النوري في المحاكم والمزيني في الصيرفة والجوعان محاميا للعروبة والمطيري بطل «الصامتة»
الأبناء والأحفاد تحدثوا عن رجالات الكويت: قدوة صالحة ورسالة عظيمة إلى الأجيال
1 يناير 1970
07:08 ص
| كتب عماد خضر |
أكد الاعلامي يوسف مصطفى ان «الكويت تمثل القدوة الصالحة والرمز والاصالة والايمان والعطاء بلا حدود وسنظل نستذكر مآثر رجالاتها الذين اثروها بحرا وبرا وجوا»، لافتا إلى «ضرورة تخليد هذه الوجوه الطيبة من الراحلين والتي نستشعر من خلالها عبق التاريخ لتبقى رسالة عظيمة للجيل الحالي والاجيال القادمة حتى لا ننسى من ضحى وفدى واعطى لبلادنا».
جاء ذلك في كلمة للاعلامي يوسف مصطفى أول من امس خلال فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر الوطني الخامس (من الكويت نبدأ... والى الكويت ننتهي).
وتحدث الدكتور انور النوري عن مناقب الشيخ عبدالله النوري رحمه الله الذي ولد في السابع عشر من مايو عام 1905 قائلا «افتتح الشيخ عبدالله النوري رحمه الله مدرسة للاولاد الصغار في الكويت لتعلم القراءة والكتابة ومسك الدفاتر لليافعين استمرت لمدة قصيرة انتقل بعدها للعمل مدرسا في المباركية لمدة سنتين ثم ترأس مجلس ادارة المدرسة الاحمدية، ونهل من علم عالم الكويت الشيخ عبدالله بن خلف الدحيان في اصول الفقه الحنبلي»، مشيرا إلى «تعيينه في المحاكم في عام 1935 بناء على طلب الشيخ عبدالله الجابر وكانت وظيفته من دون مسمى حتى عام 1945 إلى ان سمي بسكرتير رئيس المحاكم ثم سكرتيرا عاما بعد ان تم تبديل صرف الرواتب إلى الاشهر الميلادية وقد استمر في عمله في هذه المحاكم حتى عام 1956».
واضاف النوري «تولى الشيخ عبدالله النوري خلال فترة عمله في المحاكم التي استمرت 21 عاما، مناصب مفتشا عاما في الاوقاف ومديرا في الاذاعة ومدرسا في المعهد الديني واماما لمسجد دسمان»، لافتا إلى انه «كان مولعا بالكتابة وتدوين الملاحظات وله مؤلفات عديدة في مختلف مجالات الحياة تعلق معظمها بالجانب الاسلامي والشرعي فتنوعت إلى مجالات الفتوى الشرعية والوعظ الديني وخطب الجمعة والتاريخ الشعبي والاصلاح الاجتماعي والدعوة الاسلامية والسير الشخصية وادب الرحلات، اضافة إلى الشعر».
واشار إلى انه «خلال السنوات العشر الاخيرة من حياته بذل جهودا كبيرة في عمل الخير داخل وخارج الكويت حيث جمع التبرعات من الخيرين لدعم القرى الفقيرة في اندونيسيا والهند واقامة مدرسة اسلامية في استراليا، وتعد جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية امتدادا لهذه الجهود»، موضحا انه «احب دينه ووطنه ومعلميه واصدقاءه كما احب العدل وكره الظلم الذي كان يصفه بانه قاتل للنفسيات ومميت لحريات الافكار ووسيلة لانتشار الرشوة والمحسوبية في البلاد، وعرف عنه جده واجتهاده اذ وصل عمله 16 ساعة في اليوم في بعض الشهور سواء في المحكمة او المعهد الديني وفي الليل يعلم الكبار تعليما خاصا ثم يتسلم دفاتر بعض التجار».
ونوه بانه «وافته المنية في يوم السبت الموافق 17 يناير عام 1981 اثر اصابته بمرض السرطان في احدى كليتيه».
من جانبه، تحدث رياض عبدالله المزيني عن مناقب كل من جديه عبدالعزيز يوسف المزيني وعلي يوسف المزيني حيث قال ان «فارق العمر بين الجدين 3 سنوات فقد ولد جده علي المزيني عام 1911 وولد جده عبدالعزيز في عام 1908 حيث درسا في مدرسة المباركية واقاما في منطقة المرقاب»، مشيرا إلى ان «جديه عملا معا في التجارة وسافرا إلى عدة بلدان منها الهند والصين».
واضاف «برز في الجدين رحمهما الله حب السعي والبحث عن الرزق بعكس ما نلحظه اليوم في انتظار بعض الشباب لفرص العمل والرزق، كما آمنا بان لكل انسان رزقه المقسوم وكرها الحسد والحقد على الآخرين».
