رواق

نفوق أو لا نفوق

1 يناير 1970 02:27 م
تتكرر ظاهرة نفوق الأسماك كل ست عشرة سنة مرة من دون أسباب واضحة بالمرة، وعلى الأصل دور، وأصل الظاهرة واضح من اسمها، فالجواب يُقرأ من عنوانه...

نفق ينفق نفوقاً فهو نافق، والغريب في المعنى تناقضه فإن نفقت الروح زُهقت، وإن نفقت الدابة ماتت، ونفق الجرح تقشر واختفى، ونفقت البضاعة راجت وإن نفقت المرأة كثُر خُطابها، أما نفوق الأسماك فيعني انتحارها.

الله ينور على لغتنا العربية الجميلة التي حلت ما عجز عنه علماء البيولوجيا والأنثروبولوجيا والتكنولوجيا في أبحاثهم لحل معضلة نفوق الأسماك، والبحث في أصلها وجنسها، وهل هي إناث هاربة من خُطابها أم ذكور لاحقت الإناث حتى زهقت وزهقت روحها.

تقول اللغة باختصار إن إناث الأسماك وذكورها لقت حتفها برغبتها أي ماتت منتحرة، ماتت كافرة غير مأسوف عليها، ولم تجد من يقول لها في أول طريق انتحارها «يا المينونة تعالي» ولا في آخر الطريق من ينقذها.

النفوق ظاهرة طبيعية إذن تُمارس بمنتهى الحرية، ويمكن أن تُصيب أي شيء، فاليوم سمك وغداً بلد، والنفاق مشتق من النفوق فهو يُعجل فيه هروباً منه أو تخديراً به حتى يظن المنافَق أنه لن ينفق أبداً، وفق ما قاله له المنافِق حتى يلتقي المنافِق والمنافَق في النفق نفسه وفِي نهايته النفوق الذي لا يُعرف له سبب أو مكان وزمان بحسب التصريحات الحكومية المتضاربة، والمتشابكة فكل جهة تُحيلنا إلى جهة ولا نعرف أين الوجهة.

بين نفي ونفي النفي خرجت السيطرة الحكومية عن نطاق رقابة وضغط «السوشيال ميديا»، ما أدى إلى عدم قدرة الدولة على ستر عورة النفوق، فكل مواطن حداق وكل حداق مصور حتى صارت صور الشعب أكثر من تصريحات الحكومة.

نفوق أو لا نفوق؟ تلك هي المُعضلة التي لا يحلها التوقف عن أكل الأسماك أو يصلح الإعلام ما أفسدته الترجمة.

reemalmee@