رأى أن الشرق الأوسط يشهد صورة قاتمة مليئة بالتحديات
محمد الصباح: لتتوقف إيران عن تعزيز الطائفية في البحرين واليمن والعراق وسورية ولبنان
1 يناير 1970
02:03 م
فشل دول المنطقة في اتخاذ قرارات مصيرية أثر سلباً عليها
أهمية التخلي عن الحلول المبنية على الطائفية وتبني سياسة وطنية
«داعش» نشأ تحت ادعاء حماية الطائفة السنية ضد الطائفة الشيعية
الأمر في العراق ينطبق على سورية... المسرح واحد والأسباب الكامنة واحدة
اعتقاد النظام السوري خاطئ أن الحل العسكري يمكن تحقيقه
يجب الانتظار فترة أطول حتى تتبين ملامح نهج ترامب في المنطقة
كونا- رأى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السابق الشيخ الدكتور محمد الصباح، ان منطقة الشرق الأوسط تشهد صورة «قاتمة» مليئة بالتحديات الهائلة، تتطلب جهودا دولية اكبر لمواجهتها واحتوائها، لافتاً في سياق آخر، إلى ضرورة أن تتوقف إيران عن تعزيز النعرات الطائفية في البحرين واليمن والعراق وسورية ولبنان.
وألقى الشيخ محمد الصباح محاضرة تحت عنوان (الأمن الإقليمي في عالم مضطرب.. رؤية خليجية) في جامعة أستراليا الوطنية أمس، بحضور عدد من رؤساء البعثات الديبلوماسية ومسؤولي وزارة الخارجية وأساتذة المؤسسات الأكاديمية والطلبة في العاصمة كانبرا، استهلها باستعراض شامل لطبيعة المناخ السياسي والجيوسياسي في الشرق الأوسط، مشيراً إلى ما تمر به حالياً من اضطرابات هائلة تتراوح بين الحرب الأهلية في سورية وظهور ما يسمى تنظيم «داعش» وحروب العراق واليمن في جنوب شبه الجزيرة العربية، وأزمة فلسطين المستمرة وتزايد انعدام القرارات في هذه النزاعات.
واوضح ان التطورات الجارية في المنطقة خلقت دولا فاشلة كتلك التي في اليمن وسورية وليبيا، مشيرا إلى ان فشل دول المنطقة في اتخاذ قرارات مصيرية أثر سلباً عليها، كما تزايد دور عدد من الدول في الشرق الأوسط ولاسيما روسيا وتركيا وإيران.
وعن العراق قال إن «الأمر لا يكمن في الانتصارات التي يتم تحقيقها على أرض المعركة، ولكن فيما إذا تم كسب قلوب وعقول الناس، وكيفية قيام السلطات العراقية بإعادة تشكيل النظام السياسي في هذه المناطق»، لافتاً إلى أن «من الممكن الفوز بالمعركة وخسارة الحرب».
وشدد على اهمية التخلي عن الحلول المبنية على الطائفية وتبني سياسة وطنية تقوم على الاندماج والاحتضان لمكونات المجتمع كافة، مضيفا ان تنظيم «داعش نشأ في بدايته تحت الادعاء بحماية الطائفة السنية ضد الطائفة الشيعية، لذا فقد بدأ كحركة طائفية وعليه فإنه كان يجب إخمادها في بدايتها».
ولفت الى ان الامر في العراق ينطبق على سورية، فرغم انهما منطقتان منفصلتان، فان المسرح واحد والاسباب الكامنة واحدة.
واكد التزام دول مجلس التعاون الخليجي المطلق بمكافحة التطرف والإرهاب، مشيرا إلى أهمية تضافر الجهود لمواجهة الفكر المتطرف بالفكر المعتدل، مبينا ان دول المجلس تعد جزءا من التحالف الدولي الذي يهدف لتفكيك (داعش) والقضاء عليه.
وحول الانقسام الطائفي في الدول الإسلامية أوضح الشيخ محمد الصباح، ان الانقسام الطائفي يتجاوز الدول المسلمة، حيث ان العنصرية والتعصب وقمع الأقليات مشكلات قد تواجهها كل الدول في وقت واحد، وهذه هي حقيقة أسباب الحرب الأهلية في المجتمعات.
واعرب عن اعتقاده بأنه تم عمل الكثير في هذه المنطقة في مجال الانفتاح والانخراط في سياسة شمولية، لمواجهة وجود الدكتاتوريات كتلك التي كانت في العراق في زمن صدام حسين، والتي نتج عنها مجتمع منقسم وغاية في الطائفية.
واشار الى أهمية فهم ارتفاع تأثير النظام الشعبوي والطائفي على الأمن الوطني، وعواقب ذلك على الديناميات السياسية في منطقة الشرق الأوسط،.
وعبر عن أسفه في ظل ما يعتقده النظام السوري الخاطئ، أن الحل العسكري ممكن تحقيقه مما يعقد مسألة إيجاد حل سياسي وبشكل صعب للغاية، مؤكدا ضرورة فرض المجتمع الدولي حلا سياسيا والبدء بإيجاد مناطق آمنة داخل سورية.
وعن المناطق الآمنة في سورية، قال ان الكويت طالبت بإيجاد مناطق آمنة على مدى العامين الماضيين، معبرا عن تفاؤله كون الرئيس الأميركي دونالد ترامب يردد ذلك.
وأفاد بأن كل ما يجب مشاهدته لمعرفة حجم الحالة المأسوية في سورية هو من خلال مشاهدة الفيلم الوثائقي بعنوان «الخوذ البيضاء».
وحول أثر ذلك على أمن واستقرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اوضح ان منطقة الخليج العربي تستشعر انعكاسات هذه الاتجاهات والتحديات المقلقة، وخاصة فيما يتعلق بالدول الفاشلة في اليمن وليبيا والأزمة المستمرة في سورية.
وبين ان المجتمع الدولي لم يعد قادرا على إدارة الأزمة في الشرق الأوسط، مشددا على اهمية اتخاذ قرار سريع لتجنب العواقب الوخيمة.
وعن العلاقات الخليجية - الايرانية، قال ان مجلس التعاون الخليجي حريص على الحوار والتفاوض مع ايران، وفقا لمبادئ حددتها دول المجلس منها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وطالب محمد ايران بالتوقف عن تعزيز النعرات الطائفية في البحرين واليمن والعراق وسورية ولبنان.
واعتبر أن تحول سياسة الولايات المتحدة وأوروبا إلى الداخل يعني الميل إلى الانعزالية ما قد يؤدي إلى فراغ مقلق، مطالباً بضرورة الانتظار فترة أطول حتى تتبين ملامح نهج الرئيس ترامب في المنطقة .