ولفت المزيني إلى ان «جديه اسسا شركة المزيني للصيرفة في وقت مبكر في الكويت وقد تواجد اسم المزيني في اميركا منذ الخمسينات، واحب جده علي المزيني الارقام فأتقن العمليات الحسابية عن ظهر قلب كما عرف بالامانة وحب العلم والرياضة وكان عضوا في نادي الكويت، وكان جده عبدالعزيز المزيني عضوا في مجلس شؤون الاوقاف ومجلس المعارف وشارك في تأسيس ثانوية الشويخ ووضع حجر اساس بعض المساجد»، مشيرا إلى ان «جده علي يوسف المزيني بدأ مع قبيلة العوازم في تجارة الجلود ثم الذهب بعدها افتتح متجرا باسم اولاد علي المزيني في المباركية باق حتى الآن».
واوضح ان«جديه احبا عمل الخير وساعدا الفقراء والمحتاجين وقدما المساعدات والتبرعات داخل وخارج الكويت في مختلف الكوارث والحالات الانسانية»، مبينا ان «جده عبدالعزيز توفي عام 1969 تلاه جده علي عام 1982 بعد حياة حافلة بالعمل والبر».
من جانبه، تحدث عبدالوهاب الوزان حول المواطن ومفهوم الوسطية والوطنية قائلا ان «مفهوم الوطن اكبر واعظم من كل شيء لأنه السحابة التي تظللنا بظلها وترافقنا في ترحالنا والنبض الذي من دونه لا يمكن ان نستمر في الحياة ولاشك ان هناك تحديات ماثلة تحاول من وقت لاخر احداث شرخ في نسيج وحدتنا الوطنية، وتأخذ هذه التحديات ابعادا مختلفة كالبعد الاجتماعي والتربوي والاقتصادي والسياسي والثقافي والأمني»، لافتا إلى «ضرورة اتباع منهجية حلول معينة لتلافي التحديات المختلفة والتغلب عليها، كما ان على وسائل الاعلام المختلفة الاضطلاع بمسؤولياتها باعتماد سياسة البث البناء والهادف، وايضا ترسيخ مبدأ (كل مواطن خفير) في نفوس المواطنين».
واضاف «تتضمن هذه الحلول قيام المؤسسات وجمعيات النفع العام بدورها في ترسيخ مفهوم المواطنة الحقة في نفوس النشء، إلى جانب تأصيل مفاهيم المواطنة الصادقة باعتبارها الدعامة الاساسية لحب الوطن والارتقاء به. وايضا ترجمة كل فرد فهمه لمعنى المواطنة الصالحة الى سلوك عملي يومي لتأكيد مفهوم انه لا احد فوق القانون، بالاضافة الى تحمل اولياء الامور لمسؤولياتهم الكاملة تجاه ابنائهم وتحصينهم من الافكار الهدامة والمضللة مع ضرورة تحمل القائمين على المسيرة التعليمية لمسؤولياتهم المنوطة بهم»، موضحا ان «الحلول تشمل ايضا ابتعاد السلطتين التشريعية والتنفيذية في البلاد عن الخلافات وتغليب مصلحة الكويت، بالاضافة إلى ضرورة الوعي لمحاولات بعض القوى العالمية وسياستها المصلحية باستبقاء بذور النزاع بين المذاهب الاسلامية بتجاوز الاشكالات التاريخية والعرقية».
وحول مناقب العم عبدالله الجوعان - رحمه الله - تحدثت المحامية الناشطة الاجتماعية كوثر الجوعان قائلة «عاش والدي المرحوم عبدالله الجوعان في بيت اهل علم ودين فجده لأمه كان قائدا للجيش في مرحلة مهمة من تاريخ الكويت أُفقد فيها النظر ووالده (جدي) محمد صالح ارسله والده إلى المدينة المنورة لدراسة العلوم الدينية وكان متعمقا في الدين واحكامه»، لافتة إلى انه «حفط القرآن الكريم واجاد تلاوته وتجويده وساعده على ذلك والد زوجته المرحوم سليمان عبداللطيف آل ابراهيم ما دفعه الى آفاق جديدة من الثقافة».
واضافت «عُرف والدي بالكرم والسخاء والفطنة والذكاء والحكمة وبعد النظر وتدخله لانقاذ الكثير من التجار من الافلاس عقب تدهور تجارة اللؤلؤ»، مشيرة إلى ادواره الوطنية «اذ كان اول عضو منتخب في اول مجلس بلدي عن منطقة القبلة عام 1951، وعضوا في لجنة التثمين في المجلس البلدي عام 1958 وعضوا في شركة البتروكيماويات الكويتية والتي رفض تقاضي المكافآت المالية لاجتماعاتها باعتبار ان هذه الاجتماعات واجب لا يستحق عليه مكافأة لان ذلك يعد اسرافا وتبديدا للمال العام».
