حوار / أشاد بإمكانات عيادات الجراحة في مركز دار الشفاء كلينيك
يوسف الصالح لـ«الراي»: الكويت محط أنظار العالم في جراحات السمنة
| كتب عمر العلاس |
1 يناير 1970
08:58 ص
عمليات التكميم وتحويل المسار لا تزال تتربع على عرش عمليات
السمنة في الكويت السمنة عامل أساسي في أمراض القلب والشرايين والسكر والضغط وتصلب الشرايين
التدخين وحوادث الطرق تستهلك الموارد التي يمكن توجيهها لتعزيز الصحة العامة وعلاج الأورام
لكل العمليات الجراحية مخاطر وفوائد للمريض ووظيفة الجراح أن يوزان بينهما
في الكويت تم إجراء عدد كافٍ من عمليات السمنة وبكل ثقة نقول إن مخاطرها قليلة جداً
أكد استشاري الجراحة وجراحات السمنة في مركز دار الشفاء كلينيك، الدكتور يوسف الصالح، ان الكويت أصبحت محط انظار العالم لاجراء عمليات السمنة بعد الكم الهائل من العمليات التي أجريت فيها ونسب النجاح التي حققتها.
ولفت الصالح في حوار لـ«الراي» ان الكويت كانت سباقة في إجراء عمليات السمنة، واستجلاب الخبراء العالميين، واستضافة كثير من المؤتمرات العالمية بهذا الشأن، ما ظهرت معه السمعة الطيبة للجراحين الكويتيين في مجال جراحات السمنة محليا وإقليميا وعالميا.
وأشار الصالح الى أن عمليات التكميم، وتحويل المسار، لاتزال تتربع على عرش نتائج التجارب الناجحة لعمليات السمنة، كاشفا عن جوانب اللجوء إلى العمليات الجراحية للتخلص من السمنة ومزايا كل منها وكيفية الوصول إلى أعلى نسبة من الإفادة وتجنب الأعراض في ثنايات الحوار التالي:
• ما الامكانيات التي تتمتع بها العيادة لديكم؟
- عيادتنا عيادة جراحة عامة وجراحة أمراض سمنة وهي ضمن المنظومة التخصصية لمستشفى دار الشفاء، وخدماتنا فيها تشمل جميع الخدمات الجراحية، ومعالجة امراض السمنة، واجراء جميع عملياتها، بداية من البالون والتكميم وتحويل المسار بجميع انواعه، فضلا عن تقديم الاستشارات في مجال فقدان الوزن، ومعالجة الامراض المترتبة على السمنة، مثل السكر والضغط وارتفاع الكوليسترول.
• كيف ترى المخاطر المترتبة على ارتفاع معدل السمنة ؟
- السمنة عامل أساسي في أمراض القلب والشرايين والسكر وارتفاع الضغط وامراض تصلب الشرايين. وهي تمثل عبئا كبيرا على الجانب الصحي بدولة الكويت، ولو استطعنا معالجة أمراض السمنة والامراض المترتبة عليها ولو استطعنا تقنين التدخين وتخفيف حوادث الطرق لاستطعنا تخفيف جانب كبير من الاعباء على وزارة الصحة وتوجيه الموارد لتشخيص الامراض الخبيثة بشكل مبكر، لان ذلك سيمكن من علاجها بطريقة افضل وكلفة ارخص وهذا يرفع جزءا كبيرا عن الكاهل المالي والفني لوزارة الصحة.
كما يمكن ذلك الكادر الطبي من إجراء مزيد من التفرغ للبحث العلمي ورفع مستوى الخدمة المقدمه بشكل افضل، فمثلا يمكن وقف صرف حقن السكر وبعض ادوية الضغط والكوليسترول لمريض السمنة المصاب بهذه الامراض من خلال إجراء عملية متوسطة الخطورة مثل التكميم او التحويل المصغر.
• هل ما زالت عمليات التكميم وتحويل المسار تتربع على عرش عمليات السمنة؟
- بالفعل، لا تزال تلك العمليات هي الحل الامثل لعلاج السمنة وأمراضها، حيث مازالت تلك العمليات تتربع على عرش نتائج التجارب الناجحة لعمليات السمنة.
