وجع الحروف

«الشو الإعلامي»!

1 يناير 1970 01:19 م
القروبات اشتغلت عدل... خلصنا من قضية صراع «الصحة» بين مؤيد ومعارض وتناولوا التوقعات حول الأخبار السارة، ويوم الاثنين الماضي توجهت البوصلة لمجلس الأمة، لكن الموضوع مختلف!

جاء النائب السابق حسين الحريتي لمجلس الأمة لمواجهة النائب رياض العدساني على خلفية اتهام الأخير له بتلقي أموال.

كنا نتوقع مواجهة علنية و«فلاشات» وكاميرات التلفزة تنتظر... وحضر الحريتي وغاب العدساني لدخوله اجتماع لجنة الميزانيات. واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وقروبات «الواتس آب» في جوانب المواجهة الغائبة.

مقال «الإيداعات المليونية والحقيقة الغائبة» نشر الجمعة الماضي، وذكرنا رأينا فيه وهو موضوع طويت صفحته عام 2012.

لا أكتب من دافع ان الحريتي «عازمي»، وهو منطقياً لا يحتاج «فزعة» مني، وأنا جرت العادة أن أكتب من زاوية المحايد ورأيي في الإيداعات قد ذكرته على قناتنا في «اليوتيوب»، لكن السؤال هنا: أين المشكلة؟ ولماذا يتجه الأمر إلى المطالبة بمواجهة علنية أشبه بـ «الشو الإعلامي»!

المراد? إن الحريتي كان الأولى أن يصلي في مسجد مجلس الأمة وأن يطلب من العلاقات العامة تبليغ العدساني بحضوره وينتظر ردهم أو ينتظر حتى خروج العدساني وإتمام المواجهة... وجهة نظر شخصية تناولتها مع زميل.

إذا كان ملف الإيداعات قد طويت صفحته والنائب العدساني لديه مستندات من واقع لجان التحقيق، فكان حريا به العمل على تشريع يجرم ما يعتقد انه يتضمن تضارب مصالح ومن ثم يتقدم بالمستندات ويطالب بإعادة فتح التحقيق بالإيداعات المليونية... ولا أعلم إن كان الأخوة القانونيين والخبراء يوافقونني الرأي أو أكون مخطئا في تصوري.

على أي حال? ما حصل قد يكون وراءه دوافع لا أعلم بها، ومهما كان أرى أنه إجرائي واجتماعي، تحتاج قضية كهذه أن تبحث بشكل مختلف يبدأ من إضافة على قانون غسيل الأموال ليتضمن صور الكسب غير المشروع وتضارب المصالح وغيره من أوجه الثراء غير المبرر... إن كان غير مبرر فعلياً ولتكن البداية مع النواب وقياديي المؤسسات.

المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وإذا ثبتت البراءة بحفظ القضية، كما ذكر الحريتي، فأبواب النيابة مفتوحة لتلقي أي بلاغ حول المساس به وبغيره ممن نشرت أسماؤهم في مواقع التواصل الاجتماعي.

هل مواقع التواصل الاجتماعي قد أدت دورها أم أنها أشغلتنا عن التنمية ومكافحة الفساد الذي نتابع نماذجه ولم نجد له العلاج الناجع؟

نحن أحوج إلى الاستفادة من جديد عالم التواصل الإجتماعي في شكل يخدم المجتمع. ونحن أحوج بأن ندرك أهمية التركيز على قضايا أهم، يأتي التعليم، ثم التعليم، ثم التعليم على رأسها، ولنا في خبر قيام رجل الأعمال الإماراتي عبدالله الغرير بوقف ثلث ثروته البالغة 4.2 مليار درهم على التعليم في الإمارات درس يمكننا الاستفادة منه.

«عطونا تعليم جيد... عطونا تعليم جيد... عطونا تعليم جيد»... وغيروا القياديين غير الفاعلين وأعيدوا التركيبة السكانية ووظفوا أبناءنا وامنحونا خدمات صحية وطرقا أفضل. وعلموا أبناءنا أهمية الثقافة الصالحة ودور التعليم في نهوض المجتمعات بعد تراجعنا في كل شيء حتى في مواجهة بين نائب سابق ونائب حالي? ما كان لها أن تبلغ هذا الحد? لم نر عرض ملفاتها الزرقاء والسوداء والبيضاء... والله المستعان.

[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi