رؤية احترافية للعمل الخيري... و5700 أسرة ضمن سجلاته للاستفادة من خدماته
«البنك الكويتي للطعام»... منارة في ظلام العَوَز
| كتب حمد العازمي |
1 يناير 1970
01:17 م
اتفاقية تعاون مع «التطبيقي» لتنفيذ برامج تدريبية لـ«البدون»
الأنصاري: الميزانية التشغيلية تكفّل بها بشكل كامل بدر ناصر الخرافي
الحمر: «سقيا الماء» المشروع المقبل لتوزيع المياه الباردة على العمال صيفاً
في بارقة أمل للفقراء على أرض الكويت بمختلف جنسياتهم، خرج بنك الطعام الكويتي للعلن، مسجلا بين جنباته 5700 أسرة ترنو للاستفادة من خدماته والخروج من ظلام العوز، لا سيما أنه يمثل رؤية احترافية لإدارة العمل الخيري تسير في ركاب التجارب السباقة، بتوفير دعم للمحتاجين بالتوازي مع رفدهم بفرص تدريبية وتعليمية متنوعة تفتح لهم باب الاعتماد على النفس.
وأرجع نائب رئيس مجلس ادارة البنك الكويتي للطعام مشعل الانصاري فكرة إنشاء البنك الذي وصفه بـ«الصرح» الخيري إلى «مبادرة كريمة من رئيس مجلس الادارة بدر ناصر الخرافي وترجمة عملية لرؤية قائد العمل الانساني سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد في أن تكون الكويت دائما وابدا سباقة في العمل الخيري والانساني». وقال الانصاري في مؤتمر صحافي عقد صباح أمس بمناسبة تدشين أعمال البنك «إن العمل على انشاء هذا مشروع الخيري بدأ في شهر رمضان الماضي إذ تم الانتهاء من كل التحضيرات والاجراءات الادارية والفنية والقانونية من اجل ان يكون العمل بهذا الصرح بنظام وشكل متكامل من اجل التعاون مع مختلف الجهات الحكومية والمؤسسات والبنوك المحلية والافراد لخدمة العمل الخيري في البلاد».
وأوضح ان «ما سيميز عمل البنك الكويتي للطعام الذي يعتبر جمعية خيرية ليست ببعيدة عن بقية الجمعيات الخيرية انه سيتبع نظاما احترافيا جديدا للعمل الخيري والانساني»، لافتا إلى ان «البنك يضم عددا من البرامج المختلفة والمتنوعة منها برامج تثقيفية وبرنامج انشاء معيل للاسرة بالاضافة الى برنامج الطعام».
وكشف الانصاري ان «الميزانية التشغيلية للبنك والذي هو ليس مؤسسة ربحية جاء بشكل كامل من تبرع رئيس مجلس الادارة بدر ناصر الخرافي»، مشيرا إلى ان «هناك شركات ومؤسسات ستقوم ايضا بدعم اعمال البنك لما لهذا المشروع من اثر كبير في الكويت وخارجها».
وأوضح أن «عمل البنك في المرحلة المقبلة سيكون مرتكزا بشكل مباشر ورئيسي على دعم المحتاجين داخل البلاد وسيشمل كل الاسرة المحتاجة سواء كانوا مواطنين او وافدين او من فئة البدون»، لافتا إلى أن «الدعم سيكون مختلفا وحسب برامج محددة، فهناك دعم تمويني من خلال تقديم سلة غذائية متكاملة توجه للاسرة المحتاجة، وهناك باحثون مختصون يقومون بشكل متواصل بمعاينة ودراسة كل الحالات لتحديد مدى الحاجة وتعديلها حسب الاستفادة».
واعلن الانصاري ان «البنك بصدد الانتهاء من المراحل النهائية لتوقيع اتفاقية تعاون مشتركة مع الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب لتنفيذ برامج تدريبية متعددة لفئة البدون ما بين دورات في التمريض والمعاهد الصناعية، وهذه احدى مفاجآتنا التي تستهدف بناء فرد يعيل اسرته وتوجيهه فيما بعد لسوق العمل بقطاعيه الحكومي والخاص». وأفاد بأن «الكويت تعتبر من الدول الخليجية السباقة في انشاء مثل هذا المشروع بعد بنك الطعام السعودي»، معربا في الوقت نفسه عن سعادته بالمبادرة التي اطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لانشاء بنك الامارات للطعام.
وأشاد الانصاري بـ«التعاون الذي قدمه بنك الطعام المصري الذي يعتبر اول بنك من نوعه في الشرق الاوسط ممثلا بمديره الدكتور معز الشهدي»، مؤكدا أن «البنك المصري ابدى استعداده لإنشاء منظومة تعاون مشتركة ونقل خبراته لنا، وبالفعل استفدنا كل الاستفادة من خبرتهم وتجربتهم في هذا المجال».
