قبل الجراحة

مهاترات سياسية

1 يناير 1970 08:30 م
العلاقات بين الأشخاص عادة ما تُبنى على الود والاحترام المتبادل، وقد تكون المصلحة المتبادلة هي أساس هذه العلاقة لكنها لا تطغى على الأخلاق والاحترام.

والعلاقات بين السياسيين يجب ألا تُبنى على الأحقاد، ويجب ألا يكون أساسها تصفية الحسابات...

هذا المبدأ هو الذي يؤمن به رجال الدولة...

نعود ونكرر أن رجل الدولة هو من يعمل لمصلحة الأجيال المقبلة، وهو من يحافظ ويصون مقدرات البلد لها، ومن يعمل على التخطيط الصحيح للمشاريع لكي تستفيد منها.

إن رجل الدولة هو من يتابع بشكل حثيث البرامج والخطط التي أقرها، ليتأكد من تنفيذها بالشكل الصحيح لكي يورث الأجيال المشاريع التي تكون لهم عوناً ولا يورثهم مشاريع فاشلة...

إن رجل الدولة هو من يكون همه الأول والأخير المحافظة على ثروات البلد ومنع استنزافها بالمشاريع الفاشلة وشراء الولاءات، وهو من يكافئ المخلص بالعمل ويصرعلى معاقبة المهمل، ويحرص على ألا يتقلد المناصب القيادية في البلد من لا يستحقها، بل معياره أن يكون الإنسان المناسب في المكان المناسب.

إن رجل الدولة هو من يبتعد عن المهاترات السياسية ويتجنب جر الجميع إلى مهاتراته الطفولية والصبيانية.

ونعود ونذكر بما بدأناه من أن رجل الدولة ليس في قاموسه شيء اسمه الأحقاد السياسية لأنها تدمر البلد(...)، وليس في قاموسه تصفية الحسابات السياسية مع من يختلف معهم حتى وإن أدت إلى دمار البلد.

إن الأجيال القادمة ستقرأ وستقيّم ما نقوم به الآن من أجلهم، وسيكون تقييمها قاسياً جداً على كل من أساء استخدام السلطة التي أُعطيت له...

إن تاريخكم السياسي لن يشفع لكم إن لم يقترن بإنجازات... إن تاريخكم السياسي لن يشفع لكم إن (...) وإن (...).

أعتقد هذا كافياً عند هذا الحد...

الله يحفظ الجميع.