«أرياتا» و«جهاد في هوليوود» و«الفن خلف الأبواب المغلقة»... تسيّدت عروض المهرجان
«الكويت السينمائي» أرخى ستائره... في مسرح «الدسمة»
| كتب فيصل التركي |
1 يناير 1970
07:56 ص
خالد الصديق: كاميرات السينما دارت في الكويت قبل غيرها من دول الخليج
شاكر أبل: المهرجان حقق مبتغاه في بضعة أيام
محمد المنصور: مستوى المنافسة ونوعية الأفلام يبشران بـ «عودة الحياة» للسينما الكويتية
بلمح البصر... أطفأ مهرجان «الكويت السينمائي الأول» أضواءه وأرخى ستائره، وكأن عقارب الزمن عمدت إلى مضاعفة سرعتها هذه الأيام بالتحديد، خصوصاً بعد أن حلّق عشاق السينما للمرة الأولى في مهرجان كويتي خالص، يلقي الضوء على عالم الفن السابع، عبر رحلة موثّقة بالصوت والصورة في الشاشة العملاقة، وكانت محفوفة بالمتعة والغموض والمغامرة.
فبعد خمسة أيام طال انتظارها، وتخللها 23 فيلماً درامياً ووثائقياً، تابعها الجمهور الكويتي بشغف كبير في مكتبة الكويت الوطنية، اختتمت مساء أول من أمس في مسرح الدسمة، أنشطة وفعاليات المهرجان السينمائي الأول في الكويت، الذي يرعاه وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة محمد العبدالله. فتوّج أفلام: «جهاد في هوليوود» للمخرج جيني ديز عن فئة مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة، «الفن خلف الأبواب المغلقة» للمخرج حبيب حسين عن فئة مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة و«أرياتا» للمخرج أحمد التركيت عن فئة مسابقة أفلام الكويت القصيرة، فيما تقاسم جائزة لجنة التحكيم للأفلام القصيرة (جائزة خالد الصديق) فيلما «في داخلي» للمخرج عبدالعزيز البلام و«الجزء غير المفقود» للمخرج أحمد الخضري.
شهد الحفل الختامي، الذي تناوب على تقديم فقراته الإعلامية إيمان النجم والفنان خالد البريكي، حضور حشد جماهيري غفير، يتقدمه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، إلى جانب «شخصية المهرجان» المخرج القدير خالد الصديق، وعدد من الرواد الذين جرى تكريمهم في حفل الافتتاح، عطفاً على حضور باقة كبيرة من السينمائيين والفنانين، المشاركين في أنشطة المهرجان.
في البداية، لم يُخفِ المخرج القدير خالد الصديق توقه منذ القدم إلى إقامة مهرجان سينمائي كويتي، على غرار المهرجانات المسرحية والغنائية الأخرى، لاسيما أن كاميرات الإنتاج السينمائي دارت في الكويت قبل غيرها من دول الخليج (وفقاً لكلامه)، وكان ذلك في مطلع الستينات من القرن الماضي.
وتطرق الصديق في معرض حديثه المرتجل إلى أعماله السينمائية، التي لاقت نجاحاً كبيراً، لاسيما فيلم «بس يا بحر»، الذي تقاسم بطولته الفنان القدير سعد الفرج والفنانة القديرة حياة الفهد، وغيره الكثير من الأعمال الطويلة والقصيرة، الوثائقية منها والروائية.
بدوره، عبّر مدير «مهرجان الكويت السينمائي» شاكر أبل عن سعادته الغامرة بنجاح فعاليات المهرجان، التي تنوعت على مدى خمسة أيام بين العروض السينمائية والورش والمحاضرات، وغيرها من الأنشطة التي أقيمت في مكتبة الكويت الوطنية، مؤكداً أن المهرجان قد حقق مبتغاه.
واستعرض أبل أهم انجازات المهرجان، وهي عرض 23 فيلماً، منها 21 فيلماً قصيراً و3 أفلام طويلة، إضافة إلى 16 محاضرة و7 ورش عمل، فضلاً عن قدوم 17 ضيفاً من 9 دول عربية وأجنبية، وأكثر من 15 ساعة من العروض السينمائية التي شهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً، عطفاً على إقامة 15 مؤتمراً صحافياً مع صنّاع الأعمال، و10 مقابلات تلفزيونية وإذاعية و4 نشرات صحافية يومية، وعشرات المقالات في الصحف عن السينمائيين المشاركين في فعاليات المهرجان، و3 مكرمين من رواد السينما، و5 حكام متخصصين، وتسمية جائزة لجنة التحكيم باسم المخرج القدير خالد الصديق في هذه الدورة من المهرجان والدورات المقبلة، و10 جوائز قيّمة للسينمائيين من أعلى الجوائز قيمة في جميع أنحاء العالم.
