رواق

كلمة السر

1 يناير 1970 02:26 م
يُقال إن ‏تعريف السر في الكويت أن الكل «يدري» عنّه بس أهم شيء إن صاحب السر «ما يدري» أن الناس «تدري عنّه».

ويبدو أن هذا التعريف ينطبق على كل شيء من الزيجات السرية إلى الاستجوابات الحكومية، فلا فرق بين زواج عتريس من فؤادة في فيلم «شيء من الخوف»، وزواج المعارضة بالحكومة كلاهما قابل للبطلان وفق تاريخ صلاحية محدد.

في الزواج من يخطب الحسناء لم يُغلها المهر، وفِي الاستجواب كذلك فمن يستجوب رئيس الحكومة لا يدركه الوقت... الوقت المهدور من عمر المجلس والحكومة في جلستي استجواب سرية لرئيس الحكومة انتهت دون طرح الثقة فيه لكنه طرح الثقة في الإنجاز.

فالمجلس لا يفعل في السر ما يخشاه في العلن، لذا انتهت الجلسة السرية التي عرفنا كل تفاصيلها من دون إعلان إلى إعلان تشكيل لجان متابعة برلمانية للنظر في محاور الاستجواب، ومن دون توقيع على كتاب عدم التعاون، وأدت إلى الثقة في الرئيس، وإلى ثقة مماثلة في مقولة الراحل غازي القصيبي بعد باع طويل في العمل الديبلوماسي والحكومي حين خرج عن ديبلوماسيته ليقول: «إذا أردت لموضوع أن يموت فحوله إلى لجنة»...

الضرب في الميت حرام ومثله كشف عورته لذا اخترنا لعملنا السياسي بشقيه الشعبي والحكومي السرية إنما على الطريقة النسائية، فالسر عند المرأة نوعان سر تافه لا داعي لإخفائه، وسر كبير لا تستطيع إخفاءه، وهل أكشف سراً إذا قلت إن السر الكبير أن المهتمين بإعلان زواج الفنان تيّم حسن بالمذيعة وفاء الكيلاني أكثر من المهتمين بكشف سر الجلسة السرية، فليس كل ما تعتبره سراً هو سر... فكلمة سِرْ إلى الأمام سِرْ، استدبلناها بشفرة للخلف در... لله در السر.

reemalmee@