«الراي» رافقتهم خلال تدريب على القيام بمهام المهنة والتقت اثنتين من «أخوات الرجال» العاملات في المجال
فنّيو صيانة خطوط الكهرباء الكويتيون... همّة ذات ضغطٍ عالٍ
| كتب علي العلاس |
1 يناير 1970
09:05 ص
علي ميرزا: نحرص على العمل في أرض الميدان لاكتساب الخبرة وتطوير أدائنا
عبدالعزيز محمد: لا بد من خوض التجربة العملية لنكون مؤهلين لأداء عملنا بدقة
فهد العازمي: نسعى لتكثيف الدورات التدريبية حتى لا نراوح مكاننا
ناصر الدوسري: مستعد لفك وتركيب العوازل وأنواع الحماية وكل أعمال الصيانة
هند الشمري: الكويتية أثبتت جدارتها في شتى الميادين
لولوة الضويحي: قبل بدء أي عمليات صيانة نتخذ إجراءات تأمين قياسية
قتيبة الكندري: يجب توفير دورات تدريبية مكثفة لا تقل مدة الواحدة منها عن 6 أسابيع
شمّر فنيو صيانة خطوط الكهرباء الهوائية الكويتيون عن سواعدهم، معلنين خلال حضورهم دورة تدريبية جاهزيتهم لتجسيد همة «ذات ضغط عال» للعنصر الوطني، لتأمين استمرار وصول التيار الكهربائي إلى كل مناطق الكويت.
«الراي» التقت الشباب الكويتيين من فنيي صيانة خطوط الكهرباء الهوائية في موقع التدريب والتقت مهندسات يعملن أيضا في هذه الاعمال ذات الطبيعة الخاصة، وتعرفت منهم على الأسباب التي دفعتهن إلى الالتحاق بهذا المجال الشاق الذي كان مقتصرا حتى وقت قريب على العمالة الوافدة، وتلمست شغفهم إلى دورات تدريبية داخل الكويت وخارجها لرفع درجة خبراتهم، فعبر عدد كبير منهم عن تحملهم مسؤولية الحفاظ على كفاءة خطوط الكهرباء، وإثبات وجودهم في هذا المجال، وفي ما يلي أهم ما أدلوا به:
قال الفني علي ميرزا «ان العمل في أرض الميدان يكسبنا الخبرة اللازمة لتطوير أدائنا، وذلك بالاحتكاك مع المهندسين والفنيين الكويتـيين وغير الكويتـيين، فالتخصص في هذا المجال ولد لدي اهتماما بالعمل الفعلي أكثر من الإداري ما جعل أدائي يتغير إلى الأفضل».
وأكد الفني عبدالعزيز محمد ان «العمل الميداني يسرّع من عملية اكتساب الخبرة بعكس العمل الإداري، فالممارسة العملية مفتاح التقدم والتطور، ونحن كشباب كويتي لا بد ان نخوض التجربة العملية حتى يتم الاعتماد علينا مستقبلا».
وقبل أن يصعد برج الخطوط الهوائية لعمل الصيانات الافتراضية، تساءل الفني فهد العازمي «كيف لنا ان نتعرف على مكونات برج الخط الهوائي دون صعوده واستكشافه على أرض الواقع؟»، لافتا إلى أن «الدورات التدريبية والعمل الميداني من العناصر المهمة ومن غيرها سنظل نراوح مكاننا».
وبينما ذكر العازمي أن «تجربة التدريب على صيانة الخطوط الهوائية وملحقاتها مفيدة جدا، حيث اكتسبنا الخبرات اللازمة التي جعلتنا نضع أرجلنا على أول خطوة لاقتحام مجال صيانة الضغط العالي»، أشار الفني ناصر الدوسري إلى تعلمه فك وتركيب العوازل وأنواع الحماية وغيرها من الأمور التي تتطلبها أعمال صيانة الخطوط الهوائية بمختلف أحجامها.
وإن كان تخصص العنصر الوطني من الرجال سواء كانوا فنيين أو مهندسين في مجال صيانة الخطوط الهوائية أمرا ليس مستغربا فإن تخصص المهندسات الكويتيات في هذا المجال يفاجئ الكثيرين، ويتبادر إلى ذهنهم الكثير من الأسئلة التي تتبعت «الراي» خيوط الإجابة عنها لديهن، حيث التقت مهندستين على هامش الدورة التدريبية التي عقدت للفنيين حيث قالت المهندسة هند الشمري «ان المرأة الكويتية أثبتت جدارتها في شتى الميادين، وهذا أبلغ رد على الذين يتساءلون إن كان هذا التخصص يناسبنا كمهندسات كويتيات أم لا؟»، مبينة أن «طبيعة عملي تقتصر في هذا المجال على التأكد والتحقق من عزل الكهرباء قبل بدء عمليات الصيانة والإشراف على بعض العمليات المختصة بالصيانة والتعاون مع فنيي القسم».