• وبم تتميز عملية التكميم؟
-التكميم من عمليات السمنة المشهورة في الكويت وتمتاز بأنها عملية متوسطة وتعتمد بشكل كبير على تقليل قدرة المريض على الاكل.
ومع كونها عملية متوسطة، فإن نتائجها جدا مذهلة في الكويت وننصح فيها غالبا لمن يعاني زيادة في الوزن بدون امراض مصاحبة للسمنة، مثل السكر والضغط والكوليسترول، وتعتمد على إزالة جزء كبير من المعدة بحيث ان المريض لا يستطيع ان يأكل كميات كبيرة.
وينبغي للمريض اتباع بعض الارشادات بعد العملية، حيث ننصح بالاكثار من شرب الماء وعمل رياضات خفيفة واخذ حبوب الفيتامنيات، وحبوب المعدة والاكثار من البروتينات النباتية او الحيوانية وأكل الخضراوات والفواكه الطازجة، بحيث يخرج المريض بأفضل النتائج من العملية، سواء من حيث منع مضاعفاتها، مثل ما يخص سوء التغذية وما قد يترتب عليه من تساقط الشعر والانيميا الحادة او الدوخة او الترجيع او حصوات المرارة او الكلي فكل المشاكل السابقة يمكن منعها بالاشياء البسيطة التي سبق الاشارة اليها.
• وماذا عن عملية تحويل المسار؟
- عملية تحويل المسار هي عملية معقدة اكثر وتجمع ما بين تقليل حجم المعدة وعدم استفادة المريض من الاكل الذي يأكله، وتحتاج الى التزام اكثر من المريض، بعد العملية وننصح بإجرائها للمرضي الذين يعانون من مشاكل متعلقة بالسمنة مثل الضغط والسكر وارتفاع الكوليسترول.
• وما مخاطر اجراء عمليات السمنة؟
- كل العمليات الجراحية التي تجرى لها مخاطر وفوائد. ووظيفة الدكتور الجراح ان يوزان بين المخاطر والمنافع للمريض، فاذا غلبت المنفعة على مخاطر العملية ننصح باجراء الجراحة واذا غلبت خطورة العملية على منفعتها ننصح بتدخل لا جراحي لمعالجة المشكلة، والمخاطر التي تترتب على عمليات السمنة بشكل عام تأتي تحت نطاق التخدير وتجهيز المريض لاجراء العمل الجراحي الى جانب المخاطر المتعلقة بالعمل الجراحي نفسه ومعروف حاليا ان أطباء التخدير وصلوا الى مرحلة متطورة جدا بحيث اصبح التخدير العام او الجزئي آمن جدا.
• ماذا تقصد بمخاطر العملية نفسها؟
- في الكويت تم إجراء عدد كاف من العمليات بحيث يمكن ان نحكم أو نقول بكل ثقة إن مجموع هذه المخاطر قليلة جدا. وتنقسم بشكل عام الى مضاعفات قريبة المدى، تحدث خلال اقل من اسبوعين بعد العملية، مثل النزيف او التسريب، واخرى بعيدة المدى تحدث خلال السنة الاولى بعد العملية، مثل مشاكل سوء التغذية، والارتجاع الحمضي، وزيادة الوزن مرة اخرى، واجمالا يمكن للمريض تجنب اغلب تلك المضاعفات عن طريق المتابعة الدورية واجراء الفحوصات اللازمة واتباع ارشادات الطبيب المعالج.
• ما معدل نجاح عمليات السمنة بالكويت؟
- الكويت كانت سباقة في إجراء عمليات السمنة و استجلاب الخبراء العالميين واستضافتها لكثير من المؤتمرات العالمية بهذا الشأن، ما ظهرت معه السمعة الطيبة للجراحين الكويتيين في مجال جراحات السمنة سواء محليا او اقليميا او عالميا.
