لقاء / مراقب التفتيش في الجمرك البري أكد أن مكافأة الأعمال الممتازة لم تصرف منذ 8 أشهر
الحكومة تبخل على رجال الجمارك؟
1 يناير 1970
06:10 م
| كتب ناصر الفرحان |
شدد مراقب التفتيش في الجمرك البري في الادارة العامة للجمارك محمد عبدالرحمن على ان رجال الجمارك يقفون على ثغرة في غاية الخطورة، ومن شأنها تعريض أمن البلاد للخطر، لو غفلوا لحظة واحدة «فتخيل كيف سيصبح المجتمع لو مرت الممنوعات والمخدرات»، مطالبا الحكومة بحماية رجال الجمارك من الاغراءات المادية التي يعرضها المهربون، بمنحهم بدل الاعمال الشاقة «فهم ليسوا أقل من العسكريين»، مشيرا الى ان الحكومة تبخل عليهم «حتى ان مكافأة الاعمال الممتازة لم تصرف لهم حتى الآن رغم مرور 8 أشهر».
ورأى عبدالرحمن استحالة اسناد التفتيش الجمركي الى شركة خاصة، فكيف نضع أمن الكويت في أيدي اشخاص لا نعرفهم، وقد يقبلون بالاغراءات المادية ويعرضون أمن الكويت للخطر، مؤكدا ان الجمرك البري يمكنه تفتيش 700 شاحنة في اليوم بدقة ودون تأخير وان أي تأخير يكون ناتجا عن نقص الأوراق أو شهادة الافراج الجمركي... وإلى تفاصيل اللقاء:
• بداية نريد التعرف على طبيعة عمل إدارة الجمرك البري؟
- إدارة الجمرك البري هي الادارة الأم وتعتبر أكبر منطقة جمركية في الادارة العامة للجمارك ولها عدة افرع وهي منافذ العبدلي وخبارى العوازم والسالمي والنويصيب وشبرة الخضرة بالاضافة الى الجمرك البري في منطقة الصليبية حيث تستقبل الشاحنات من المراكز الحدودية من السالمي والنويصيب باشراف وحماية وزارة الداخلية حتى الوصول الى منطقة الصليبية (إدارة الجمرك البري) وبشكل يومي اما مركز خبارى العوازم فهو مركز بسيط خاص بسيارات قوات التحالف حيث يتم تفتيشهم هناك واجراء كل معاملاتهم لوضعهم الخاص وبعيدا عن مزاحمة الشاحنات الأخرى، أما مركز العبدلي فالاستيراد متوقف من العراق ولا يستغل الا للتصدير حاليا.
• كم عدد الشاحنات التي تستقبلونها يوميا؟
- يتراوح عددها ما بين 350 - 400 شاحنة يوميا من مركزي السالمي والنويصيب ويتم تجميعها في المركزين حتى الساعة الثانية عشرة ليلا وتتحرك في شكل قوافل وبحماية رجال الداخلية حتى يتم تسليمها لمركز الجمرك البري في الصليبية قرابة الساعة الرابعة صباحا.
• وإذا تعطلت احدى السيارات؟
- يتم وضع حراسة عليها من قبل الداخلية حيث يرسل موظف من الجمارك لفحص وتفتيش السيارة تماما وكأنها في المركز ثم يعطي شهادة بالسماح بالدخول او اعادة تصدير ما بها من بضاعة اذا كانت ممنوعة ولا يسمح لها بالدخول.
• وهل مركز الجمرك البري يستوعب هذا العدد من الشاحنات؟
- المركز لديه القدرة على استيعاب اكثر من 700 شاحنة في يوم واحد وافرادها مستعدون لتفتيشها في يوم واحد ايضا ثم ان عملنا على مدار 24 ساعة ما عدا يوم الجمعة راحة أما يوم السبت فهو يوم عمل أيضا كما ان هناك افرادا يعملون في الفترة الصباحية وأفرادا يعملون في الفترة المسائية، اضافة الى نظام النوبات وعددهم يقارب من الخمسين.