وأضافت أن «النظرة النمطية تجاه المهندسة الكويتية يجب ان تتغير، فهي تعمل في كل المجالات، ولا توجد أي حواجز نفسية تعيقها عن تأدية مهامها».
وعن سبب اختيارها هذا التخصص، قالت «كنت متميزة، ودائما أبحث عن التميز، ويكفيني فخرا أني أصبحت أول مهندسة كويتية تتخصص في مجال صيانة الخطوط الكهربائية الهوائية».
من جانبها، قالت المهندسة لولوة الضويحي «إن تواجدي في المواقع يكسبني الخبرة الكافية، حيث إنني أقوم بالأعمال التي يقوم بها المهندس على حد سواء»، مشيرة إلى أن «مثل هذه الأعمال الميدانية يمكن ان تؤهلني مستقبلا لدرجة تمكنني من تطوير الخطوط الهوائية».
وعن المخاطر التي تنطوي عليها هذه المهنة وكيفية تحاشيها أوضحت الضويحي أنها «قبل البدء في أي عمليات صيانة يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين هذه المخاطر، حيث نقوم بارتداء الملابس الملائمة لهذه الأخطار واستخدام الأدوات المناسبة لعزل الكهرباء، وبهذا يتم تجنيب العاملين في مجال الصيانة أي مخاطر».
وعن حاجات العاملين في هذا المجال، قال مهندس أول قتيبة الكندري «ان الاعتماد على العنصر الوطني في هذا التخصص بشكل كلي يحتاج إلى قرار وزاري ملزم، ولكن قبل هذا القرار يجب أن توفر الوزارة لهؤلاء الفنيين والمهندسين دورات تدريبية مكثفة لا تقل مدة الدورة الواحدة منها عن 6 أسابيع حتى يخرج الفني من هذه الدورات وهو مفعم بالمهارات والأمور الفنية التي تؤهله لإنجاز عمله بكل اتقان».
وأضاف «الشباب يحبون العمل، ولكن للأسف لا توجد لدينا شركة متخصصة لتدريبنا على صيانة الخطوط»، مشيرا إلى وجود «دعم كبير من مدير الإدارة ورئيس القسم لتدريب الشباب».
على الهامش
النوري: دعم ومساندة
قال الوكيل المساعد لقطاع شبكات النقل المهندس جاسم النوري «ان الفنيين الكويتيين الذين يعملون سواء في مجال صيانة الخطوط الهوائية أو الكيبلات الأرضية أو في مختلف إدارات الوزارة يستحقون الدعم والمساندة التي تقوم بها الوزارة لتنمية العنصر البشري». وذكر النوري أن «الوزارة تولي عملية تدريب المهندسين والفنيين الكويتيين اهتماما بالغا لإدراكها بأهمية الاعتماد على العنصر الوطني للقيام بجميع المهام التي تتطلبها شبكتا الكهرباء والماء».
فرص
أشاد مدير إدارة صيانة الكيبلات الأرضية والخطوط الهوائية المهندس مطلق العتيبي بـ«مساعي الوزارة في دعم المهندسين والفنيين لصقل مهاراتهم واكسابهم الخبرات اللازمة انطلاقا من الأسس التي تسير عليها الوزارة وهي تنمية العنصر البشري قبل أي شيء». ولفت العتيبي إلى أنه يسعى «بكل جهد إلى توفير كل المتطلبات التي يحتاجها هؤلاء العاملون في مجال صيانة الخطوط الهوائية والكيبلات الأرضية لترغيب العنصر الوطني في هذا التخصص».
مطالبات
أشاد جميع الفنيين الذي خاضوا تجربة صيانة الخطوط الهوائية (جهد 33 كيلو فولت) بقيمة الدورة التدريبية والخبرات التي اكتسبوها متمنين تكثيف مثل هذه الدورات في المستقبل القريب، متمنين على الوزارة توفير آليات مناسبة لمواقع أعمال الصيانة وخصوصا تلك التي تكون قريبة من رمال كثيفة أو أماكن تجمع مياه الأمطار التي تكون أحيانا بحيرات صغيرة.