ولفتت الجوعان إلى ان «والدها تميز بشخصية مستقلة وفوض نفسه محاميا لقضايا الوطن والعروبة، ورصد النتائج الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الكويتية الناجمة عن تقديم صورة غير مبالغ فيها لانجازات وسياسات ناجحة، وصور تشاؤمية لسياسات مرفوضة من الفساد»، موضحة انه «اشار باصابع الاتهام إلى السياسات العربية التي جعلت القضية الفلسطينية تنزوي إلى الظل وتحولت لشأن داخلي إلا في الكويت التي اعتبرتها قضية العرب الاولى».
من جانبها، تحدثت الدكتورة غيداء المطيري عن مناقب والدها فجحان هلال المطيري - رحمه الله - قائلة «ولد ابي لوالد معروف ميسور الحال هو المرحوم هلال فجحان المطيري وقد تربى ونشأ في الكويت ودرس في المدرسة القبلية ثم سافر الى مصر لاستكمال دراسته الثانوية والجامعية حيث حصل على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة واكمل دراسته العليا في لندن، وعمل في الكويت في الدائرة المالية ثم اختاره صاحب السمو امير البلاد المغفور له الشيخ عبدالله السالم عقب الاستقلال كأول مدير لمكتب سموه»، منوهة انه «عشق الكويت ونظامها السياسي ورموز نهضتها وارضها وبحرها وسمائها وهوائها، استل سلاحه مصطحبا اخي هلال واتصل بالفريق العسكري المختص متجها للدفاع عن منطقة الصامتة اثر العدوان العراقي عليها في مارس 1973».
واضافت «رفض والدي الوضع الاداري في الكويت آنداك ولم يكن راضيا عن بعض التصرفات التي تصدر عن بعض اعضاء مجلس الامة لاتصافها بالشخصانية وكان حزينا لانقسام القوى الوطنية في الكويت وعارض قيامه بدور إعادة توحيدها وكان له طموحاته في تطوير العمل في ديوان المحاسبة الذي تولى مسؤوليته قبل ان يصبح اول وكيل للديوان وكان مؤمنا بأن الديموقراطية أغلى ما تملكه الكويت»، موضحة انه «كان يعتبر اي فساد أو انحاراف بمثابة جريمة في حق الكويت وكان يحلم بقيام صناعة في الكويت وله موقف من الاستثمارات الكويتية بضرورة عدم تجاهل دول افريقيا ودول عدم الانحياز التي وقفت إلى جوار العرب في حرب 73 بعدم منعهم المنح والقروض وإنما بالذهاب برؤوس الأموال العربية لاستثمارها هناك».
ونوهت المطيري بأن «المغفور له والدها آمن بأن القومية ليست حزباً وان وجدت جماعة معينة فتكون وسيلة تعبير عن القومية او ممارستها وشدد على ان عمليات الاستقطاب العربي داخليا شديدة الخطورة اذ تشغل الجميع عن العدو الخارجي، وأكد ان ما يجري من قبل الغرب تجاه القضية الفلسطينية مناورة ومؤامرة واسعة النطاق على المستوى الإعلامي والسياسي والتسليحي ولن تحل هذه القضية الا بالقتال، وطالب بأن يكون اي حوار مع الكيان الصهيوني من خلال استراتيجية عربية موحدة»، مشيرة إلى ان «والدها كان رياضياً حتى النخاع».
وتحت عنوان شبابنا ومفهوم المبادرة الذاتية تحدث الدكتور موسى الجويسر قائلاً «حب الكويت ليس بالشعارات ولكن بالافعال، فبلادنا التي نفخر بها ضمت رجالاً عظماء لافتاً إلى ان «الكويت أنشأت أول لجنة زكاة عالمية وحظى المدرب والباحث الكويتي بسمعة مرموقة في الخليج كما حظيت بلادنا بالدكتور خالد السبتي الذي يمتلك براءة اختراع حول العيون».
وأضاف «حصل طبيب كويتي على المركز الثاني على مستوى العالم خلال مؤتمر عن الاختراعات العالمية ضم 300 اختراع مختلف، كما اختير الدكتور مصعب الصالح من منطقة الشرق الأوسط ضمن 30 خبيراً عالمياً لوضع خطة لمحاربة الأيدز في العالم» مشدداً على «ضرورة الاهتمام بالعقيدة والدين والتعرف على تاريخ الكويت جيداً إلى جانب الحرص على التعلم والحصول على العلم من اصحابه، بالاضافة إلى تحمل الجميع في مختلف المجالات لمسؤولياتهم تجاه الكويت حتى تنهض البلاد وترتقي»، ثم قام الإعلامي يوسف مصطفى باجراء السحب على الجوائز والتي اضفت السعادة على الحضور.
الإعلامي يوسف مصطفى تلألأ
واصل الإعلامي القدير يوسف مصطفى تلألؤه في فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر اذ اتحف الحضور بعباراته الدافئة ولغته الرصينة عازفاً على مشاعر وذكريات رجالات الكويت المكرمين خلال تقديمه لأنشطة المؤتمر.