• ولماذا تتأخر الشاحنات بالتفتيش لايام عدة؟
- لا يمكن ان تتأخر أي شاحنة بالتفتيش ويتم تخليص معاملتها بنفس اليوم ما دامت اوراقه كاملة ولكن التأخير يتم اذا كانت الاوراق ناقصة او يطلب منه شهادة افراج جمركي من بعض الادارات المختصة مثل الصحة او البيئة او الاعلام او الداخلية او الحماية الفكرية في ادارة الجمارك وغيرها وهذه الاجراءات تأخذ بعض الوقت قد يمتد الى يومين أو ثلاثة.
• وما الاوراق المطلوبة من سائق الشاحنة؟
- نحن لا نطلب أوراقا بل التوثيق الجمركي حيث يجب ان يكون معه البيان الجمركي من الدولة المصدرة وفواتيرها وشهادة المنشأ وأوراق وزارة التجارة وأؤكد بأن رجال الجمارك لا يمكن ان يعطلوا أي سائق ما دامت أوراقه سليمة ولكن كما تعلم ان التاجر دائما مستعجل.
• وكيف يتم التعامل مع الشاحنة التي يطلب منها شهادة اخراج جمركي من احدى الجهات المختصة؟
- إذا كانت الجهة تطلب عينة من البضاعة فنقوم بأخذ عينة من البضاعة ونغلفها ونختمها بشكل رسمي لا يسمح لاحد بالعبث بها ثم نرسلها مع السائق او المندوب الجمركي إلى الجهة المختصة لفحصها ومنح صاحبها شهادة الافراج الجمركي إذا كان مسموحاً بدخولها او اعطائه شهادة لا يسمح بدخول البضاعة وعليه تتم اعادة تصدير البضاعة بالكامل وفي هذا الوقت تكون الشاحنة محجوزة لدينا في الجمرك البري في مدة اقصاها 10 ايام وبعدها يدفع ضريبة ارضية يومية.
مع التأكيد بان البضاعة المعاد تصديرها يتم ارسالها بحماية رجال الجمارك حتى تسلميها للمنفذ الذي يختار ولا يسمح بخروج الشاحنة لوحدها وللعلم بان الشاحنات تدخل بحماية الداخلية وتغادر بحماية رجال الجمارك.
• لماذا لا يكون هناك افرع لهذه الجهات في مبنى الجمرك البري تسهيلا على التجار؟
- لدينا افرع لكل الجهات المختصة بمقر الادارة ولكن فقط المختبرات غير موجودة ولا يمكن فتح مختبرات في مقر الجمارك لكلفتها العالية وللتجهيزات الكبيرة التي تحتاجها ثم ان مكانها قريب منا فهناك مختبر في الصليبخات او الشويخ وليس هناك داع لوجودها في مقرنا.
• وكيف يستطيع المستورد ان يعرف بان بضاعته مسموح لها بدخول الكويت من عدمه؟
- ابواب الادارة العامة للجمارك وافرعها مفتوحة لاستقبال اي شخص سواء مواطن او مقيم للرد على استفساراتهم. خصوصا للبضائع المسموحة او الممنوعة من دخول الكويت وذلك بتوجيهات من مدير عام الجمارك ابراهيم الغانم للتيسير على التجار وحتى لا نتسبب بخسارة وتعب لهم ثم هناك الموقع الالكتروني للجمارك وموضح به كل الممنوعات والاجراءات المتبعة في انجاز اي معاملة بالجمارك.
• ماذا عن البضائع التي يعاد تصديرها؟
- بالرغم من التوعية بالبضائع الممنوعة الا ان اكثر التجار يستوردون بضائع ممنوعة ولعل اكثرها البضائع المقلدة او الاشرطة والاقراص المدمجة التي يحاول البعض ادخالها البلاد ولكن يقظة رجال الجمارك لهم دائما بالمرصاد.
