الراحل غيّر فلسفة تجارة التجزئة في السوق المحلية
الاقتصاد الكويتي يفقد... «سلطانه»
| كتب رضا السناري |
1 يناير 1970
05:57 م
الشطي: مفكرٌ ومبادر... صلب المراس متحدٍ للنمط العام
طارق سلطان: أمين وشجاع في قناعاته ... راسخ بأهمية المبادرة
الرفاعي: صاحب «السلطان الجميل» في صلاحياته وإدارته
الراشد: «بوفيصل» كان رجل التغيير والابتكار
لم يكن يوم أمس جميلاً... كيف يكون، وقد فقد الاقتصاد الكويتي... «سلطانه»؟
بهدوء، طوى رجل الأعمال، جميل سلطان بن عيسى القناعي، آخر صفحاته عن عمر يناهز 67 عاماً.
جمع الرجل فضلاً عن مناصبه العديدة في عدد من أكبر وأبرز الشركات المحلية، صفات غير تقليدية، جعلته مصدر إلهام للكثيرين.
تميّز رئيس مجلس إدارة شركة مركز سلطان، نائب رئيس مجلس إدارة الوطنية العقارية، وعضو مجلس إدارة «أجيليتي» بالجدية، ولكن هذه الصفة لم تفقده حس الفكاهة.
هدوء «بوفيصل» وصراحته المعروفة، أبعدته عن فن المجاملات والدبلوماسية في ترسيم مواقفه الاقتصادية، دون أن يتخلى عن واحدة من أهم خصاله، كمستمع جيد، وناصح أمين، دون تعال أو فوقية.
يتفق معظم من عاصر «سلطان الاقتصاد» أنه كان يفكر دائما بكل من هو مبتكر، لذلك كان دائماً سباقاً إلى التغيير في كل شيء، بدءاً من الآلية، وانتهاء بالنتائج، ولعل أبرز ما يجسّد هذا الانطباع تأسيس «مركز سلطان» الذي بات في ما بعد إمبرطورية مترامية الأطراف.
غيّر «بوفيصل» مع «مركز سلطان» فلسفة تجارة التجزئة في الكويت، من مجرد جمعيات تعاونية تقدّم خدمات عادية، إلى جمعيات بمفهوم أشمل وأوسع وأكثر احترافية.
رحيل سلطان، أشعل وسائل التواصل الاجتماعي، التي لم يجد الكثيرون سواها، مساحة للتعبير عن مشاعر الحزن بفقدان الرجل.
عضو مجلس إدارة مؤسسة البترول، عبدالمجيد الشطي، نعى الراحل بالكتابة على صفحته «التويترية» قائلاً «الأخ العزيز الجميل، جميل سلطان، كان مفكراً، ومبادراً اقتصادياً، وعاملاً للخير، صلب المراس، متحدياً للنمط العام... رحمك الله بوفيصل».
أما نائب رئيس مجلس إدارة «أجيليتي»، وابن شقيق الراحل، طارق سلطان، فقد قال في تصريح لـ «الراي» إن (العم بوفيصل) كان سباقاً، مخلصاً في عمله، مبتكراً، وناصحاً، لافتاً إلى أنه «كان إيجابيا عاشقا للعمل والإنجاز، فمعه استطاعت الشركات التي عمل فيها، معايشة التغيير المستمر، وزيادة عوائدها، إضافة إلى ذلك فهو الأخ الذي تعتمد عليه في النصيحة، قبل أن يكون العم الذي يكتفي بالتوجيه فقط».
وأضاف «كان أمينا وشجاعا في قناعاته، ومن ضمن تلك القناعات، كان إيمانه الراسخ والحماسي بأهمية المبادرة والتجديد. فقد عمل دائما على مواجهة العديد من التحديات الاقتصادية، نجح في بعضها وترك لنا بعضها لنستكمل مسيرته نحو الإصلاح والابتكار».
الرفاعي
من ناحيته، قال نائب رئيس مجلس إدارة مركز سلطان، عصام الرفاعي إن «جميل سلطان هو صاحب السلطان الجميل، سواء في صلاحياته أو إداراته للأمور والأزمات»، مشيرا إلى أنه أحدث التغيير في كل شيء في حياته وفي حياة الآخرين، حتى في الصحراء غيّر فلسفتها محلياً من مجرد مزارع عادية في الوفرة إلى مزارع منتجة.
وأوضح الرفاعي أن»بوفيصل»كان رجلاً صادقاً مع نفسه ومع الآخرين، فقد تحدى النمط العام في الحياة، حيث نجح في العديد من المحطات رغم التحديات الكثيرة، منوها بأنه أنجز العديد من المشاريع غير التقليدية، وفي مقدمتها تأسيس»مركز سلطان»، و»الوطنية العقارية»وكذلك»المنطقة الحرة».
أما عضو مجلس إدارة»أجيلتي»ناصر الراشد (أحد أبرز الأصدقاء المقربين) فشدد على أن الراحل كان مخلصا في كل تصرفاته، في عمله في علاقاته في جميع أعماله، وما كان يميزه أكثر أنه دائم التفكير في الجديد، حتى بات رجل التغيير.
الراشد الذي تعرّف على»صديق العمر»في العام 1967، يستفيض في الحديث عن مزايا»بوفيصل»، فهو المبادر، والإنسان صاحب الفكر غير التقليدي، لا»يتزلق» أو يجامل، صريح يقول ما يريده بمنتهى الصراحة والوضوح.
يلفت الراشد إلى أن جميل سلطان رائد التغيير في قطاع التجزئة بالكويت، كونه غيّر خريطة تجارة التجزئة في السوق المحلية، علاوة على ذلك رجل الإنتاج، منوهاً بأنه كان يقضي 3 أو 4 أيام اسبوعيا في مزرعته بالوفرة، متفرغا للزراعة في مؤشر كبير على حبه للأرض والإنتاج.