أول لقب
| إعداد: صادق الشايع |
1 يناير 1970
04:51 م
مع مرور الايام والسنوات وبحكم الزمن، تتعرض ذاكرة غالبية البشر الى التآكل والوهن.
الرياضيون لا يعتبرون استثناء لهذه القاعدة غير اننا نادراً ما وجدنا لاعباً نسي اول هدف سجله او اول انجاز ساهم في تحقيقه مع ناديه او منتخب بلاده.
سنجول في صفحات اول لقب لكأس الأمير حققه طرفا مباراة اليوم... «الكويت» وكاظمة.
الجمهور «لاحَق» محمد إلى الرميثية
15 عاماً هي الفترة التي أمضتها جماهير نادي الكويت وهي تنتظر تتويج فريقها بكأس الأمير للمرة الأولى، وتحديداً من الموسم الرسمي الاول لمسابقات الكرة الكويتية 1961-1962 وحتى النهاية السعيدة للموسم 1975-1976.
وبعد ان خسر «العميد» خمس مباريات نهائية للبطولة، اثنتان منها في آخر موسمين امام القادسية، كان لزاماً على الفريق ان يكسر حاجز النحس ويطوّع الكأس لمصلحته ويضمها الى درع الدوري التي كان حتى ذلك الموسم حققها 4 مرات.
ومن جديد، ضرب «الابيض» موعداً مع القادسية في المباراة النهائية في مشهد بات معتاداً لدى جماهير عقد السبعينات من القرن الماضي.
وفي فبراير 1976 وعلى استاد «الكويت»، الملعب الدولي الوحيد في البلاد انذاك، جرت احداث اللقاء الذي شهد بداية غير تقليدية عندما بكّر «الابيض» بافتتاح التسجيل عبر مهاجمه الشاب محمد عبدالله هو الاول للفريق في مرمى «الاصفر» في مواجهات الفريقين في نهائي الكأس.
يروي عبدالله الذي سيقود «الكويت» اليوم مدرباً كيف تمكن من خطف الهدف، فيقول: «بدأت المباراة حماسية، وكان لدينا رغبة كبيرة في كسر حاجز الهزائم امام القادسية، فيما كان الاخير يطمح الى تحقيق ثنائية الدوري والكأس للموسم الثاني على التوالي».
ويضيف: «بعد مرور 5 دقائق تقريباً، حصلنا على رمية تماس نفذها المرحوم محمد عباس الى جبار عبدالقدوس الذي مرر كرة عرضية وجدت نفسي اسبح في الهواء واسدد الكرة (بقمة رأسي) في مرمى الحارس الراحل احمد الثويني».
ويواصل: «بعد الهدف، تعرضنا الى ضغط رهيب من القادسية الذي كان مدججاً بنجوم تلك الفترة جاسم يعقوب وفيصل الدخيل وحمد بوحمد وشقيقه سعود والمرحوم فاروق ابراهيم، حتى خيل لنا بأن ارض الملعب كانت مائلة نحو مرمانا بسبب سيطرتهم على الكرة وعدم تمكننا من نقلها الى ملعبهم. لكن في المقابل، قدم حارس المرمى عباس بوعباس الذي لعب بدلاً من احمد الطرابلسي المصاب والمدافعون بقيادة ابراهيم دريهم اداء بطولياً حافظوا من خلاله على تقدمنا بهدف حتى صافرة النهاية».
ويسترجع مهاجم «الابيض» السابق ومدربه الحالي حدثاً لا يزال راسخاً في ذاكرته فيقول: «بعد المباراة التي اقيمت عصراً، توجهت الى منزل والدي في منطقة الرميثية. وبعد فترة قصيرة، فوجئنا بطرق باب البيت واذ بعدد كبير من جماهير نادي الكويت جاء من كيفان حيث مقر النادي ليطالب بخروجي له حتى يقوم بالاحتفاء بي وبتسجيلي هدف الفوز، وهو ما استجبت له مشاركاً هذا الجمهور الوفي فرحته في لحظات جميلة لن انساها».
بعد هذا التتويج، ساهم عبدالله في تحقيق لقب الكأس ثلاث مرات بعد ذلك في الموسم 1976-1977 على حساب القادسية 2-1 ويومها سجل الهدف الثاني، وفي الموسم 1977-1978 بالفوز على السالمية 4-1 حيث سجل رابع اهداف الفريق الذي توج باللقب الثالث توالياً وامتلك الكأس نهائياً، واخيراً في الموسم 1979-1980 بعد فوزه على كاظمة 3-2 وسجل ايضاً الهدف الاول قبل ان يترك مكانه للشاب عادل عباس الذي خطف هدف الفوز في الوقت الاضافي.
وبذلك يكون عبدالله اللاعب الوحيد في تاريخ نادي «الكويت» الذي يسجل في اربع مباريات متتالية يخوضها الفريق في كأس الأمير وتسهم أهدافه في تتويجه في كل مرة منها.
