| د. تركي العازمي |
في تصريح صحافي للنائب مبارك هيف الحجرف، ذكر فيه أن «سعد العجمي رفض التوقيع على «بياض»... وهذا أمر غير مقبول لا قانوناً ولا منطقاً»!
صدقت أيها النائب... لكن السؤال الذي نكرره نحن كمواطنين يكمن في جزئية التوقيع على «بياض»... فكم من قضية ومسألة شائكة وقعنا عليها على «البياض» من دون أدنى اعتبار لأي معايير اجتماعية أو تكنوقراطية مقننة المنهج!
إنه يعكس تعايش كثير من أحبتنا مع واقع الحال وأقرب ما نستطيع وصفه بأنه «سفسطة» والتي قد ذكرنا تفاصيلها تحت مقال معنون بـ «السفسطة الكويتية» والذي نشر في «الراي» عدد 27 فبراير 2017.
عندما تشن المجاميع «التويترية» و«الواتس آبية» هجوماً على مجموعة الـ 80 الرافضة لتعديلات الجنسية، وتكتشف أن الملايين التي صرفتها «الأشغال» لم تسعف المتضررين من مطر يوم 24 مارس، بل إنها أزمة كشفت المستور في خلل لا يقبله قانون ولا منطق، كما وصف النائب الحجرف... هنا يكون السكوت عنه توقيعا على «بياض» لاستمرار حالة التيه الإداري والقيادي.
نحن من وقعنا على «بياض» في كثير من المشاريع بقوانين... ونحن من وقعنا على «بياض» في اختبارات تعجيزية لبعض مواد المرحلة المتوسطة بلغت حدا إن بعض المدرسين يتساءل: ما هو المقصود من هذا السؤال وذاك? ونحن من وقعنا على «بياض» في إلغاء مرحلتين ومنحنا 40 درجة أعمال للمعلم!
نحن من وقعنا على «بياض» في اتهام بعضنا البعض... نحن من وقعنا على «بياض» في التصويت لمرشحين لا يمتلكون الكفاءة المطلوب توافرها في عضو مجلس الأمة.
نحن من وقعنا على «بياض» في قبول تدني مستوى خدماتنا الصحية التي قال، عن تقرير لجنة التحقيق في مكتب ألمانيا، النائب صلاح خورشيد «إنه مثقل»، وما تلك الأسباب وهذه إلا حصاد لما اقترفته عقولنا وقلوبنا ودورتنا المستندية وحكومتنا الإلكترونية ورقابتنا التي تعيش تيهاً اجتماعياً وإدارياً وقيادياً.
من يستطيع أن يفك «طلاسم» قضية من القضايا المنظورة منذ عقود؟
من يستطيع أن يتبنى عملية الإصلاح كي لا نقع في التوقيع على «بياض»؟
إنها مسؤولية اجتماعية مرتبطة بثقافتنا البائدة... فنحن لم نولِ التعليم الأهمية المطلوبة ولم ندرج منهجا خاصا بالأخلاق والوطنية الحقة!
إنها مسؤوليتنا نحن، فكثير منا يذهب لقضاء معاملة بسيطة ويجد كل أنواع «التعقيد» و«التطفيش» ويقبل أن يوقع على «بياض» بقبوله هذا الانحدار.
يعني موظف يملأ طلب وظيفة إشرافية في التربية وغيرها من الوزارات، والواقع يقول إن الأسماء معلومة سلفا «كل وواسطته يحجز مكانه»... وآخر يتمنى حصوله على الأعمال الممتازة، والواقع يقول إن الأسماء مختارة مسبقا... هذه نماذج من التوقيع على «بياض» والتي تؤكد أن أكثر أنظمتنا وإجراءاتنا الإدارية تتخذ فيها القرارات بالاختيار لا وفق الجدارة والاستحقاق!
إنها مسؤوليتنا نحن جميعا، فنحن من «نركض» وراء مرشح ونطعن بآخر لهدف إيصال «صاحبنا»، هذا غير ملاحظتنا لصراع الأجنحة ونحن نتفرج.
قيل من قبل «أليس منكم رجل رشيد»... وهذا قول ذكره الله عز وجل في محكم تنزيله ورغم هذا نشعر بالجهل في المعطيات وأوجه العنصرية البغضاء وسلوكيات الجاهلية البائدة وما زلنا نوقع على «بياض»!
خلاصة القول? نريد مجموعة تضع الحلول بمنهج «رشيد» منزه من أي نهج جعلنا في السابق نوقع على «بياض» كي نتوقف ونصلح ما نستطيع إصلاحه.
إننا نطالب الجميع بنبذ الخلافات والبحث عن الحلول المناسبة ومحاربة الفساد الذي تغلغل في جسد منظومتنا الإدارية? السياسية? الاجتماعية? التعليمية? الخدماتية? والصحية... فهل من رجل رشيد؟ الله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi