أبو العز

أبو العز طموح يسعى للنجاح لا يخشى المواجهة فهو يمتلك من الثقة بالنفس الشيء الكثير...

بسبب نجاحاته المتكررة وسمعته التي تسبقه طُلب منه كتابة مقال.

قيل له نريد مقالاً يعرف القراء من أنت وكيف تفكر.

والأهم ما سبب نجاحك؟

ذكر أبو العز أن سبب النجاح بسيط ويعرفه غالبية القراء، لكن أسباب الفشل هي التي يجب أن يتعرف عليها القراء.

بدأ بكتابة مقاله الأول.

فكر بالكتابة عن تخصصه العلمي لكنه تذكر أن تخصصه نادر ودقيق وأن القراء لن يستوعبوا أي شيء من مقاله العلمي.

طرد الفكرة بسرعة.

استجمع شجاعته للكتابة، قرر أن يكتب عن الأخلاق وحسن الخلق، لكنه موضوع مكرر وهذه مواضيع لا يقرؤها إلا من حسنت أخلاقه أما سيئ الخلق، فليس لديه وقت لقراءة هكذا مواضيع.

الكتابة عن الطبخ ممتعة للقراء، لكن أبوالعز تذكر أن العديد من الكتاب اعتزلوا الكتابة السياسية واتجهوا للكتابة عن الطبخ!

قرر أبوالعز الكتابة عن إنجازات الحكومة، خصوصاً عن الاحتفالات التي تقيمها عندما تفتتح أي مشروع.

بحث عن المشاريع التي احتفلت الحكومة أخيراً بافتتاحها.

كان مشروعاً يجب أن يفتتح قبل خمس سنوات، لكنه تأخر سنة بسبب حريق في المشروع، وسنتين بسبب أن المقاول الأساسي ادعى أن الميزانية غير كافية، وسنتين بسبب تداخل الاختصاصات بين الوزارات.

المهم أن المشروع سيتم افتتاحه، وعفا الله عما سلف.

المهم افتتاح ... أما جودة البناء ومراقبة جودته فهذا ليس من الأولويات.

مشاريع تتأخر وتتأخر، لكن المهم أننا في النهاية نقيم احتفالاً بافتتاحها من دون حتى التفكير بمحاسبة من تسبب في التأخير وتعطيل مصالح الدولة والمواطنين...

زاد استغراب أبو العز عندما لاحظ أنه في يوم الافتتاح قامت الدولة بتكريم القائمين على المشروع، وكأنها تقول للجميع هذه هي سياستنا!