في السياق ذاته، أضاء عضو لجنة تحكيم المهرجان الفنان محمد المنصور على عدد من النقاط والتوصيات لظهور الأعمال السينمائية في أبهى صورها خلال الدورات المقبلة.
وقال: «كما تعلمون، فإنه تم تكوين لجنة تحكيم للمهرجان من خمسة أعضاء، هم الدكتورة مي النقيب والفاروق عبدالعزيز وخالد النصرالله وناصر كرماني ومحمد المنصور، وقامت اللجنة بمشاهدة وتقييم 23 فيلماً في أقسام ثلاثة هي مسابقة أفلام الكويت القصيرة، ومسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، ومسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة، وفي ختام سلسلة من الاجتماعات توصلت إلى اختيار الأعمال الفائزة». وأردف: «ترى اللجنة في هذه المناسبة ومع ميلاد أول مهرجان سينمائي في الكويت، أن مستوى المنافسة ونوعية الأفلام المختارة للتسابق يبشران بإعادة الحياة للإنتاج السينمائي الكويتي بمواهب شابة، ذات أفكار إبداعية واعدة، وهو ما نأمل أن يتفتح في الدورة المقبلة من المهرجان».
وعرج المنصور على ملاحظات لجنة التحكيم، وهي أن عدداً من الأفلام الكويتية في المسابقة ناطق باللغة الإنكليزية، فقال: «لا بأس في ذلك، ولكن من المهم أن يقوم منتجوها بترجمتها إلى اللغة العربية للعرض العام حتى تصل رسالتها إلى الجمهور الناطق بالعربية، ويجب أن يمتد الاهتمام بالعربية في الأفلام إلى التحقق من الصحة اللغوية لنص التعليق وطريقة إلقائه، إضافة إلى النصوص المكتوبة على الشاشة».
وكشف المنصور عن توصيات اللجنة بأن تشكل لجنة متخصصة عقب الانتهاء من أعمال المهرجان، لإنتاج كتيب خاص عن الأعمال المشاركة في هذه الدورة، يتم فيه تجميع المعلومات عن جميع المشاركين من مختلف المهن السينمائية وعن الأفلام المتسابقة، مع صور من الأفلام والفعاليات الموازية للعروض، وأن يتم ذلك خلال ثلاثة أشهر حتى يتسنى لإدارة الدورة المقبلة توزيع الكتيب كأرشيف حي عن نشاط الدورة السابقة، لافتاً إلى المزيد من الوصايا ومنها أن يعمل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب منذ الآن على توفير قاعدة بيانات كاملة عن الإنتاج السينمائي الكويتي، منذ نشأته وحتى الآن، لكي تشكل مرجعية ثقافية مهمة للباحثين والعاملين في السينما على حد سواء.
وتابع المنصور: «اللجنة تلفت النظر إلى أنه يجب تحديد عدد الأفلام المتسابقة في كل فرع من أفرع المسابقة بألا يقل عن خمسة أعمال وما فوق ذلك، حتى تزداد وتيرة المنافسة في جو من التنوع». ووجه في ختام حديثه الشكر والتقدير للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لقيامه بهذا الدور الرائد، في إنشاء أول مهرجان سينمائي في الكويت يتضمن عروضاً سينمائية وورشاً ومحاضرات، بما يفتح آفاقاً ممتدة أمام صنّاع الأفلام في الكويت في المستقبل.
وفيما اختتم عضو لجنة التحكيم الفنان محمد المنصور كلمته، اعتلى زميله الفاروق عبدالعزيز منصة التتويج، للإعلان عن الأفلام الفائزة، فتسارعت دقات القلوب وانقبضت الأنفاس، ليسود الهدوء في أرجاء المسرح لبضع ثوانٍ، قبل أن تهب عواصف من التصفيق والهتاف من جانب الفائزين.
الجوائز
مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة:
الجائزة الأولى: «جهاد في هوليوود» للمخرج جيني ديز.
الجائزة الثانية: «خارج الكويت» للمخرج آيدان بروكس.
الجائزة الثالثة: «من المدينة إلى المدينة» للمخرجة هيا الغانم.
مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة:
الجائزة الأولى: «الفن خلف الأبواب المغلقة» للمخرج حبيب حسين.
الجائزة الثانية: «سيمفونية للأجيال» للمخرج عبدالعزيز المرشد.
الجائزة الثالثة: «نموت وتحيا الكويت» للمخرج علي حسن.
مسابقة أفلام الكويت القصيرة:
الجائزة الأولى: «أرياتا» للمخرج أحمد التركيت.
الجائزة الثانية: «لمياء خونده» للمخرج خالد الريس.
الجائزة الثالثة: «شاي حليب» للمخرج مشعل الحليل.
جائزة لجنة التحكيم للأفلام القصيرة
(جائزة خالد الصديق):
- مناصفة بين فيلمي:
«في داخلي» إخراج عبدالعزيز البلام.
«الجزء غير المفقود» إخراج أحمد الخضري.