• ما اغرب ضبطيات وقعت بين رجال جمارك النقل البري؟
- لا تعد ولا تحصى هذه الضبطيات ولعل وقوع 1700 بطل وسكي في اكبر ضبطية للجمرك البري ونشر خبرها في جريدتكم الغراء وكذلك ضبطية غريبة عبارة عن وصول لوحة «كنكريت» مستوردة من الامارات فشك بها موظف الجمارك وتساءل ما الغاية من استيراد كنكريت خالص وهو متوافر بالكويت وبعد كسر احداها تبين بان تجويفها مملوء بالمشروب اضافة الى الكشف عن المخدرات في اماكن غريبة وعجيبة.
• ولماذا لا تتم الاستعانة بشركة خاصة للتفتيش الجمركي؟
- ادارة الجمارك هي خط الدفاع الاول عن امن الوطن ولا يمكن لاي شخص يحب بلده ان يسلم امنها لغير اهلها ثم هل تثق بالشركة ان تفتش بضائع لا تعلم ما بها او ان يتم شراء موظفيهم ونحن نعلم مدى الاغراءات التي يتعرض لها رجال الجمارك ولولا حبهم لوطنهم وتفانيهم في عملهم واخلاصهم لكانت الامور لا تحمد عقباها ولذا انا ضد وجود شركة للتفتيش الجمركي ولكن يمكن الاستعانة بها بأمور اخرى كالمناولة مثلا او التوثيق او غيره كما هو معمول به الآن.
• ما ابرز ما يطالب به رجال الجمارك؟
- رجل الجمارك هو رجل امن ولكن بوظيفة مختلفة عن وظائف الداخلية او الدفاع او الحرس الوطني وقد تكون وظيفته اخطر منهم جميعا لان بيده امن البلاد الاجتماعي فلو تهاون رجل الجمارك في عمله وسمح بمرور الممنوعات والمخدرات فتخيل كيف سيصبح المجتمع لذا فعلى الدولة تشجيع هذا الموظف على العمل والاخلاص وحمايته من التعرض للاغراءات ولعل اهم مطالبنا هي صرف بدل الاعمال الشاقة لان موظف الجمارك يتعرض لبضائع تالفة ومسمومة او كيميائية وقد تلامسه او يستنشقها ثم انه يعمل بكل الفترات وبكل الاحوال الجوية ولذا فهو ليس اقل من موظف المؤسسات العسكرية ثم ان الحكومة تبخل عليه بهذه العلاوة حتى ان مكافأة الاعمال الممتازة لم تصرف لهم حتى الان بالرغم من مرور 8 اشهر على ذلك فهكذا يكافأ المخلص والمجتهد.
• هناك من يتذمر من عدم توافر عمالة كافية لزوم التنزيل والتحميل وكذلك المعدات اللازمة لذلك!
- كلمة حق اقولها بان الشركة التي تعمل معنا في ادارة الجمارك البري في الصليبية متعاونة معنا جدا خاصة في توفير ما نطلبه من معدات او عمالة كما ان هناك 250 عاملا للمناولة اضافة إلى الرافعات وكل المعدات اللازمة للتنزيل ولكن كما قلت سابقا بان التاجر او السائق دائما مستعجل وثق باننا لا نؤخر احدا ودائما نتلقى توجيهات من مدير الجمرك البري محمد السليطي ونائبه بدر السعيد في العمل على تخليص وانجاز المعاملات بأسرع وقت ممكن فقط نرغب بالتعاون معنا من قبل الاخوة التجار والسائقين.
• كلمة أخيرة؟
- شكرا جزيلا لجريدتكم الغراء «الراي» في تسليط الضوء على رجال يعملون بالخفاء لحماية البلاد والعباد ويتحملون مسؤولية عظيمة تجاه وطنهم وهم باذن الله «قدها» وذلك بفضل من الله وبتوجيهات مدير عام الادارة العامة للجمارك ابراهيم الغانم.
شكر خاص
لمساعد مراقب التفتيش في الجمرك البري جاسم الغانم ومدير ادارة الاعلام بمكتب مدير الادارة العامة للجمارك مبارك القطان على جهودهما المخلصة وللتسهيلات التي قدماها لانجاز هذا اللقاء.