زمن الفن الجميل
| محمد الشربيني |
1 يناير 1970
11:26 ص
إنه زمن رائع ذلك الزمن الذي عشنا فيه... زمن الكتاب العظام والمطربين الكبار، زمن الرواية الجميلة والأغنية الرائعة والفيلم الذي له معنى... والذي يهز الوجدان... وأقول ان كل كاتب وكل فنان من هذا الزمن الجميل ترك بصمته وعمله الذي خلده في تاريخ الأدب والفن، وأحياناً ما يكون هناك عمل واحد من كل الأعمال هو الذي يرفع الكاتب أو الفنان إلى سماء ليس بعدها سماء.
فـ «الحرافيش» هو عمل وملحمة نجيب محفوظ التي اعتبرها أروع الأعمال... وأغنية الأطلال لإبراهيم ناجي والسنباطي وأم كلثوم هي أغنية وضعتهم كلهم في سلم المجد والعالمية... وحتى أن الفائز بجائزة نوبل هذا العام 2016م في الآداب المغني الأوبرالي بوب ديلان أشاد بالمطربة المصرية والعربية أم كلثوم... مطربة كل زمان ومكان.
ورائعة عبدالحليم قارئة الفنجان وضعت كلا من عبدالحليم ونزار قباني «الشاعر السوري» في مكانة لن يبلغها أي فنان.
وأغنية الربيع لفريد الأطرش هي أغنية ستظل تتردد على مسامع الجماهير في كل ربيع...
وفيلم في بيتنا رجل وضع كلا من عمر الشريف وزبيدة ثروت في ذاكرة الأمة المصرية والعربية... وفيلم الناصر صلاح الدين لأحمد مظهر وفيلم عمر المختار والرسالة للمخرج العالمي مصطفى العقاد كلها أعمال ستظل في الوجدان العربي.
إنها فترة من الزمن الجميل والتي كانت الدولة فيه تسخر كل امكاناتها من أجل عمل هذه الروائع الخالدة والتي تعلو بالذوق العام... والتي تجعل الدولة تعبر خارج حدودها لتبقى في ذاكرة الدول المجاورة وغير المجاورة ولتعبر بمثل هذه الأعمال الخالدة حدود الزمان وحدود المكان.