أحيت حفلها ضمن مهرجان الربيع... بالتعاون مع «لوياك»
«طرب باند»... روت قصص الحروب ومعاناة الشعوب لجمهور حديقة الشهيد
| كتب فيصل التركي |
1 يناير 1970
08:43 ص
الفرقة لا تقدم فناً نمطياً أو تقليدياً... بل تحكي عن طريق الموسيقى والغناء قصص الحروب والمعاناة
تخللت الحفل مبارزة موسيقية بين عازفي الآلات الوترية وعازفي الإيقاعات
الفرقة السويدية «طرب باند» غرست موسيقاها في مهرجان الربيع الثاني، الذي تنظمه حديقة الشهيد، بالتعاون مع أكاديمية «لوياك» للفنون الأدائية «لابا».
فقد أشعلت الفرقة مدرجات مسرح الشهيد عزفاً وغناءً، مساء أول من أمس، في حفل هو الأول لها في الكويت، بعد أن أحيت العديد من الحفلات الموسيقية في مدن أوروبية وعربية عديدة.
شهد الحفل، حضور حشد جماهيري غفير، يتقدمه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة، إلى جانب عدد من المسؤولين في أكاديمية «لوياك» ومحبي الموسيقى.
ما إن أطلت مغنية الفرقة، الفنانة العراقية نادين الخالدي على خشبة المسرح، وهي تمسك بذراعها آلة «البزق» الوترية، حتى تعالت الهتافات ودوّت الصيحات في المكان، لتستهل حفلها بأغنية «السلام عليكم».
وفور انتهاء أغنيتها الأولى، قدمت الخالدي نبذة مختصرة عن مسيرة الفرقة، مبينة أنها تأسست في العام 2007 في مدينة مالمو السويدية، في حين روت سيرتها الشخصية، مشيرة إلى أنها عراقية الأصل ومن مواليد العاصمة بغداد، لكنها لم تمكث طويلاً حتى غادرت بلادها بعد أن دمرتها الحروب المتتالية، لتطلب اللجوء الإنساني في السويد، ولتستقر فيها منذ 18 عاماً. كما ألمحت إلى أن الفرقة لا تقدم فناً نمطياً أو تقليدياً، بل هي «تحكي عن طريق الموسيقى والغناء قصص الحروب ومعاناة الشعوب من نازحين على قوارب الموت في البحار أو لاجئين في المخيمات، أو غيرهم من المضطهدين والمحرومين في أصقاع الأرض».
بعد ذلك، تألقت نادين الخالدي بأداء إحدى الأغاني القديمة للفنان إلهام المدفعي، والتي تغنى بها قبل أكثر من 40 عاماً في الكويت، ويقول مطلعها: «النوم محرّم بين اجفاني... لما حبيبي جفاني».
كما تخللت الحفل، مبارزة موسيقية بين عازفي الآلات الوترية من جهة، وعازفي الإيقاعات من جهة أخرى، أفضت بتألق كلا الطرفين. بينما عادت المغنية نادين الخالدي لتبدع من جديد بأغنية من الفولكلور العراقي بعنوان «يا محمد». تبعتها بأغنية كلاسيكية تعبّر بوضوح عن اللهفة والاشتياق بين الحبيبين، وهي بعنوان «مستنياك» من ألبومها الأخير «أشوفك وين».
ثم تلتها أغنية بعنوان «صديقي»، وهي من الأغاني الإنسانية والعاطفية في آن معاً، إذ تروي قصة عاشقين فرقتهما شظايا الحرب، والتقيا في مخيمات اللاجئين. ويقول مطلع الأغنية: «كلام الناس والكتب حيرنا... صديقي أنا وأنت ما تغيرنا».
وفي حين ألهبت نادين الخالدي حماسة الجمهور في أغنية «أشوفك وين»، أعقبتها بأغنية بعنوان «عودي لديارك»، لتقدم بعدها أغنية مهداة لكل الأطفال والشهداء الذين سقطوا في الحروب وهي بعنوان «ياسمين».
وحاولت مغنية الفرقة أن تلطف الأجواء بمعية عازفي الإيقاعات، عندما دقت طبول الدبكة، لتشدو بأغنية «أريد أرقص جوبي... هذي رقصة محبوبي». وبالفعل نجحت في تسخين الأجواء وبث البهجة في المدرجات، لتلامس في ما بعد المشاعر بقوة حينما صدح صوتها الشجي بأغنية «رقية» التي تحكي معاناة طفلة هربت من أتون الحرب في ليبيا، لتركب قوارب الموت في البحر المتوسط. تبعتها بأغنية تتناول الطغاة في العالم بعنوان «يقولوا عنك مستحيل»، لتختتم الفرقة وصلتها بإحدى المعزوفات الفارسية القديمة.