سويد: «كلهم» فرحوا بفوزنا
تقاسم كاظمة والتضامن لقب «افضل خاسر» في مسابقة كأس الأمير، الأول في عقد الثمانينات من القرن الماضي، والثاني في ما بين ذلك العقد والذي تلاه.
وفيما لم يكتب للتضامن أن يحقق اي لقب في تاريخه بعد خسارته 4 مباريات نهائية، ابتسم الحظ لـ «البرتقالي» عقب محاولتين غير ناجحتين.
فرض كاظمة نفسه رقماً صعباً في كأس الأمير بين 1979 و1990، متواجداً في سبع مباريات نهائية، فحقق اللقب في ثلاث مناسبات، وخسر في أربع.
ظهر «البرتقالي» على مسرح المباريات النهائية للكأس للمرة الأولى في الموسم 1978-1979 بعد اطاحته بـ «الكويت» حامل اللقب ثلاثة مواسم متتالية، من نصف النهائي ليواجه القادسية ويتقدم عليه بهدف ناصر الغانم (17 عاماً) قبل ان تنقلب الأمور بهدفي فيصل الدخيل وجاسم يعقوب.
في الموسم التالي، أعاد كاظمة الكرّة وبلغ النهائي على حساب العربي بطل الدوري لكنه سقط في المحطة الأخيرة أمام «الكويت» 2-3 وبهدف من الناشئ عادل عباس في الوقت الاضافي الثاني.
غاب الفريق عن نهائي نسخة 1980-1981 والتي قرر الاتحاد اقامتها من دون لاعبي المنتخب الذي كان منشغلاً بتصفيات كأس العالم 1982.
في تلك الفترة كان كاظمة ممثَّلاً في «الأزرق» بـ6 لاعبين، وقد احتجت ادارته على القرار الذي كان الأكثر تضرراً منه مع «الكويت»، ما حدا بالاتحاد الى تأجيل النسخة التالية من المسابقة في الموسم 1981-1982 الى ما بعد المونديال، فأقيمت مطلع الموسم 1982-1983 وشهدت تواجداً آخر لـ«البرتقالي» في النهائي امام «الكويت» بعد ان أخرج العربي من نصف النهائي.
ويروي نجم كاظمة وهدافه التاريخي يوسف سويد كيف ان هاجس الهزيمة الثالثة توالياً في النهائي كان يساوره هو وزملاءه وهم يدخلون أرض استاد صباح السالم في النادي العربي عصر يوم السادس من أكتوبر 1982.
ويقول سويد: «كان سيناريو الهزيمتين المتتاليتين أمام القادسية والكويت في ذهني قبل أن تبدأ المباراة، وكنت أخشى أن نصدم بهزيمة أخرى تبدد أحلامنا في تحقيق أول لقب في تاريخ كاظمة، وتزايد قلقنا بعد أن تقدم الأبيض بهدف مبكر في الشوط الأول لجبار عبدالقدوس».
ويسترسل: «على عكس هواجسنا، تسبب هدف الكويت الذي جاء في وقت كنا نسيطر فيه على مجريات اللعب في دفع الفريق الى الهجوم أكثر ومحاولة ادراك التعادل وهو ما تحقق بعد ان سجل صالح المسند هدفاً، أتبعه ابراهيم علي بآخر بعد 4 دقائق فقط، لينتهي الشوط الأول بتقدمنا 2-1».
ويعترف سويد بأنه حاول استفزاز حارس «العميد» احمد الطرابلسي لاخراجه من اجواء المباراة، معتبراً بأنه نجح في ذلك بعد لعبة نال على اثرها انذاراً من الحكم أحمد فرج، وأضاف: «الطرابلسي حارس كبير وله هيبة في المرمى لكنه افتقد التركيز بعد هذه اللعبة ما أتاح لنا تسجيل هدفين في الشوط الأول واضافة أهداف أخرى في الشوط الثاني».
وأكد هداف تلك النسخة من البطولة بـ6 أهداف، بأن طرد لاعب «الكويت» حمد عبدالرزاق بعد دقيقتين من نزوله بديلاً لزهير عبدالخالق أتاح لفريقه فرصة الاطباق على المنافس والتحرر من الرقابة واستغلال المساحات التي بدأت تظهر واضافة 4 أهداف استهلها بنفسه عبر احراز الهدف الثالث بعد لعبة جميلة مع المسند، قبل ان يكمل ناصر الغانم وقاسم حمزة وفوزي ابراهيم السداسية التاريخية.
وختم: «كان هناك قناعة لدى الجميع في أحقيتنا بتحقيق الكأس، وبدا ذلك من خلال قيام عدد من جماهير الكويت ولاعبيه بتهنئتنا بحرارة بعد المباراة. شعرنا بأن الجماهير الكويتية فرحت بفوزنا وكانت تنتظر تتويجنا بأي لقب».