوة تخيُله وانحفاظ الطريق له من مرة، بما فيها من المعاطف.
* طالب دراسات عليا
[email protected] www.rabeakazema.com