جادوا بدمائهم رداً لجميل الأرض التي أقاموا عليها وتنعّموا بخيراتها

للوافدين نصيب من الملاحم البطولية في وجه الاحتلال العراقي

1 يناير 1970 07:54 م
كونا - مع حلول الذكرى الـ 26 لتحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم تعود إلى الأذهان صور الملاحم البطولية التي جسدها الكويتيون في صمودهم أمام الاحتلال والتي شاركهم في رسم معانيها رغم قساوة التجربة إخوة لهم من الوافدين الذين عاشوا على هذه الأرض وارتووا من أصالتها تعبيرا عن الوفاء لترابها.

وتجلى أثناء فترة الاحتلال أصالة المعدن للكثيرين من الوافدين المقيمين في البلاد الذين سطروا أجمل معاني الوفاء للكويت وشعبها أثناء المحنة وكانت لهم مساهمات كثيرة إلى جانب إخوانهم الكويتيين كان أبسطها الصمود في وجه المحتلين وصولا إلى بذل النفس والاستشهاد دفاعا عنها تأكيدا على انتمائهم وولائهم لهذه الأرض.

وفي هذا الصدد التقت وكالة الأنباء الكويتية عدداً من الوافدين ممن قرروا البقاء في البلاد أثناء الاحتلال العراقي العام 1990 ليسردوا تجاربهم خلال هذه الفترة حتى تحرير البلاد من براثن الغزو العام 1991. وأجمع هؤلاء على أن احتضان الكويت وشعبها بكل صدر رحب لهم ولأسرهم وتمتعهم بخيرات هذا البلد الطيب وتحقيقهم النجاحات فيه دفعهم إلى التمسك بالبقاء فيها والوفاء لها.

وقالت المقيمة سحر محمود عيسى، وهي أردنية من أصل فلسطيني وشقيقة الشهيد أشرف الذي أُعدم على يد قوات الاحتلال العراقي، إنها بقيت وزوجها وعائلتها في الكويت ورفضت الخروج منها طوال فترة الاحتلال رغم خطورة الأوضاع وقتها وصمدت أمام ظلم وبطش القوات العراقية لأنها أرادت رد بعض جميل الكويت لها.

وعن ظروف استشهاد شقيقها أشرف أفادت سحر بأن الشهيد كان ضمن خلية للمقاومة تترأسها الشهيدة وفاء العامر التي قامت بتفجير فندق هيلتون الكويت إبان فترة الاحتلال حيث كان يقيم فيه كبار ضباط الجيش العراقي.

من جهته قال المقيم الأردني موسى شحادة الذي أقام وزوجته وأولاده الخمسة في الكويت قبل الاحتلال واستمرت إقامتهم فيها بعد التحرير إنه رفض الخروج من البلاد أيام الاحتلال «لانني لا يمكن لي أن اترك البلد التي عشقت ترابها ورزقت باولادي الخمسة فيها وكنا ننعم بالحب وحسن التعامل من شعبها.. فالكويت استوعبتنا وألحقتنا بالعمل في وزاراتها وتعلم اولادي في مدارسها».

.بدوره قال المقيم المصري عبدالمنعم السيسي ويعمل بوزارة الإعلام الكويتية انه ظل صامدا إبان فترة الاحتلال بدافع حبه للكويت ولرد جزء من الجميل الذي قدمته الكويت له ولعائلته طوال فترة إقامته فيها. وذكر أنه قام بكتابة تقارير صحافية وتصوير بعض مظاهر البطش والجرائم التي قام بها الجيش العراقي.