ارتواء
رسالة للكاتب وللقارئ
| ياسمين مرزوق الجويسري |
1 يناير 1970
06:32 ص
حين أمسك قلمي ودفتري... أبدأ بالتفكير بالكلمة الأولى التي سأكتبها، أبحث عن الجملة الأولى التي ستدفعك لإكمال قراءة مقالي أو إغلاق صفحته، لذلك أحاول جاهدة أن أنتقيها بعناية ورعاية كي تكون مفتاحاً يصل إلى ما يسكن عقلك وقلبك، علّها تلامس شيئاً من حاجاتك... مشاكلك... أحداث يومك أو ماضيك ومستقبلك.
أن تكتب يعني أن تُبدي رأيك قبل أن يُطلب منك، الكتابة هي التواصل الفكري بين الناس الذين يتناقلون فيه الخبرات والآراء، الكتاب هو المعلم الأول والمدرس الأمثل، لذلك كانت الكتابة مسؤولية كبيرة على الكاتب في انتقاء أفكاره وكلماته، في مراعاة قارئيه... بيئتهم.. شخصياتهم والأحداث التي تمر وتحيط بهم، فليست كل الأفكار قابلة للصياغة وليست كل الآراء قابلة للكتابة، لأنك تخاطب جمهوراً متعدد الأعمار والأجناس والخلفيات، فإن قررت الكتابة اعتنِ بمفرداتك وانتقِ جملك لتصيغها بأسلوب محبب سهل ممتنع، لا أن تُخاطب الناس بأسلوب المنابر والخطب والمحاضرات، ولا أن تكتب فكراً خاطئاً أو آخر سفيهاً لا يليق بمقام الكتابة ولا القارئ.
حين أقرر كتابة مقالي الأسبوعي أحمل همّاً أساسياً أسعى له ولعلي أحققه، إنه إيصال فكرتي على الوجه الصحيح السليم، بحيث لا تُفهم خطأً ولا يؤخذ جزؤها ويترك باقيها، فكما أن من الكُتّاب صنف يحاول نشر فكره الفاسد فكذلك القرّاء قلة منهم يبحثون عن خطأ الكاتب أو أفكاره غير الواضحة لكي تُحمل على غير معناها.
فالرسالة اليوم موجهة لكلا الطرفين، للكاتب بأن يصون عقله عن سفيه الأفكار، وأن يحفظ الناس بصياغته وأسلوبه للآراء، أما القارئ فحرصه وانتقاؤه لما يقرأ ولمن يقرأ سبيل لارتقاء ذاته ومجتمعه.
@jasmine_m_alj