| د. فهد سالم الراشد* |
تابع أمثلة الكتاب المدرسي للمرحلة المتوسطة:
«بعد أن وقف العالمان العربي والإسلامي والعالم الأجنبي إلى جانب الكويت».
شرح مبسط: الفعل (وقف): لو سألنا أنفسنا من الذي وقف؟ هل الطالب هو الذي وقف في الصف؟ هل المعلم هو الذي وقف في ساحة المدرسة؟ هل مدير المدرسة هو الذي وقف في طابور الصباح؟ الإجابة: العالمان هما اللذان وقفا. والعالمان مثنى وهذا يعني أن الذي وقف العالم العربي والعالم الإسلامي، فأصبح لدينا عالمان هما اللذان قاما بالفعل وقف أو بفعل الوقوف. لماذا لم نقل العالمين؟ لأن الفاعل مرفوع ومعنى مرفوع أنه هو الذي قام بالفعل، فهو فوق الجميع بمعنى أن الفاعل دائما مرفوع، لنضرب للطالب الكريم مثالا بسيطا: من الذي ينفق على البيت؟ ومن الذي يقدم النصيحة لأبنائه في البيت؟ سوف يرد الطالب قائلا: الذي ينفق على البيت أبي أو أمي أو الاثنان معا. وكذلك هما اللذان يقدمان النصيحة. وهنا نسأل الطالب: معنى هذا أنهما أعلى رتبة في البيت وأرفع من الكل لأنهما يقومان بالصرف والإنفاق على البيت وتلبية احتياجاتكم أنتم - أيها الأبناء - كما أنهما يسديان لكم النصيحة. هذه الرتبة العالية والرفيعة أعطت كلا منهما حق الرفع. ثم يضيف لنا المثال في الكتاب المدرسي عالما ثالثا وقف أيضا بجانب الكويت وهو العالم الأجنبي الصديق.
- بعد: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الدال) لأن ما بعده مضاف إليه، ولو قطع عن الإضافة لأعربناه مبنيا على الضم في محل نصب. مثلما نقول في بداية المراسلات الإدارية: أما بعدُ. فهي هنا مقطوعة عن الإضافة. لذلك رفعناها.
- أن: حرف مصدري مبني على السكون الظاهر لا محل له من الإعراب.
- وقف: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر فوق الحرف الأخير (الفاء) لعدم اتصاله بشيء. والجملة الفعلية في تأويل مصدر مضاف إليه لظرف الزمان (بعد).
- العالمان: فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى. ونود أن نذكر الطالب الكريم بأن المثنى يعرب بالحروف وليس بالحركات؛ فيرفع بالألف (العالمان)، وينصب ويجر بالياء ( العالميْن) مع تسكين الياء وكسر النون؛ لكيلا يلتبس مع جمع المذكر السالم.
- العربي: صفة لأحد العالمين مرفوعة وعلامة رفعها الضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الياء). وأصل الكلام: العالمُ العربيُّ؛ فالعربي صفة لموصوف محذوف.
- و: حرف عطف مبني على الفتح الظاهر لا محل له من الإعراب. ونود أن نذكر الطالب الكريم بأن الحروف كلها مبنية ولا محل لها من الإعراب، وهذه قاعدة ثابتة في اللغة العربية لعلها تخفف عنك شيئا من القواعد.
- الإسلامي: صفة لأحد العالمين مرفوعة وعلامة رفعها الضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الياء). وأصل الكلام: العالمُ الإسلاميُّ؛ فالإسلامي صفة لموصوف محذوف.
- و: حرف عطف مبني على الفتح الظاهر لا محل له من الإعراب.
- العالم: اسم معطوف على العالمين، ومعنى الجملة هو: بعد أن وقف العالم العربي والعالم الإسلامي والعالم الأجنبي إلى جانب الكويت. فالعالم اسم معطوف على العالمين مرفوع مثلهما، ولكن لأنه جاء مفردا رفعناه بضمة ظاهرة فوق الحرف الأخير (الميم) أما (العالمان) رفعناهما بالألف لأنهما مثنى.
- الأجنبي: صفة للعالم مرفوعة وعلامة رفعها الضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الياء). والصفة تتبع الموصوف؛ فالموصوف (العالم) جاء مفردا ومذكرا ومعرفا بـ (أل) والصفة (الأجنبي) جاء مفردا ومذكرا ومعرفا بـ (أل).
- إلى: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب. وبنيناه على السكون لأنه مد؛ كالليل الساكن.
- جانب: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت الحرف الأخير (الباء).
- الكويت: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت الحرف الأخير (التاء) والسؤال هنا: العالم العربي والعالم الإسلامي والعالم الأجنبي وقفوا إلى جانب أي دولة؟ الجواب: وقفوا إلى جانب الكويت، لذلك أضفنا الجانب إلى دولة الكويت، فالكويت مضاف إليها الجانب.
وقفة نحوية قد يقف الطالب حائرا في إعراب جملة «وقف العالمان العربي والإسلامي والعالم الأجنبي»، ويتساءل: لماذا أعربنا العربي والإسلامي صفة للعالمين، وهما مفردان، والعالمان مثنى، ألم يكن الأجدر أن نقول: وقف العالمان العربيان الإسلاميان، والعالم الأجنبي؟! ولماذا لم نعرب العربي والإسلامي بدل بعض من كل أو بدل التفصيل مثل قوله تعالى في سورة النجم / 45 «وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى» أو «جاء الرجلان أحمدُ ومحمدُ»؟ ولماذا لم نعربهما نعتا سببيا؟ كل ذلك من حق الطالب أن يسأل عنه ويستفسر عنه؛ فنحن لو فصصنا الجملة وفككنا عناصرها سوف نجد أن العربي صفة لموصوف محذوف وهو (العالم)، وكذلك الإسلامي صفة لموصوف محذوف وهو (العالم)، وقد نوهنا على أن أصل الكلام: وقف العالمان العالم العربي والعالم الإسلامي، فالمثنى هنا يختص فقط بالعالمين العربي والإسلامي، وهناك عالم ثالث هو العالم الأجنبي، وبذلك يصبح لدينا ثلاثة عوالم. و (العالم) الموصوف المحذوف هو البدل من العالمين. وفيما يخص الآية الكريمة؛ فكلمة (الزوجين) خاصة بالذكر والأنثى، ولنا رأي في إعرابها ضمناه كتابنا (كتاب الأستاذ فهد في كيفية إعراب الجملة العربية)، والمقام مفتوح لمن أراد أن يدلو بدلوه.
* كاتب وباحث لغوي كويتي
[email protected]