طالب بتفعيل وظيفته للخروج من الشرنقة الفردية إلى رحابة السياسة والاجتماع

بشير الرشيدي: علم النفس أداة فعّالة في مواجهة الاستجوابات البرلمانية

1 يناير 1970 11:54 ص
أكد أستاذ علم النفس التربوي في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور بشير الرشيدي على أهمية تفعيل وظيفة علم النفس في الممارسات البرلمانية كأداة فعالة في مواجهة الاستجوابات، حتى يخرج هذا العلم من الشرنقة الفردية إلى عالم رحابة السياسة والاجتماع.

واعتبر الرشيدي خلال محاضرة ضمن فعاليات ملتقى «التنمية والمجتمع...قضايا معاصرة» الذي تنظمه كلية العلوم الاجتماعية، أن الاستجوابات فرصة ذهبية للمختصين في علم النفس للدخول إلى عالم السياسة الذي يمثل عالم الحياة الحقيقي والمؤثر فيها.

وشدد الرشيدي خلال المحاضرة قدم خلالها عرضاً مقتضباً لبحث أنجزه جاء تحت عنوان «الأبعاد النفسية للاستجوابات البرلمانية...مجلس الأمة الكويتي نموذجاً» على أهمية تسليط الضوء من الناحية النفسية على الصراع والشتائم المتبادلة تحت قبة البرلمان وذلك من أجل تبصرة الوزراء والنواب لكيفية التفاعل الإيجابي والراقي.

وأوضح أن «البحث الذي قدمه يعتبر الأول من نوعه في المنطقة العربية الذي يناقش الاستجوابات البرلمانية من منطلقات نفسية، وهو إضافة معرفية سلوكية يمكن تطبيقها في الممارسات البرلمانية خاصة مع الوزراء تجاه الأعضاء»، مشيراً إلى أن «البحث يهدف إلى إعطاء الوزير استبصاراً لمفهوم الاستجواب على مستوى الأبعاد النفسية ابتداء من تقدير ذاته وضبط انفعالاته واختيار كلماته خلال صعوده لمنصة الاستجواب».

وبين أن «البحث جاء نتيجة لخبرة ميدانية عملية لتحضير الوزراء لمواجهة الاستجوابات وليس فقط أطروحات نظرية، وهو يسعى إلى تزويد المستوجب (الوزير) بمهارات قلب الاتهامات إلى استعراض للإنجازات، من خلال قلب وجهات النظر وتغيير الزاوية التي ينظر إليها للموضوع، حيث يمثل هذا الأمر مهارة أساسية يجب أن تتوفر لدى كل المستجوبين».

ولفت إلى أن «البحث يركز على أهمية تدعيم مفهوم الصورة الذهنية المشكّلة في عقل الوزير لمواجهة الحدث الخارجي (الاستجواب)، والاهتمام بتشكيل هذه التي تعينه على الاستجابة الصحيحة للمثير الخارجي وتوضيح أهم الأبعاد الواجب مراعاتها في كل مراحل الاستجواب».

وأوضح أن «الاستجواب كحدث خارجي يشكل صورة ذهنية في عقل الوزير وبناء على هذه الصورة يتم التفاعل، ومن الممكن أن ننظر إلى الاستجواب في عدة تصورات، منها أنه يهدف إلى التوضيح أو قد يكون للاتهام أو يكون استجوابا كيديا أو مؤامرة أو انتقاما من ممارسات، أو اتهام بالفساد، وغيرها، ولذا يجب أن يكون الوزير واعياً للمعاني التي يعطيها الاستجواب لأن المعنى هو الذي يشكل الصورة الذهنية والذي يشكل الاستجابة والشحنات الانفعالية». ولفت إلى أهمية «أن يقوم الوزير بدراسة الصورة الذهنية لدى النائب الذي من الممكن أن ينطلق في استجوابه بسبب فساد في الوزارة أو لإثبات وجوده أو بهدف الصدام مع الوزير أو رغبة في تلميع نفسه أمام ناخبيه، أو بهدف المشاركة السياسية الفعالة».

وشدد على «أهمية أن يقوم الوزير بالإعداد للاستجواب من خلال اختيار الصورة الذهنية التي تخدمه، والتدريب على الأداء وتقدير الذات من خلال معرفة الإنجازات في الوزارة، ولا ينسى أن يركز على الأثر الذي يريد أن يتركه أمام الناس في الاستجواب، علاوة على أهمية أن يستفيد من الإمكانات الموجودة في الوزارة من طاقات بشرية وقانونية ومحاسبية لدعم موقفه».

وحول توصيات البحث، شدد الرشيدي على «أهمية دراسة العلاقة النفسية بين السلطتين، وبين أعضاء مجلس الأمة الذين يتراشقون في ما بينهم بالألفاظ غير اللائقة»، لافتاً إلى أن«هناك حاجة ملحة لوجود بحوث توجه للأعضاء في ممارسة الاستجوابات البرلمانية حتى تكون العملية البرلمانية ثرية».