5 قتلى وعشرات الجرحى في الاشتباكات العنيفة بمخيم عين الحلوة
قرار فلسطيني موحّد وضع بلال بدر أمام خياري تسليم نفسه أو... القضاء عليه
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
07:25 ص
أكدتْ مصادر فلسطينية لـ «الراي» ان القوى الوطنية والإسلامية اتفقتْ على إنهاء حالة الاسلامي المتشدد بلال بدر ومجموعته بالكامل وتفكيك مربّعه الامني في «حي الطيرة» وسط مخيم عين الحلوة للاجئين في صيدا(جنوب لبنان) الذي كان يشكل مصدراً للقلق والتوتير الامني، في خطوةٍ ستفتح الباب واسعاً أمام الهدوء الذي ينشده أبناء المخيم وقواه السياسية منذ أعوام بعد سلسلة من الاحداث المتنقلة وعمليات الاغتيال والاشتباكات التي كان يقف وراءها.
وجاء قرار إنهاء حالة بدر ومربّعه الأمني، وسط إجماعٍ فلسطيني حازم، أسقط معه اي مبادرة لتسويةٍ ما، ودعمٍ من الجيش اللبناني والقوى السياسية الصيداوية التي أكدت وقوفها خلف اي إجماع فلسطيني يحقق الأمن والاستقرار في «عين الحلوة»، الذي يمثل «عاصمة الشتات»، وفي الجوار اللبناني، بحيث يكون بدر عبرة لغيره من الأفراد والمجموعات الاسلامية المتشددة التي تريد أن تبقى خارج الإجماع الفلسطيني بأنها ستلقى المصير نفسه في حال حاولت جر المخيم الى أجندة غير فلسطينية.
وأكدت المصادر الفلسطينية لـ «الراي» ان قرار انهاء بدر سياسياً جاء تحت ضغط النار العسكري، اذ شنّت حركة «فتح» ومعها «القوة المشتركة» التي تمثّل كافة القوى الفلسطينية، هجوماً على معقله في «حي الطيرة» من محورين، «بستان الطيار» شرقاً و«حي الصحون» جنوباً، وبينهما زنّار من النار غرباً على امتداد الشارع الفوقاني، ما دفعه الى التراجع الى نقاط أخيرة لا يمكن له الصمود فيها كثيراً، ليُفتح الباب على الخيارات الصعبة والمُرة: تسليم نفسه وسلاحه او إلقاء القبض او القضاء عليه، وبينهما التواري عن الأنظار بعد معلومات تحدثت عن انه أصيب بعدة طلقات خلال الاشتباك الأخير وان مصيره مجهول، فيما قُتل أحد أنصاره، وجُرح عدد كبير منهم.
وأسفرت الاشتباكات التي تدور بين «القوة المشتركة» وحركة «فتح» من جهة وبين مجموعات بدر من جهة اخرى، منذ يومين، عن سقوط خمسة قتلى، فضلاً عن سقوط اكثر من 32 جريحاً بينهم على الاقل خمسة من مجموعة بدر، اصابة اثنين منهما خطرة.
في المقابل، رسمت قيادة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان التي عقدت اجتماعاً طارئاً في مقر «الاتحادات والمنظمات الشعبية الفلسطينية» في صيدا، العناوين العامة للتعامل مع بدر ومع مجموعته من دون اي مساومة، فأكدت ضرورة تفكيك حالته «الشاذة» وتسليم الذين أطلقوا النار على «القوة المشتركة» لحظة انتشارها في المخيم الى الجهات الأمنية اللبنانية، وعدم السماح بإنشاء أيّ مربّعات أمنية في المخيم واعتبار القوة الفلسطينية المشتركة الجهة الوحيدة المولجة المحافظة على الأمن، قبل ان تعطي مهلة لبدر ومجموعته لتسليم أنفسهم للقوة المشتركة خلال مدة أقصاها الساعة السادسة من مساء امس.
وقال امين سر حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات لـ «الراي»: «لن نسمح بعد اليوم بأن يأخذ أي فرد او جهة او جماعة مهما كانت ولأي جهة عملتْ المخيم باتجاهاتٍ تضرّ بمصلحة اهلنا، ولن نسمح بابتزازنا ولا بابتزاز القوة المشتركة على الصعد كافة».
وعلمت «الراي»، ان وفداً من القيادة الفلسطينية، التقى مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد الركن خضر حمود ووضعه في أجواء القرارات، وتم تشكيل «لجنة متابعة» والاتفاق على إرسال مبعوث من الناشطين الاسلاميين في «عين الحلوة» كي يحمل القرارات ويفاوض بدر ومجموعته قبل انتهاء مهلة الإنذار وفوات الاوان.