فهد النوري ترك عمله للتفرغ للتطبيق الكويتي الفريد
«تبي سمج»... دشّ «yalfish»
| كتب علي قاسم |
1 يناير 1970
02:14 ص
التطبيق يحتوي شرحاً مفصلاً لكل أنواع السمك
لا نخزن الأسماك ولا نتعامل مع «المثلج» ... وأسعارنا تنافسية
لدينا صناديق تناسب مختلف المناسبات... وأخرى للسفر
350 مليون دينار قيمة العمليات الإلكترونية التي تمت خلال 2014
بات شراء السلع من مواقع التجارة الإلكترونية، والتطبيقات الذكية أمراً مألوفاً، ولكن أن تكون هذه السلعة، سمكاً، قد يبدو الأمر غريباً بعض الشيء، والأشد غرابة أن يكون طازجاً.
الشاب الكويتي فهد النوري، الذي يبلغ من العمر 31 عاماً، حوَّل فكرة البسطة التي نراها في أسوق السمك، إلى سوق افتراضي متخصص في بيع المأكولات البحرية الطازجة، مع خدمة التنظيف والتوصيل عبر تطبيق فريد من نوعه... «yalfish».
في مقابلة مع «الراي» يقول النوري إن «فكرة إنشاء هذا التطبيق ولدت بعد دراسة معمقة، خلصت إلى أن قيمة عمليات الشراء التي تمت في الكويت عبر الـ (أونلاين) في 2014، بلغت نحو 350 مليون دينار، وأن قيمة عمليات شراء السمك بلغت 40 مليون دينار في العام ذاته»، مؤكداً أن هذا الأمر شكّل دافعاً كبيراً له لابتكار هذه الفكرة التي لم يتطرق إليها أحد قبله.
وأوضح الشاب الذي ترك عمله في أحد المصارف المحلية، أن التطبيق يحتوي على مختلف أنواع السمك الكويتي والمستورد مثل «الزبيدي» و«البالول» و«السبيطي» و«الروبيان» بأنواعه، فضلاً عن «السلمون» و«الكراب»، مع صورة لكل نوع، مدعّمة بشرح مفصل، إلى جانب سعر كل منها، مشيراً إلى أنه بإمكان العميل اختيار النوع والكمية التي يرغبها، إلى جانب تحديد إذا ما كان يريدها منظفة أو بدون تنظيف، على أن يضع الطلبات في سلة افتراضية ويدفع قيمتها «أونلاين».
وبيَّن النوري، الذي تخرج من قسم التمويل في جامعة الخليج، أنهم لا يخزنون الأسماك، ولا يتعاملون مع السمك المثلج، إلى جانب أنهم لا يتعاملون مع «مسامك» أو أي مورد، بل يلجأون إلى المزاد مباشرة، مشيراً إلى أنهم (فريق عمله) يتمتعون بهامش ربح كبير، نظراً لاختصار عدد كبير من المستفيدين، ما يجعل أسعارهم منافسة للأسواق.
ولفت إلى أن فريقه يقوم مساء كل يوم بتجميع الطلبات عبر التطبيق، ومن ثم يقوم خبير السمك في صبيحة اليوم التالي بشراء هذه الطلبات من المزاد (مصدر السمك الرئيسي في البلاد)، وأخذها إلى مركز التحضير، لفرزها، وتنظيفها، وتغليفها، تمهيداً لإيصالها بمركبات مبردة.
وأوضح أن «الزبون يحصل على طلبه في اليوم التالي من تقديمه عبر التطبيق، إلا إذا كان قبل الساعة 12 ظهراً، فهنا يمكن توصيله في المساء»، مضيفاً أنه يتم توفير الطلبيات الكبيرة والمتوسطة في صناديق من الفلين وثلج وغلاف محكم، بينما يتم توصيل الطلبيات الصغيرة بصحون مغطاة بالغلاف الشفاف مع ليمون ونعناع لتخفيف رائحة السمك.
وبيّن أنهم يوفرون صناديق تناسب المناسبات والولائم المختلفة، خصوصاً الشاليهات والمخيمات، تسمى «يال بوكس»، وتحتوي على أصناف السمك والروبيان المطلوبة والجاهزة للشوي مع التتبيل، لافتاً إلى استحداث خدمة التغليف للزبائن الذين يسافرون خارج البلاد، من خلال وضعها في صندوق معين، مع إضافة كمية ثلج محددة لضمان الجودة.
وقال «إذا قارنا بين زبوننا وبين نظيره الذي يذهب إلى أسواق السمك، نجد أن عميلنا يوفر على نفسه الجهد والعناء، إلى جانب تجنب رائحة (الزنخة) التي لا يحبها البعض، علاوة على أن كثيراً من الناس لا يعرف نوع ولا اسم السمك الذي يشتريه، وبالتالي فإنه معرض إلى الغش»، موضحاً أن «التطبيق يقدم اسماء جميع أنواع السمك إلى جانب الشرح المفصل، مع الحرص على وصول السمك طازجاً إلى المستخدم، مع إتاحة الإمكانية لإرجاع الطلب إذا لم يكن مطابقاً للمواصفات التي قدمت له».
وأشار إلى أنه تم تحميل التطبيق 3000 مرة، مع قيام 1000 شخص آخرين بعملية التسجيل فيه، مبيناً أن أغلب العملاء أبدوا رضاهم عن الخدمة المقدمة لهم، وخصوصاً طريقة التغليف.
ولفت النوري إلى أن قدرته على تمويل المشروع حالت دون لجوئه إلى «المشروعات الصغيرة»، مقدماً في الوقت نفسه الشكر للحكومة التي تسهل وتدعم كل أفكار الشباب الكويتيين المبدعة.
وأكد أن أبرزالصعوبات التي واجهت الشركة في تأسيس «يالفيش»، كانت في الحصول على تراخيص، إذ إن البيروقراطية، وانخفاض مستوى التنسيق بين الوزارات جعلت مشروعه يدخل في مخاض عسير لمدة 9 أشهر، مبيناً أنه قضى معظم هذه الفترة متنقلاً بين البلدية، ووزارة الصحة، ووزارة التجارة، ووزارة الإعلام، ووزارة الداخلية.
ودعا النوري جميع الشباب الكويتيين الذين يملكون أفكاراً مبدعة، إلى الإقدام على تنفيذها، والتحلي بروح الشجاعة وعدم الخوف من الخسارة، موضحاً أن «المشروع الناجح دائماً ما يبدأ بخسارة، فما بالك إذا كانت الدولة شريكاً وداعماً لك».