ومنذ بداية طفرة اجراء عمليات السمنة بالكويت عامي 2010 /2011 وبعد اجراء كم من عمليات السمنة في الكويت للمواطنين أو الوافدين أو الزوار فان هذا بدوره ساهم في رفع سمعة الكويت في هذا المجال واعتقد ان الكويت أصبحت محط انظار العالم لاجراء عمليات السمنة بعد الكم الهائل من تلك العمليات.
على الهامش
الأندومينا
بسؤال الدكتور يوسف الصالح عن تقنية الاندومينا لعلاج السمنة بطي المعدة، قال إنها «في طور الدارسة وتعتمد على تصغير حجم المعدة باستخدام المنظار دون إجراء جراحة»، لافتا إلى أن «أساس تلك التقنية طي المعدة بالمنظار الجراحي، وقد كانت تعمل قبل الأندومينا، ولكنها لم تلق رواجا لأن نتائجها لم تكن بنفس نجاح نتائج العمليات الاخرى، ولذلك هي غير مرخصة في الكويت من قبل وزارة الصحة».
وأشار إلى أن «تقنية الاندومينا جاءت في محاولة لطي المعدة من الداخل بدون اجراء جراحة، وبما ان هذا اجراء غير جراحي، فمن يقوم به في الغالب إما جراح متدرب على تقنية المنظار الباطني او طبيب الجهاز الهضمي، لكنها الى الآن على المستوى العالمي في طور البحث والتجربة، وسيتبين لاحقا مع الوقت مدى نجاحها أو فشلها».
مخاطر السمنة
قال الصالح «إن منظمة الصحة العالمية اعترفت بأن السمنة مرض ينبغي الاهتمام به، ولكن الى الآن المجتمع بشكل عام والمجتمع الطبي بشكل خاص، لم يتشبع بفكرة ان السمنة مرض ينبغي العلاج منه رغم التطور الهائل الذي وصلنا اليه في علاج امراض السمنة بالعمليات باستخدام تقنية المنظار الجراحي، مما ينبغي معه ان نشجع زملاءنا الاطباء على نشر الفكرة في المجتمع لايجاد العلاج المناسب لمرضى السمنة».
عمليات يوفرها «دار الشفاء»
أكد الدكتور يوسف الصالح أن «العيادة توافر جميع أنواع العمليات الخاصة بالسمنة من تكميم وتحويل المسار بمختلف انواعه من المصغر والمضاعف فضلا عن الامور غير الجراحية مثل البالون سواء المائي أو الهوائي والكبسولة المبرمجة». وقال «أود الاشارة الى أن فوائد التخلص من السمنة عديدة ومنها الحد من المخاطر المترتبة عليها سواء في الحد من الاصابة بالسكر أو الضغط وما قد يترتب على ذلك من الحد من أمراض القلب، فمن المعروف ان امراض القلب تنتج بشكل كبير عن مرض السكر والكوليسترول وارتفاع ضغط الدم وعليه فإن علاج امراض السمنة تشغل حيزا كبيرا من خدماتنا في عيادة الجراحة في مركز دار الشفاء كلينك».
الجراحة العامة
لفت الصالح إلى أن «تخصص الجراحة العامة يشمل علاج العديد من الامراض منها امراض السمنة والجهاز الهضمي وعلاج حصوات المرارة و الزوائد الدودية وامراض القولون والشرج بأنواعها وانواع الفتق السري او الإربي، حيث تندرج جميعها تحت اختصاص الجراحة العامة للأمراض الحميدة».
وبين أن «جزءا كبيرا من الجراحة العامة يهتم بالجراحات الخبيثة مثل سرطانات القولون والثدي والغدة الدرقية وغيرها من السرطانات التي غالبا تكون في منطقة البطن والجذع والرقبة»، قائلا «نقوم في عيادة الجراحة في دار الشفاء كلينيك بإجراء الكثير من الفحوصات السريرية العامة مع ما يلزم من فحوصات مخبرية واشعة عامة وسونار، والكشف المبكر عن سرطان الثدي، والاهتمام بالقدم السكرية ودوالي الساقين وغيرها».