وأشار إلى ان «البنك سيسعى لارساء قواعد التعاون المشتركة مع مختلف بنوك الطعام في المنطقة والعالم لما لذلك من اثر كبير وفعال للقضاء على الجوع في كل بقاع الارض».
من جانبه، أعلن امين سر مجلس ادارة البنك الكويتي للطعام سالم الحمر ان «اول المشاريع الخيرية التي سيطلقها البنك سيكون مشروع إطعام الطعام»، كاشفا ان «عدد الاسر التي تقدمت بالتسجيل في سجلات البنك للاستفادة من هذا المشروع بلغ 5700 اسرة».
وبين ان «المشروع سيتضمن تقديم سلة متنوعة من المواد الغذائية لفترات محددة حسب الحاجة والاستفادة، ومن ثم ادخال تلك الاسر في برنامج معين الاسرة»، لافتا إلى أن «المستهدف دعم هذا المشروع بتبرعات تقدم من كل شرائح وفئات المجتمع من مؤسسات وافراد ووقفيات ايضا، لا سيما أن أول وقفيات اطعام الطعام التي شهدتها الكويت كان في عام 1870 في وقفية العشيات».
واشار الحمر إلى ان «دعم المتبرعين والمحسنين للاسرة المحتاجة في مشروع اطعام الطعام سينطلق اليوم ولمدة ثلاثة ايام في مجمع 360، ومن ثم سيتم الانتقال مع نهاية الشهر إلى مجمع الافنيوز، عبر بوثات خصصت للبنك في تلك المجمعات لتعريف الجمهور بعمل ومشاريع البنك وايضا من اجل استقبال اصحاب التبرعات».
وكشف ان «المشروع القادم للبنك يتمثل بمشروع سقيا الماء الذي يهدف الى توزيع المياه الباردة والعذبة على العمال في الطرق السريعة وفي المشاريع الخارجية خلال فترة الصيف».
بدر الخرافي: لكل أسرة متعفّفة مواد تموينية بـ 25 ديناراً
صرّح رئيس مجلس إدارة البنك الكويتي للطعام بدر ناصر الخرافي بأن البنك «يهدف لحفظ النعمة وإيصالها للمستفيدين والمحتاجين داخل الكويت وبث الوعي لأهمية عدم إهدار الطعام»، مشيرا إلى صرف كوبونات بـ25 دينارا لكل أسرة متعففة.
وبين الخرافي على خلفية المؤتمر الصحافي أن «فكرة البنك الكويتي للطعام مطبقة بالعديد من الدول العربية والعالمية وهي فكرة خيرية هدفها تحقيق التوازن الغذائي في المجتمع»، كاشفا عن «مشروع إطعام الطعام الذي تقوم فكرته على توزيع كوبونات بقيمة 25 دينارا لكل أسرة لصرف المواد التموينية الأساسية اللازمة لسد حاجة الأسر المتعففة».
وأشار إلى أن «المشروع يستهدف تغطية متطلبات واحتياجات 5700 أسرة داخل الكويت»، لافتا إلى أن «المشروع الثاني الذي يعمل البنك على إعداده حاليا هو مشروع سقيا الماء، الذي تقوم فكرته على توزيع مياه على العمال ومرتادي الطرق السريعة خصوصا في فصل الصيف الحار، فضلا عن مشروع آخر يعد الأهم لدى البنك خلال الفترة المقبلة يتمثل في تأهيل عائل الأسرة لدخول سوق العمل».
عن البنك
شكر
أعرب الانصاري عن خالص شكره وتقديره للتعاون الكبير والمثمر الذي قدمته وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل منذ بداية انشاء المشروع، قائلا «نحن نسير بخط متواز مع الشؤون وفق القوانين التنظيمية بهذا الشأن خصوصا أننا نخضع لإدارتهم ودعمهم».
«حسب الظروف»
اشار الانصاري إلى ان العدد الحالي للاسر المستفيدة (5700 اسرة) لا يمثل العدد النهائي للمحتاجين الذين سيقوم البنك بدعمهم، موضحا ان «هذا العدد من الممكن ان يزيد او ينقص حسب ظروف كل اسرة»، معربا في الوقت نفسه عن امله ان يستطيع البنك تحقيق اهدافه الخيرية تجاه المحتاجين.
«هاشتاق»
اكد الحمر أن «إطلاق البنك لهاشتاق (حياة بلا جوع... من بلد الانسانية) يمثل رسالة البنك التي تتماشى مع رؤية صاحب السمو امير البلاد»، لافتا إلى السعي إلى تحقيق علاج حقيقي لمشاكل الاسر المحتاجة.