حوار / باح بأن «ما دريت» تحمل ذكرى حقيقية

مصطفى أحمد لـ «الراي»: «أعاتب روحي»... والتقدير مهم

1 يناير 1970 08:56 ص
نوال الكويتية أجادت تقديم «ترى الليل» ... وهي أغنية عمرها 40 عاماً

لدي استعداد للغناء إن وجدتُ أعمالاً مناسبة... والمشكلة في الكلمات!

لا أغضب حين يُغني مطربون أعمالي... فقد فعلنا الأمر ذاته مع من سبقونا
يكفيه أن أغنيته الشهيرة «ترى الليل» لا تزال تُسمَع وتُغنَّى برغم أن عمرها ناهز الأربعين!

إنه المطرب الفنان مصطفى أحمد، أحد أبرز رموز الغناء في الكويت، وأعماله التي تمزج بين الحزن والأمل، ولوعة الفراق وفرحة اللقاء، تعاقبت عبر الأجيال، ولا يزال الناس ينصتون إليها بحفاوة وتقدير!

«الراي» اقتربت من الفنان مصطفى أحمد، واستعادت معه بعض ذكرياته، وناقشته في قضايا الفن قديماً وحديثاً، وسألته عن آرائه في ما يغنيه المطربون اليوم، وما الذي يمنعه من الغناء حالياً، وماذا ينقصه لكي يستأنف ملاقاة الجمهور مجدداً، وما الذي يحزنه على الصعيد الفني، ومن يلوم؟!

«الراي» سألت الفنان مصطفى أحمد، وجاءت الإجابات صادقةً وعفويةً، على النحو الآتي:

• الفنان مصطفى أحمد، من المفترض ألا تتوقف عن الفن... ولكنك غبتَ برغم حضورك؟

- يا ابني، ليست القضية أن أتوقف... بل أين هؤلاء الذين يقدمون لك الفن.

• مَن تقصد... شركات الإنتاج أو الشعراء والملحنين؟

- شركات إنتاج نعم... وحتى فرق موسيقية في إذاعة دولة الكويت، كما كنا في الماضي والزمانات القديمة، الآن ليس لدينا ذلك، وسابقاً كان النشاط موجوداً... وهناك من قلّ نشاطه وأنا من عرضهم.

• ألا تفكر في أن تُنتج أغاني بنفسك؟

- المسألة تحتاج إلى مبالغ، كما أن عملية التسجيل لا بد أن تكون خارج البلاد، ما يقتضي الذهاب إلى مصر مثلاً، أما في الماضي فكان الفن مختلفاً.

• على من تعتب؟

- أعاتب روحي... كما أعاتب بعض المسؤولين في وزارة الإعلام.

• ألا يثير غيابك أنت وبعض زملائك شيئاً من الحزن؟

- بل يحزنني جداً ويحزّ في خاطري... وعندك على سبيل المثال، في شهر فبراير تزامناً مع الأعياد الوطنية في دولتنا الكويت تم تكريمي من جانب محافظة حولي، و«استأنست» جداً، لأنني شعرتُ بأنني موجود من خلال هذا التكريم، وقد كرمني الشيخ أحمد النواف، وهذا دليل على أنهم يقدرونني، وأشكرهم على هذه اللفتة.

• ماذا يعني لك وقت التكريم لما قدمته على مدار سنوات من عمرك؟

- ارتحت نفسياً... والتقدير مهم.

• وإن عثرت على بعض الأعمال الجديدة، فهل تفكر في تقديمها لجمهورك؟

- إن وجدت شيئاً جيداً، بحيث أضيف من خلاله إلى الفن وإلى الناس.

• ما الشيء الذي تفتقده أنت فنياً في وقتنا الراهن؟

- الكلمة، فالكلمات لم تعد كما كانت في الماضي... مع العلم هناك زملائي من الملحنين الكبار الموجودين، ومن بينهم غنام الديكان ويوسف المهنا وغيرهما، وهؤلاء لديهم استعداد لتقديم ألحانهم، ولكنهم يريدون كلمة جيدة صالحة للغناء وإسعاد الناس... مع الأسف، لعلك تشاهد معي وضع الأغاني التي يقدمها بعض الشباب، إنها لا تعيش إلا فترة قصيرة، وسرعان ما تختفي.

• ولوحظ أيضاً غياب الجلسات الشعبية التي كان يصورها تلفزيون دولة الكويت، هل تذكرها؟

- نعم، ولي مشاركات، وقد غنيت فيها منذ شبابي إلى أن كبرت.

• أغنيتك المشهورة «ترا الليل»، لا تزال تذاع ويغنيها مطربون إلى الآن... ومن الذين شدوا بها الفنانة نوال، ما تعليقك؟

- عادي، خلوها تغنيها، ونوال أجادت في تقديمها، و«غنتها زين»... وهذه الأغنية عمرها أربعون سنة وما زالت موجودة ويغنيها الناس ويسمعونها... ومثلها أغنيات أخرى مثل «ما دريت» و«وايد وايد».

• ألا تغضب حين يغني البعض أغانيك في حفلاتهم من دون الاستئذان منك؟

- لا، ليس هناك ما يدعو إلى الغضب، فنحن أيضاً غنينا في شبابنا أغاني من سبقونا.

• بعد هذا المشوار، أريد منك سراً تبوح به لـ «الراي»، والسؤال أغنية لها ذكرى حقيقية؟

- لن أرد طلبك، وسأكشف لك عن سر يتعلق بأغنية «ما دريت»، فهذه الأغنية لها ذكرى حقيقية عندي في البحرين مع أصدقائي، وهذا تصريح أول مرة أقوله لك يا بُني.

• أشكرك... وهل من كلمة أخيرة؟

- نراكم دوما في الأفراح والمسرات.